رحيل حزين.. إيهاب جلال فارس "صامت" رفض افتعال الأزمات رغم الظلم

كان هادئا بطبيعته، لا يحب الدخول في أزمات أو صراعات مع أحد، سواء داخل الملعب أو خارجه.. واليوم ترجل الفارس عن صهوة جواده؛ رحل إيهاب جلال المدير الفني لمنتخب مصر والإسماعيلي والزمالك ومصر المقاصة السابق، في هدوء عن عمر ناهز الـ57 عامًا.

شهد الجميع لإيهاب جلال، بحسن الخُلق والمهارة الفنية، خصوصًا على مستوى التدريب قبل أن يغيبه الموت عن عالمنا بعد رحلة عطاء طويلة في الملاعب.

عانى إيهاب جلال ضغوطات كبيرة، منذ توليه تدريب الإسماعيلي، بعد فترة غياب عن الملاعب، عقب إقالته من تدريب من منتخب مصر بشكل مفاجئ.

استمرت الضغوطات مع إيهاب جلال داخل الإسماعيلي، سواء في رحلة الهروب من الهبوط ببطولة الدوري، بجانب إخفاق الدراويش في كأس مصر والخروج من الدور نصف النهائي.

ويرصد "تليجراف مصر" أبرز المواقف الإنسانية لإيهاب جلال، الذي توفي اليوم إثر أزمة صحية تعرض لها يوم 1 سبتمبر الجاري، وتم احتجازه بأحد المستشفيات في القاهرة.

علاقته مع الأندية التي دربها

لم يفتعل إيهاب جلال، لاعبًا ومدربًا أي مشكلة طوال مسيرته ويشهد له الجميع بدماثة الخلق، إلى جانب أن علاقته رائعة للغاية مع جميع اللاعبين ومجالس الإدارات التي تعامل معها.

رفض شكوى اتحاد الكرة

رحل عن بيراميدز والزمالك ومصر المقاصة، وتعرض لظلم كبير مع منتخب مصر، بعد إقالته عقب خوضه 3 مباريات فقط مع منتخب مصر، ورغم ذلك لم يدخل في أزمات مع أحد، واكتفى بالصمت كعادته، دون الخروج عن النص أو التحدث مع وسائل الإعلام في أي مشكلة تعرض لها.

ورغم مستحقاته المتأخرة لدى اتحاد الكرة بعد إقالته من تدريب منتخب بشكل لا يليق به كمدرب مخضرم داخل الدوري المصري، رفض مهاجمة رئيس الاتحاد جمال علام، ولم يقدم أى شكاوى ضده، حيث اعتبرها مهمة قومية ولن يخرج عن النص حتى لو كان قد تعرض لظلم كبير، في قرار إقالته المفاجئ.

من تسبب في إيذاء إيهاب جلال؟

في سياق ذي صلة، وجه لاعب النادي الإسماعيلي أحمد الشيخ، رسالة غامضة بعد وفاة المدير الفني للنادي إيهاب جلال.

وقال أحمد الشيخ عبر صفحته الشخصية عبر فيسبوك: “حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان سبب في تدمير نفسيتك”.

وأضاف: “حسبي الله ونعم الوكيل في أي حد شكك في ذمتك وشرفك، حسبى الله ونعم الوكيل في أي حد جرحك بكلمة”.

وتابع الشيخ: “حسبي الله ونعم الوكيل في أي حد كان سبب فى تعبك”.

آخر ظهور  لـ إيهاب جلال في الملاعب

وشهدت آخر مباراة ظهر فيها إيهاب جلال، حالة حزن شديد للجميع داخل الإسماعيلي، بعد الهزيمة من فريق زد في نصف نهائي بطولة كأس مصر بنتيجة (1-0)، حيث انتهت آمالهم بتحقيق بطولة كان من الممكن أن يصلوا فيها للنهائي.

رغم إشادة الجماهير بإيهاب جلال عقب مباراة زد، وتحية اللاعبين على أرضية الملعب وهم خاسرون، إلا أن مدرب "الدراويش" تأثر كثيرًا وبدا غاضبًا من الهزيمة وتوديع الكأس، في 27 أغسطس الماضي.

بداية الأزمة الصحية

بدأت الأزمة الصحية لإيهاب جلال بشكل مفاجئ يوم 1 سبتمبر، بعد تعرضه لـ"جلطة في المخ"، وتم نقله إلى المستشفي بسبب جلطة في أحد الشرايين المغذية للمخ.

داخل المستشفى أجرى إيهاب جلال 3 عمليات في المخ من للسيطرة على الجلطة، وتم إيداعه بالرعاية المركزة تحت إشراف فريق طبي كامل، بأحد المستشفيات في  القاهرة.

أسرة إيهاب جلال

وكانت أسرة إيهاب جلال تحاول علاجه خارج مصر، ولكن حالته لم تسمح له بالسفر للخارج، ولذلك ظل في المستشفى  بالقاهرة.

تحسن مؤقت

أصدر نادي الإسماعيلي بيانًا رسميًا حينها، يؤكد فيه تحسن حالة إيهاب جلال الصحية بعد خضوعه لعملية جراحية، وأنه تم تخفيض جرعات المخدر، التي كان يخضع لها ضمن البرنامج الصحي الخاص به.

وطالب الإسماعيلي بالدعاء لإيهاب جلال، وعدم تهويل الأمور بشأن حالته عبر وسائل الإعلام مراعاة لأسرته.

تدهور حالة إيهاب جلال

لكن حالة إيهاب جلال الصحية تدهورت مجددًا خلال الأيام القليلة الماضية، وجرى التكتم على تفاصيل أزمته الصحية الأخيرة داخل المستشفى.

وبسبب تدهور حالته الصحية، اضطر الجهاز الطبي الذي كان يراقب حالة إيهاب جلال، لإجراء عملية جراحية رابعة، وتم وضعة تحت الملاحظة مجددًا، حتى تم الإعلان عن وفاته عصر اليوم.