ضرب الحوثيين.. مواجهة خطر أم "مسرحية"؟

لم تستمر الضربات الأمريكية البريطانية على مناطق الشمال اليمني إلا بضع دقائق، هاجمت فيها المقاتلات الأمريكية مناطق عدة في العاصمة صنعاء، كان أهمها مطار صنعاء الدولي، ومناطق أخرى في صعدة، بالإضافة إلى تركيز الطيران على استهداف بعض المناطق الجبلية الوعرة، طبقًا لشهادات يمنيين لـ"تليجراف مصر".

الدعم الغربي للحوثيين

وكشفت مصادر يمنية عن أن تلك الضربات الأمريكية لا تستهدف تقويض التواجد الحوثي في اليمن، ولا يمكن أن يكون المقصد منها تقزيم الجغرافيا التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية، على اعتبار أن هناك دعمًا غربيًا لتلك الميليشيات في المحافل الدولية.

هذا التوجه يؤيده الباحث السياسي اليمني علي العقبي، الذي أكد أنه كانت هناك معارك قادتها الحكومة الشرعية في اليمن بقصد إنهاء “الانقلاب الحوثي” على الشرعية في اليمن، مشددًا على أن نفس التدخل الأمريكي والبريطاني هو ما كان عاملًا مضادًا لتحرير الأراضي اليمنية من التواجد الحوثي، في ظل ما يمر به اليمن من تداعيات خطيرة على كل المناحي بسبب الانقلاب المدعوم من إيران.

مسرح أم إدراك بالخطر؟

وأشار العقبي، لـ"تليجراف مصر" قائلًا: "نصحنا المجتمع لدولي بالتدخل لأن الحوثي يشكل خطرًا على كل شيء، ولا نعلم إن كانت الضربات الأمريكية إدراك لخطر الحوثي أم أنها مسرحية دولية للسيطرة على البحر الأحمر وباب المندب لتعزيز التواجد الأمريكي والبريطاني في تلك المنطقة بحجة حماية الملاحة".

ونوه إلى أن الحوثي أصبح يعتمد في تواجده على التشدق بمواجهة أمريكا، مستبعدًا أن تكون تلك الضربات الأمريكية قد استهدفت المواقع العسكرية الحوثية.

صراع متواصل وردود محدودة

وقال الكاتب السياسي والمحلل الفلسطيني يحيى قاعود إن الصراع بين إيران وإسرائيل مستمر ومتواصل، لكنه لن يتجاوز حدود الردود المحدودة، لأن كلا الطرفين غير معنيين بالتصعيد، حتى لو تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف قاعود، لـ"تليجراف مصر" أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة تؤكد عدم تصعيد رقعة الصراع الدائر في فلسطين وتحديدا في قطاع غزة، لافتًا إلى أن الضربات الأمريكية على اليمن ستظل محدودة، ولا تحمل رغبة مباشرة في توسيع رقعة الصراع العسكري المسلح في منطقة الشرق الأوسط.

الضربات ردًا مباشرًا على هجمات الحوثيين

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن القوات العسكرية الأمريكية بالتعاون مع المملكة المتحدة وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، نفذت ضربات ناجحة ضد عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها الحوثيون.

وأضاف في بيان أصدره البيت الأبيض في الساعات الأولى من صباح اليوم، أن الضربات ردًا مباشرًا على هجمات الحوثيين ضد السفن البحرية الدولية في البحر الأحمر، بما في ذلك استخدام الصواريخ الباليستية المضادة للسفن لأول مرة في التاريخ.