"عصر المال".. الجمهور قطعة الشطرنج الناقصة في مشهد نهائي كأس مصر

بيراميدز
إسراء عدلي - محمود موسى
منذ سنوات طويلة لم يشهد نهائي بطولة كأس مصر التي تعد الأعرق في قارة أفريقيا غياب جماهيري بالشكل الذي كان عليه أمس في المباراة التي جمعت بين بيراميدز ونظيره زد على ملعب الجيش ببرج العرب.
وعلى مدار سنوات مرت كانت مدرجات الملاعب المصرية تمتلئ بآلاف الجماهير، سواء جماهير الأهلي، الزمالك، الإسماعيلي، الاتحاد السكندري، المصري البورسعيدي، غزل المحلة أو أي نادي لديه قاعدة جماهيرية تنتمي إليه، لكن في نسخة 2023-2024 حدث ما لم يحدث من قبل، وهو تواجد ما يقرب من 2000 مشجع في المباراة لصالح الفريق السماوي.
ما هو نادي كرة القدم؟
أحد تلك الأسئلة التي تبدو بسيطة ولكن الإجابة عليها في النهاية صعبة للغاية، فليست كل الأندية متشابهة، ولا ينظر كل الناس إلى النادي بنفس الطريقة، خاصة في عصر أصبح من الشائع فيه أن تمتلك كيانا واحدا أندية متعددة، ربما يكون من المفيد محاولة تعريف ما هو النادي.
وتأسست الأندية الأولى في منتصف القرن التاسع عشر وأواخره للأعضاء الذين يرغبون في ممارسة الرياضة وكرة القدم بشكل خاص.
وبمرور الوقت أصبح الناس على استعداد للدفع لمشاهدة المباريات، ولكن هؤلاء لم يكونوا متفرجين محايدين كما قد تجد في المسرح أو قاعة الحفلات الموسيقية؛ بل كانوا متعصبين، لتنتهي الأسطورة الدائمة القائلة بأن "كرة القدم هي ترفيه".
أرباح الأندية
وظلت أندية كرة القدم بشكل خاص قائمة على إيرادات أعضائها ومشجعي المباريات لتغطية مصروفاتها ولم تكن تعتمد على فكرة تحقيق الأرباح السنوية ككيان اقتصادي قوي.
وحتى عام 1981، لم تكن الأندية العالمية تعتبر كيانات تسعى إلى تحقيق الربح بشكل عام، وأدت الأهمية المتزايدة لإيرادات البث ودخول الرعاة لتحقيق أرباح كبيرة للأندية، وبالطبع لا تستطيع الأندية الكبرى الاستغناء عن المشجعين الذين يحضرون المباريات ويمثلون دخلا كبيرًا للنادي.
ومع زيادة تدفق الأموال عبر الأندية، بدأ رجال الأعمال والشركات والمؤسسات الاستثمار في الأندية.

ظهور أندية الشركات في مصر
وعلى رأس أندية الشركات التي صنعت جماهيرية كبيرة في مصر هو نادي "الترسانة" التابع للشركة المصرية العامة لورش الري، ونجح الشواكيش في الفوز ببطولة كأس مصر عام 1923، وكان ثاني ناد مصري يفوز بتلك الكأس بعد الزمالك، واشتهر بالثنائي حسن الشاذلي ومصطفى رياض أحد هدافي الكرة المصرية عبر التاريخ.
وظهر المقاولون العرب صاحب التاريخ الكروى الكبير فى ثمانينيات القرن الماضى، وكان أول ناد مصرى يحقق لقب بطل إفريقيا للأندية أبطال الكئوس أعوام 1982 و1983 و1996، كما فاز بلقب الدورى موسم (1982-1983).
وفاز المقاولون العرب أيضًا بكأس مصر 3 مرات أعوام 1990 و1995 و2004، وهو نفس العام الذى حقق فيه لقب كأس السوبر المصرى على حساب الزمالك، ورغم تلك البطولات لكنه لم يحقق شعبية على عكس الترسانة.
ويعد أشهر نجوم المقاولون العرب عبر التاريخ محمد صلاح، محمد النني، جوزيف أنطوان بيل، جون أوتاكا، حمدي نوح، محمد العقباوي، ومحمد عودة وأيمن زين.

نادي آخر ظهر في الكرة المصرية هو غزل المحلة التابع لنفس الشركة التي أسسها طلعت حرب "أبو الاقتصاد المصري" لينجح الفريق في أن يكون صاحب الشعبية الأكبر في المحلة ولقب الفريق "بالفلاحين".
وفاز الفلاحين بلقب الدوري المصري عام 1973، ووصوله إلى نهائي بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1974، ولعب نهائي كأس مصر 6 مرات.
وأخرج غزل المحلة عددا من اللاعبين الرائعين للكرة المصرية، وهم محمد السياجي وشوقي غريب وأحمد المحمدي ووائل جمعة وخالد عيد ومحمود فتح الله وأيمن مشالي وصابر عيد وعبد اللطيف الدوماني إكرامي عبد العزيز.

وفي أواخر القرن الـ20، ظهرت أندية الشركات بقوة مثل نادي مزارع دينا التابع لشركة دينا للاستثمارات الزراعية، ونادي جولدي "المعادن سابقا" المملوك لرجل الأعمال أحمد بهجت، لكن تلك الأندية لم تستمر طويلا في الدوري المصري الممتاز.
ومع بداية القرن الجديد، ظهرت أندية الشركات التي حققت نجاحا باهرا أبرزها إنبي وبتروجت، ونجح الأول في تحقيق بطولة كأس مصر مرتين ووصيف الدوري المصري، وأندية أخرى مثل أسمنت أسيوط وأسمنت السويس والمصرية للاتصالات.
تجارب أكثر قوة مالية
وخلال العقد الأخير، ظهرت تجارب أكثر قوة مالية في الدوري المصري، إذ تواجد وادي دجلة برئاسة ماجد سامي الذي وصل لنهائي كأس مصر 2013 ولعب في بطولة الكونفدرالية الأفريقية.
كما ظهر بيراميدز في عام 2018 الذي تعاقد مع صفقات عالمية أبرزهم البرازيلي كينو، وظهرت تجارب أخرى على سبيل المثال فاركو ومودرن سبورت والبنك الأهلي ونادي زد الذي دعموا فرقهم بصفقات مميزة ليضيفوا قوة أكبر للدوري المصري، لكنهم لم ينجحوا حتى الآن في تكوين قاعدة جماهيرية.
وكان الفريق السماوي بيراميدز قريبا من تحقيق البطولة الأولى له، ولكن خسر 4 نهائيات من قبل، وهي السوبر المصري 2022 أمام الأهلي 0-1، وكأس مصر موسم 2018-2019 أمام الزمالك 0-3، وكأس مصر موسم 2021-2022 أمام الأهلي 1-2، وكأس الكونفدرالية 2020 أمام نهضة بركان 0-1.
وأخيرًا وبعد 6 سنوات على انطلاقته نجح بيراميدز في تحقيق بطولة كأس مصر، ويعد هذا اللقب هو الأول للفريق السماوي منذ صعوده إلى دوري الأضواء والشهرة وتغيير اسمه من الأسيوطي إلى بيراميدز.
ويأتي هذا الفوز ليكسر هيمنة الأهلي والزمالك على البطولة، حيث لم يحقق أي فريق غيرهما الكأس منذ موسم 2012.

فيما تأهل زد للمرة الأولى لنهائي كأس مصر، لكنه فشل في تحقيق اللقب لينجح بيراميدز في تحقيق البطولة.
لكن المشهد المحزن في نهائي كأس مصر كان غياب الجماهير عن حضور المباراة النهائية إذ حضر 2000 مشجع فقط، ليتساءل الجميع متى تعود الأندية الشعبية للواجهة بقدرات مالية تسمح لها بمنافسة أندية الشركات؟


الأكثر قراءة
-
"وفاة شاب وانفجار مروع ".. ماذا حدث ليلًا في حفل محمد رمضان؟
-
غاز CO2..ما السبب الحقيقي وراء انفجار حفل رمضان؟
-
"عدو المرأة".. فضيحة مدوية تُطيح بسفير نمساوي
-
السيسي يؤكد لرئيس وزراء هولندا ضرورة عدم المساس بالسفارات الأجنبية
-
مصرع شاب إثر انفجار جهاز ألعاب نارية في حفل محمد رمضان
-
نتيجة تنسيق المرحلة الأولى 2025.. الموعد والرابط الرسمي
-
كان يعبر الطريق.. مصرع طفل في حادث سير بالفيوم
-
في لفتة إنسانية.. مأمور مركز أشمون ينقذ سيدة من الحبس

أخبار ذات صلة
صفقات الأسلحة الفاسدة.. "الناجي الوحيد" من 10 لاعبين في الزمالك
31 يوليو 2025 03:37 م
بين الظلام والظمأ.. كيف قضى سكان الجيزة 48 ساعة عصيبة؟
30 يوليو 2025 04:55 م
اعتراف بريطاني محتمل بفلسطين.. خطوة رمزية أم بداية تغيير؟
30 يوليو 2025 03:46 م
عسل والشربيني والشوربجي.. أبطال في الإسكواش وأزمات خلف الكواليس
29 يوليو 2025 10:39 ص
21 شهرًا من الدعم المصري.. القاهرة في قلب قضية غزة
28 يوليو 2025 04:32 م
ما هو معبد إيكوين؟ الذي زاره صلاح رفقة بعثة ليفربول
28 يوليو 2025 09:17 م
فيضانات إثيوبيا تهدد سد النهضة والسودان في مرمى الخطر.. ما موقف مصر؟
28 يوليو 2025 01:48 م
غضب الطبيعة يضرب إثيوبيا.. أديس أبابا تغرق في بحر من الفيضانات
28 يوليو 2025 12:52 م
أكثر الكلمات انتشاراً