التكنولوجيا المالية.. "ثورة" تعيد تشكيل مستقبل الخدمات المصرفية
التكنولوجيا المالية
في عالم يشهد تحولات متسارعة، أصبحت التكنولوجيا المالية ركيزة أساسية في حياة المستهلكين، وليس مجرد اتجاه مؤقت، فمع انتشار الابتكارات الرقمية، تغيرت توقعات المستخدمين تجاه المؤسسات المالية، حيث يتطلعون إلى حلول متقدمة وسريعة تتناسب مع احتياجاتهم المتزايدة.
وفقًا لتحليل "شريحة المستهلكين العالمية لعام 2024"، الذي أجرته شركة فيزا (Visa)، فقد باتت هذه التحولات أكثر وضوحًا بين "المواطنين الرقميين"، الذين أصبحوا يعتمدون بشكل أكبر على التطبيقات والحلول الرقمية المتطورة لإدارة معاملاتهم المالية.
الاعتماد على التكنولوجيا المالية
لم يعد التعامل المصرفي محصورًا في الفروع التقليدية أو الطرق القديمة؛ فالتكنولوجيا المالية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من التجربة المالية اليومية للمستهلكين.
بحسب تحليل فيزا، يتوقع "المواطنون الرقميون" من المؤسسات المالية أن تواكب التطورات وتبتعد عن الأساليب التقليدية، بل أن تقدم لهم حلولًا مبتكرة وفورية تلبي توقعاتهم.
أظهرت الدراسة، أن هؤلاء المستهلكين لا يقتصرون على التعامل مع مزود واحد، بل يديرون بين 7 إلى 8 حسابات مختلفة تشمل الحسابات الجارية، وحسابات التوفير، والمعاشات التقاعدية، كما يعتمدون على مجموعة متنوعة من التطبيقات الرقمية لإدارة أموالهم، حتى أنهم يلجؤون لمزودي خدمات متعددة لتبادل العملات المشفرة.

تفاوت استخدام التكنولوجيا المالية
على الرغم من أن المستهلكين الرقميين يرحبون بالتكنولوجيا المالية ويستخدمونها بطرق متنوعة، إلا أنهم ليسوا متماثلين في كيفية تعاملهم معها، فالبعض يعتمد على الحلول المالية الرقمية بشكل أكبر، بينما يتردد البعض الآخر في تبنيها بشكل كامل.
لذا، يتعين على مُصدري البطاقات اختيار شركاء يتماشى تطورهم الرقمي مع توقعات العملاء الأكثر تقدمًا في استخدام التكنولوجيا.
نتائج تحليل فيزا لعام 2024
أجرت فيزا استطلاعًا شمل أكثر من 13.500 مستهلك من مختلف أنحاء العالم لتحليل عاداتهم المالية الرقمية، وأظهرت الدراسة وجود ثلاث مجموعات رئيسية من مستهلكي التكنولوجيا المالية، وتختلف كل مجموعة في مدى اعتمادها على الحلول الرقمية واستخدامها للخدمات المالية المتقدمة.
رواد التكنولوجيا المالية (المنفقون الكبار)
يتبنى رواد التكنولوجيا المالية، وهم من الشباب الأثرياء، مجموعة متنوعة من أساليب الدفع، بما في ذلك العملات المشفرة والمدفوعات عبر الحدود.
وتساعد ثورة التكنولوجيا المصرفية هؤلاء على إدارة شؤونهم المالية بكفاءة دون التأثير على أسلوب حياتهم، ويبلغ متوسط عمر هذه الفئة 33 عامًا، وهي أكثر ثراءً مقارنةً بالمستهلكين الآخرين، حيث يميل إنفاقهم نحو الترفيه والرفاهية أكثر من الاحتياجات الأساسية، وتشمل اهتماماتهم الإنفاق على الطعام، السفر، والحفلات الموسيقية، ما يعكس حاجتهم لإبهار الآخرين، كما يسعى ثلاثة أرباعهم إلى تحسين أنفسهم باستمرار، ومستعدون لدفع المزيد مقابل المنتجات المستدامة.
يفضل 81% من هؤلاء تجربة طرق دفع جديدة، حيث يستخدم 54% المحافظ الرقمية والتطبيقات، بينما يعتمد نسبة أقل على بطاقات الائتمان وحسابات الدفع للسفر، وتجذبهم كل ما هو جديد، بسبب ابتكاراتها وتوافقها مع العلامات التجارية التي يرغبون في دعمها، بالإضافة إلى الكفاءة والنقاط والمكافآت التي توفرها لهم.

الباحثون عن المكافآت الرقمية
يعد "الباحثون عن المكافآت الرقمية" أكبر المجموعات سنًا، بمتوسط عمر يبلغ 38 عامًا، ويتميزون بمراقبة دقيقة لدخلهم ونفقاتهم لتحقيق توازن بين الإنفاق الرفاهي والعقلانية، ويعيشون بمبدأ الاستمتاع باللحظة الحالية، ويفضلون المنتجات التي توفر لهم قيمة وفائدة فورية.
على الرغم من اعتمادهم على حسابات التوفير التقليدية، فإن 86% منهم مرتاحون لاستخدام الخدمات المصرفية الرقمية، ويعتبر تحسين الذات أمرًا أساسيًا بالنسبة لهم، حيث يرى 81% منهم أن هذا عنصر مهم، كما يرغب 75% منهم في دعم العلامات التجارية التي تساهم في القضايا الاجتماعية.
تأتي بطاقات الخصم أو المدفوعة مسبقًا في مقدمة وسائل الدفع التي يفضلونها بنسبة 55%، يليها بطاقات الائتمان بنسبة 16%، ويبحثون عن السهولة، الراحة، الأمان، بالإضافة إلى المكافآت التي يحصلون عليها من استخدام هذه الوسائل.
الميالون للتكنولوجيا
المستهلكون الميالون للتكنولوجيا، الذين يبلغ متوسط أعمارهم 35 عامًا، يهتمون بإدارة شؤونهم المالية بحرص ودقة، ويفضلون الحلول البسيطة والمباشرة التي تجمع حساباتهم في مكان واحد، ما يسهل عليهم التحكم بنفقاتهم وزيادة مدخراتهم تدريجيًا.
يعتمد حوالي 72% من هذه الفئة على التخطيط المسبق لإدارة أموالهم، ولكن هذا لا يعني أنهم يقتصدون بشكل مبالغ فيه، إذ يعتقد 60% منهم بأن "المال وُجد لتدليل النفس في الوقت الحاضر".
مثل الباحثن عن المكافآت الرقمية، يعتمد الميالون للتكنولوجيا على الحسابات الجارية وحسابات التوفير لإدارة أموالهم بشكل رئيسي، فهذه الفئة تفضل الحلول التي تضمن لهم الراحة والاستقرار، وهم يبتعدون عن تجربة أحدث التقنيات المالية بانتظام، خوفًا من أي مشكلات قد تؤثر على شؤونهم المالية.
وعندما يتعلق الأمر بطرق الدفع، يفضل 33% منهم استخدام البطاقات الائتمانية أو المدفوعة مسبقًا، بينما يستخدم 26% تطبيقات المحفظة الرقمية، و16% يفضلون الدفع نقدًا، وهذا التنوع في طرق الدفع يعكس مزيجًا بين التمسك بالطرق التقليدية والانفتاح على التكنولوجيا الجديدة.

عقلية مستهلكي التكنولوجيا المالية
لم تعد التكنولوجيا المالية تقتصر على تسهيل المعاملات المالية فحسب، بل أصبحت تشكل توقعات المستهلكين أيضًا، ويُعتبر المستهلكون الذين يعتمدون على التكنولوجيا المالية أكثر ذكاءً في اختيار خدماتهم المالية، إذ يبحثون عن الراحة، الخصوصية، والابتكار في تجربتهم المصرفية، ويرغبون في الحصول على خدمات سريعة وسهلة الاستخدام، مع توفير حماية متقدمة لبياناتهم الشخصية.
هذه الفئة من المستهلكين تتبنى الابتكار بشغف، وتبحث عن ميزات جديدة وأدوات تمكنهم من إدارة شؤونهم المالية بشكل مستقل، والشركات التي تسعى للنجاح في هذا القطاع تحتاج إلى تلبية هذه المتطلبات باستمرار، وضمان تقديم تجارب مصرفية مخصصة وآمنة.
الجوانب الأساسية لعقلية مستخدمي التكنولوجيا المالية
1. الراحة والسرعة: يرغب المستهلكون في خدمات مصرفية توفر لهم إمكانية الوصول الفوري والتعامل على مدار الساعة.
2. التجارب المخصصة: تتوقع هذه الفئة حلولاً مالية تتماشى مع احتياجاتهم الفردية وتوفر تجربة متكاملة عبر مختلف المنصات.
3. الأمان والخصوصية: تعد حماية البيانات وضمان الخصوصية من الأولويات الأساسية لمستخدمي التكنولوجيا المالية.
4. الثقة والمصداقية: يعتمدون على العلامات التجارية ذات السمعة الجيدة والتي تقدم خدمات شفافة ومتوافقة مع اللوائح.
5. الابتكار والخدمة الذاتية: يبحثون عن تقنيات متقدمة وخدمات تمكنهم من اتخاذ قرارات مالية مستقلة.
التكيف مع المتطلبات
مع تزايد اعتماد المستهلكين على الحلول المالية الرقمية، يجب على شركات التكنولوجيا المالية ومصدري البطاقات أن تتوقع احتياجاتهم المتطورة وتقدم حلولًا تتجاوز توقعاتهم، ومن خلال الاستفادة من تحليلات البيانات، والذكاء الاصطناعي، والحلول الأمنية المتقدمة، يمكن لهذه الشركات تحسين تجربتها لتواكب تطلعات المستهلكين الرقميين وتلبي متطلباتهم المتنامية.
الأكثر قراءة
-
إثارة متواصلة، المغرب والأردن إلى أشواط إضافية في كأس العرب
-
موعد مباراة السعودية والإمارات في كأس العرب اليوم، والقنوات الناقلة
-
الدكتورة إيمان خضر، رحلة عالمة مصرية من جامعة أسيوط إلى ستانفورد
-
"اخونا بيروح مننا"، مريض يدخل غيبوبة 20 يومًا بعد عملية خاطئة بالمخ
-
نهائي كأس العرب، المغرب تتقدم بهدف أمام الأردن في الشوط الأول
-
نهائي كأس العرب، الأردن يسعى لإنجاز جديد والمغرب يطارد اللقب الغائب
-
مشاهدة مباراة الأردن والمغرب في نهائي كأس العرب 2025
-
بعد الهجوم والشتائم، فتاة المترو: حقي عند ربنا ومش ندمانة
أخبار ذات صلة
سعر صرف الريال السعودي أمام الجنيه اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2025، كم بلغ؟
19 ديسمبر 2025 01:19 ص
النفط يرتفع مع تصاعد مخاطر الإمدادات وترقب عقوبات أمريكية جديدة
18 ديسمبر 2025 11:16 م
كامل الوزير: الصناعات الغذائية ركيزة التنمية وتدعم رؤية مصر 2030
18 ديسمبر 2025 05:24 م
سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025، تراجع 10 جنيهات
18 ديسمبر 2025 10:40 م
المالية: نمو الاستثمارات الخاصة 73% يعكس الثقة في الاقتصاد المصري
18 ديسمبر 2025 10:18 م
البورصة تبحث تمديد ساعات التداول لتعزيز السيولة وكفاءة السوق
18 ديسمبر 2025 08:38 م
أسعار الفضة تحافظ على مستوياتها قرب قمم تاريخية
18 ديسمبر 2025 07:04 م
اجتماع موسع للجنة الضرائب والجمارك باتحاد الصناعات لمناقشة تحديات القطاع الصناعي
18 ديسمبر 2025 05:55 م
أكثر الكلمات انتشاراً