عملة بريكس الموحدة.. احتمالات تفعيل "فزاعة الدولار"

شهدت القمة 16 لمجموعة بريكس لحظة تاريخية، عندما رفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عملة ورقية، قيل إنها عملة المجموعة الموحدة، ما أثار موجة من التكهنات حول مستقبل هذه العملة، وهل ستتحول إلى أداة اقتصادية فعلية تُستخدم في التبادلات التجارية، أم أنها مجرد عملة تذكارية تعكس طموحات المجموعة دون أن تُترجم إلى واقع ملموس.

قال الخبير المصرفي محمد بدرة، إن العملة التي رفعها بوتين يمكن أن تمثيل خطوة هامة نحو إنشاء عملة موحدة للمجموعة في المستقبل، لكن حتى الآن تفتقر مجموعة بريكس إلى عملة واحدة، ما يحد من قدرتها على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء. 

أضاف بدرة لـ“تليجراف مصر” أن رفع هذه العملة قد يكون بمثابة إعلان عن نية حقيقية للعمل على تطوير نظام نقدي موحد، موضحًا أنه في حالة اختارت المجموعة إصدار عملة فعلية، فإن ذلك سيتطلب تنسيقًا معقدًا بين الدول الأعضاء بشأن تصميم العملة، والسياسات النقدية، وغيرها.

تابع، أن جعل العملة رقمية قد تكون أكثر عملية، حيث يمكن أن تسهل عمليات الدفع والتجارة عبر الحدود بشكل أسرع وأقل تكلفة.

من جهته، قال مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، إن قادة دول مجموعة بريكس تناولوا موضوع العملة الموحدة خلال اجتماعاتهم. 

أضاف خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس الخميس، أن هناك تحفظات من بعض الدول بشأن مناقشة هذا الموضوع بشكل علني، ما أدى إلى اقتصار المناقشات على الاجتماعات المغلقة.

عدم الاستغناء عن الدولار

وفي كلمته التي ألقاها في قمة بريكس في العاصمة التترية قازان، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن البحث عن بدائل للدولار لا يأتي كوسيلة لمواجهته، بل لأنه يُستخدم كسلاح لتحقيق أهداف سياسية، وهو أمر يُعتبر خطأً كبيراً.

أضاف بوتين، "نحن لا نرفض الدولار أو محاربته، ولكن إذا حُظر علينا استخدامه، فماذا يتعين علينا أن نفعل؟ سيكون من الضروري البحث عن بدائل، وهذا ما يحدث حاليًا، والإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة لفرض عقوبات على خصومها باستخدام الدولار تؤدي إلى تآكل الثقة في هذه العملة وتقلل من فعاليتها".

وأظهرت توقعات صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي سيتجه بشكل أكبر نحو الاعتماد على دول "بريكس" خلال السنوات الخمس القادمة مقارنةً بدول مجموعة السبع، وفقًا لما ذكرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية.

وفيما يتعلق بمصر، أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء زيادة ملحوظة في حجم التبادل التجاري بين مصر ودول بريكس خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2024.

وبحسب البيانات الصادرة عن جهاز الإحصاء اليوم، فقد بلغت قيمة التبادل التجاري بين مصر ودول بريكس 30.2 مليار دولار، مقارنة بـ 26.2 مليار دولار في نفس الفترة من العام 2023، ما يعكس زيادة بنسبة 15%.

أما بالنسبة لصادرات مصر إلى دول بريكس، فقد سجلت قيمتها خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2024 نحو 5.7 مليار دولار، مقابل 5.3 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي، ما يدل على ارتفاع بنسبة 7.3%.