الأزهر عن اجتزاء كلمة الطيب باحتفالية المولد النبوي: افتراء وتدليس

شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب
حسم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الجدل الذي أثاره بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حول حديث الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، خلال كلمته في احتفال وزارة الاوقاف بالمولد النبوي الشريف، أمس الثلاثاء عن تفضيل بعض أنبياء الله على بعض.
وقال المركز إن اجتزاء الكلمات من سياقها لتحويل معناها عمَّا سيقت له بغرض التشويه؛ افتراءٌ وتدليس ينافي الأمانة وقواعد العلم.
وتابع: “لا تفهم جملة من الكلام إلا بوصلها بما قبلها وما بعدها، لما فيه من ربط للكلام بغاية المتحدث منه، وبيان لمُجمله، ونفي للاحتمالات والظنون غير المرادة، وهذه قاعدة عامة في فهم النصوص العربية ذات النسيج اللغوي المتماسك، وإذا كان كلام الله المُعجِز - الذي لا يضاهيه في البلاغة كلامٌ - إذا اقتطع من سياقه لم يدل على مراد الحكيم الخبير منه، فإن احتياج ما هو دونه من الكلام لفهمِه في ضوء السياق أولى”.
وأكد المركز في بيانه، أن معرفة سِياقِ كلامِ المتحدث في نصٍّ معين، وفي سياقات سابقةٍ من نُصوص أخرى، مُعبرةٍ عن فكره وعِلمه؛ تَمنعُ حَمْلَ بعض عباراته -المجتزأة من سياقها- على غير المُراد منها، ومعلومٌ أن اجتزاء الكلمات من سياقها لتحويل معناها عما سِيقت له؛ افتراءٌ وتدليسٌ ينافي الأمانة وقواعد العلم.
وأشار إلى أن شيخ الأزهر تحدث في احتفالية المولد النبوي، عن الأخلاقِ الكاملة لصاحب الرسالة ﷺ، والعلاقة بينها وبين خاتميّة رسالته وعالميّتها، وسِعَتها للعالَمين جميعًا: إنسًا وجِنًّا، كائنًا وجمادًا، زمانًا ومكانًا؛ بينما جاءت الرسالات السَّابقة محدودةً بأقوامٍ بعينِهم وفي زمانٍ مُعيَّن ومكانٍ محدَّد لا تتجاوزه لآخَر.
وأوضح المركز في بيانه، أن هذا بلا شك تقرير لِعظم شأن هذه الرسالة وصاحبها ﷺ؛ لا للخصائص المذكورة في ذاتها؛ بل للأدلة الواردة في هذا الشأن والحاكمة بالأفضلية، - وتلك منزلة أعلى في التفضيل - والمعنى أنه لا يُعتَمد على الخصائص بل على التفضيل الإلـٰهي، وهو المقصود من الاستثناء المُقتَطع من كلمة فضيلة الإمام، حين قال: “اللهمَّ إلا اتباعًا لما يَرِدُ من الشَّرع الكريمِ في هذا الشَّأن”.
وأشار بهذا الاستثناء إلى ما ورد من الأدلة المعلومة للعامّة والخاصة، والتي منها، قوله سبحانه وتعالى: “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ”، وقوله تعالى: “وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ”.
وقال عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: “فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ”.
وعن أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِﷺ: “أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ”.
وأكمل أن الإمام الأكبر، نوه إلى أن تفضيل الرسالات - التي نزلت على الأنبياء في أزمانهم - بعضها على بعض، والأنبياء بعضهم على بعض، لا ينبغي أن يكون محل خلاف وتنازع، أو مبني على رأي عارٍ عن دليل، بأن يُفتح باب المفاضلة فيه للعامّة؛ لما في ذلك من خطر كبير على المجتمعات واستقرارها وشواهد التاريخ تؤكد ذلك.
واستطرد، أن الأصل فيه تفويض الأمر لله سبحانه وتعالى والتسليم والإيمان بما نزّله؛ عملًا بالأدلة الواردة في هذا الشأن، والمذكورة في كلمة فضيلة الإمام، والتي منها قول الله تعالى: “تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ”، وقوله أيضًا: “وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْض”، وقول سيدنا رسول الله ﷺ: “لَا تُخَيِّروني مِن بينِ الأنبياءِ”، وفي لفظٍ آخَر: “لَا تُخَيِّرُوا بيْنَ الأنْبِياءِ”.

الأكثر قراءة
-
بيان مهم من "الرعاية الصحية" بعد إصابة إمام عاشور بـ"فيروس A"
-
مفاجأة في تحاليل عينات لاعبي الأهلي بعد إصابة إمام عاشور
-
رغم افتتاحه رسميا.. تصريف المياه أزمة تهدد سد النهضة
-
مترجم مصري يعيد طفلة تائهة في تونس لأسرتها.. كيف ساعده ChatGPT؟
-
تخفيض سعر شيري تيجو 7 موديل 2026 بقيمة 81 ألف جنيه
-
بعد صراخ واستغاثة.. الأهالي يساعدون في إنقاذ 11 مصابا على صحراوي الفيوم
-
ترقب وحذر.. ماذا قالت لغة الجسد عن نظرة الشرع للسيسي في قمة الدوحة؟
-
هترجع خلال ساعات.. أول تعليق من زاهي حواس على اختفاء الأسورة الذهبية من المتحف المصري

أخبار ذات صلة
رئيس الوزراء: الدولة لم تنسحب من قطاع الصحة بل أحدثت نقله نوعية
16 سبتمبر 2025 10:32 م
مدبولي: عمارات وسط البلد ذات طابع عمراني خاص ولا أحد يستطيع تغييره
16 سبتمبر 2025 10:24 م
رئيس الوزراء: مصر لن تتوانى في حماية حقوقها المائية
16 سبتمبر 2025 10:21 م
بيان مهم من "الرعاية الصحية" بعد إصابة إمام عاشور بـ"فيروس A"
16 سبتمبر 2025 05:46 م
قرار جديد من جهات التحقيق بشأن أشهر متسول في الأقصر
16 سبتمبر 2025 09:20 م
أسامة قابيل: استخدام قائمة المنقولات كسلاح ضغط يتعارض مع مقاصد الشرع
16 سبتمبر 2025 09:00 م
القبول المبكر جامعة الملك فهد للبترول والمعادن 2026.. اعرف التفاصيل
16 سبتمبر 2025 08:32 م
بعد أزمة إمام عاشور.. طبيب كبد: النظافة الشخصية ضرورية لتجنب فيروس "A"
16 سبتمبر 2025 08:30 م
أكثر الكلمات انتشاراً