الأسطى فوزية.. أول سيدة تُصلح الأجهزة الكهربائية في قنا

وسط شوارع قنا القديمة، وتحديدًا في مدينة قفط، تشتهر الحاجة فوزية بكونها أول سيدة تتحدى الأعراف والتقاليد لتعمل في مهنة تصليح الأجهزة الكهربائية. 

برفقة زوجها الأسطى مصطفى، الذي علمها الحرفة، تواصل فوزية عملها بشجاعة منذ أكثر من 30 عامًا، لمساعدة أسرتها وتلبية احتياجات بناتها الـ5.

تحدي العادات والتقاليد في قنا

 
لم يكن طريق الحاجة فوزية مفروشًا بالورود، فمنذ أن بدأت تخرج مع زوجها لتصليح الأجهزة في المنازل، تعرضت لكثير من التنمر والحديث السلبي من الأهالي. 

ورغم العادات والتقاليد التي كانت ترفض عمل النساء في مهن شاقة، إلا أن فوزية واجهت التحديات بصمت، مفضلة عدم الرد والتركيز على عملها.

أصل الحكاية.. من القاهرة إلى قنا

 
الحاجة فوزية ولدت في قرية دندرة بقنا، لكنها انتقلت للعيش في القاهرة مع أسرتها، وهناك، التقت بزوجها الأسطى مصطفى، الذي كان يعمل في شركة بالقاهرة قبل أن يتقاعد ويعود إلى مسقط رأسه في قفط. 

بعد تقاعده، قرر الزوج أن يعود لمهنته القديمة، ولم يكن وحيدًا، حيث علم زوجته الحرفة لتشاركه في تصليح الأجهزة المنزلية.

المهنة الشاقة لم تمنع النجاح

على مدار سنوات طويلة، استطاعت الحاجة فوزية أن تبني سمعتها في مجال تصليح الأجهزة الكهربائية، حيث تخصصت في تصليح المكواة، الخلاطات، وفك وتركيب الغسالات، وحتى الدوائر الكهربائية.

رغم أن سنها تخطى الستين، إلا أن حاجتها لدعم زوجها في بعض الأعمال التي تتطلب قوة عضلية لم توقفها عن مواصلة العمل.

الثقة من المواطنين

 فوزية تشير إلى أن خروجها مع زوجها ساهم في تعزيز الثقة بين المواطنين، حيث أصبحوا أكثر اطمئنانًا للسماح لها بالدخول إلى منازلهم لتصليح الأجهزة. 

ويأتي إليها الكثير من الجيران والمواطنين من القرى والمدن المجاورة، وحتى من داخل محافظة قنا.

30 عامًا من المثابرة

 تؤكد فوزية أنها اعتادت على هذه المهنة الشاقة على مدار 30 عامًا، ورغم التعب والمشقة، فإنها تجد في العمل وسيلة لدعم زوجها وتحقيق الاستقرار المادي لأسرتهما.