"بتفكر بالصيني".. "عزة نجيب" سبع صنايع والبخت "مش ضايع"

عزة نجيب
ياسمين محمد النجار
في عالم يزدحم بالمواهب الفردية، لمع اسم الفنانة عزة نجيب، متحدية المألوف ومجسدة لمفهوم الفنان الشامل، فهي لا تكتفي بإتقان فن واحد، بل تتقن العديد منها ببراعة فائقة ولمسة فنية متفردة، كأنها أوركسترا متكاملة تعزف سيمفونية الإبداع.
من رحم الصين
تخرجت عزة في كلية الألسن بجامعة عين شمس، حيث درست اللغة الصينية، ثم انطلقت في رحلة طموحة إلى الصين لاستكمال دراستها في جامعتي Renmin الشهيرة قرب بكين، وأخرى بالقرب من شينجهاي.
ومع اقتراب تحقيق حلمها بالحصول على الماجستير، أوقفت جائحة كورونا العالمية مسيرتها الأكاديمية فجأة، مما اضطرها للعودة إلى مصر مؤقتًا لمدة عام، تاركة وراءها طموحاتها وأحلامها.
لكن رحلة عزة في الصين لم تقتصر على الدراسة والتعلم الأكاديمي فحسب، فقد انغمست في الثقافة الصينية العريقة، واكتسبت مهارات فنية متنوعة، مثل فن قص الورق الصيني المعقد ورياضة تاي تشي تشوان التي تجمع بين تقوية العضلات وتركيز العقل، كما أتقنت كتابة الرموز الصينية الجميلة، مستخدمة إياها في ابتكار لوحات فنية فريدة بالكروشيه.

موهبة متقدة
برز فن الكروشيه كأبرز الفنون التي أبدعت فيها عزة، حيث نسجت من خيوطه تحفًا فنية براقة بلمسة إبداعية متفردة، وكأن أناملها قد خلقت من وحي الخيال والإلهام.

في حديثها لـ"تليجراف مصر"، كشفت عزة نجيب أن رحلتها مع فن الكروشيه بدأت منذ نعومة أظفارها، حيث تعلمته على يد والدتها الراحلة التي كانت تتقنه بمهارة فائقة.
وذكرت أن الفضل في ما وصلت إليه اليوم يعود بالكامل إلى والدتها، التي غرست فيها حب هذا الفن وشجعتها على تطوير موهبتها.
بعد وفاة والدتها وتوقف دراستها في الصين بسبب جائحة كورونا، وجدت عزة نفسها في مواجهة ظروف صعبة ومؤلمة.
لكنها رفضت الاستسلام لليأس والإحباط، وقررت أن تتحدى قسوة الحياة من خلال مشاركة موهبتها مع العالم، واعتبرت أن ممارسة فن الكروشيه بمثابة استرجاع لذكريات والدتها الراحلة، ووسيلة للتعبير عن مشاعرها والتغلب على أحزانها.

حولت عزة نجيب خيوط الكروشيه إلى فن راقٍ تشاركه مع جمهورها المتنامي الذي بلغ حوالي 50 ألف متابع، فجميع قطعها تحمل بصمتها الإبداعية، فهي تصممها بنفسها وتؤلف باترونات جديدة لتخرج منها أعمالها الفنية المبتكرة.
وعلى الرغم من إجادتها لفنون أخرى مثل الرسم والجلد الطبيعي والمكرمية، فإن عزة وجدت في الكروشيه شغفًا خاصًا وإبداعًا لا مثيل له، فهي لا تتردد في استلهام أفكار من الآخرين أحيانًا، ولكنها تضيف إليها لمستها الخاصة لتخرج بتصميمات جديدة ومبتكرة.


مسابقات ووظائف
تمكنت عزة من تحقيق المركز الثاني على مستوى جامعتها في الصين في مسابقة الإلقاء باللغة الصينية، ولم يقتصر تميزها على الجانب اللغوي فقط، بل امتد ليشمل الفنون الأدائية، حيث شاركت بفاعلية في مسابقة التمثيل المسرحي، مسلطة الضوء على موهبتها التمثيلية وقدرتها على تجسيد الشخصيات.
كما أضافت عزة إلى رصيدها الفني مشاركتها في مسابقة الغناء في كأس السفير الصيني بالمركز الثقافي الصيني، لتبرهن على تنوع مواهبها وقدرتها على التألق في مختلف المجالات.

لم تكن رحلة عزة نحو تحقيق طموحاتها مفروشة بالورود، فبعد أن كانت على أعتاب التعيين في إحدى الجامعات الصينية، حالت الظروف السياسية في مصر دون عودتها لاستلام الوظيفة، وفي محاولة أخرى لإكمال مسيرتها الأكاديمية، واجهت عزة تحديات جائحة كورونا التي منعتها من إتمام دراستها للماجستير.
لم تستسلم عزة لهذه الظروف، بل انطلقت في رحلة مهنية متنوعة، بدأت بالعمل في إحدى الشركات الرائدة في صناعة الهواتف، ثم انتقلت إلى أحد المراكز التابعة للسفارة الصينية، مستفيدة من إتقانها للغة الصينية وثقافتها، وبعد ذلك، اتجهت للعمل كمرشدة سياحية، مشاركة شغفها بتاريخ مصر وحضارتها مع الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وفي نهاية المطاف، اختارت عزة الاستقرار العائلي، حيث تزوجت وانتقلت للعيش مع زوجها في المملكة العربية السعودية، لتبدأ فصلاً جديداً في حياتها.
الدعم أساس الانطلاق
لم تكن عزة لتصل إلى ما هي عليه اليوم لولا الدعم اللامتناهي الذي حظيت به من عائلتها.
كان والداها أول الداعمين لها، حيث شجعاها على التفوق الدراسي وساعداها في استكشاف مواهبها الفنية، فبالإضافة إلى دراستها، التحقت عزة بفضل تشجيع والديها بعدة ورش فنية، مثل ورش الجلد الطبيعي والرسم على الزجاج والنحت على النحاس، مما ساهم في تنمية مهاراتها الإبداعية.
وبعد زواجها، وجدت عزة في زوجها داعمًا قويًا يحثها باستمرار على الثقة بنفسها ومواصلة تحقيق أحلامها، كما لعب إخوتها دورًا مهمًا في تشجيعها، حيث عبروا دائمًا عن فخرهم وسعادتهم بإنجازاتها.
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
واقعية أم مزيفة؟.. حقيقة الصورة المتداولة لطفل دمنهور
30 أبريل 2025 10:05 م
يستهدف مرايا السيارات.. ولاية أمريكية تتعرض لغزو "نقار الخشب"
30 أبريل 2025 09:09 م
"على بيانو من ذهب".. حفيد ترامب يؤلف مقطوعة موسيقية ويهديها لجده
30 أبريل 2025 07:27 م
صرخة "طفل دمنهور" تكسر جدار الصمت.. متى يجب فضح المتحرش؟
30 أبريل 2025 07:19 م
الـ AI يثير الجدل بفيديو للبابا فرنسيس في جنة المشاهير
30 أبريل 2025 06:56 م
رسمها بقلم رصاص.. لوحة نادرة لـ جبران خليل جبران في مزاد علني
30 أبريل 2025 05:25 م
"طفل دمنهور" على شازلونج طبيب نفسي.. اضطرابات تهدد مستقبله
30 أبريل 2025 01:35 م
كاميرا سائح تسجل لحظة رعب في هجوم كشمير الدامي
30 أبريل 2025 01:24 م
أكثر الكلمات انتشاراً