أمير قطر يدعو المواطنين لاستفتاء عام على التعديلات الدستورية

أصدر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، مرسومًا رقم 87 لسنة 2024، دعا فيه جميع المواطنين الذين بلغوا الثامنة عشرة من العمر للمشاركة في استفتاء عام على التعديلات الدستورية الدائمة للدولة. 

من المقرر أن يُجرى الاستفتاء يوم الثلاثاء الموافق 5 نوفمبر 2024، وفقًا لوكالة الأنباء القطرية.

وينص المرسوم على أن يبدأ الاستفتاء في الساعة السابعة صباحًا وينتهي في السابعة مساءً، على أن تُعلن نتائج الاستفتاء خلال 24 ساعة من انتهاءه.

الانتخابات القطرية وتجربتها الأولى

تجدر الإشارة إلى أن قطر أجرت أول انتخابات لها على الإطلاق في عام 2021 لاختيار ثلثي أعضاء مجلس الشورى الاستشاري. وقد أثارت هذه الانتخابات توترات قبلية نادرة في البلاد، حيث وجد بعض أعضاء إحدى القبائل البدوية الرئيسية أنفسهم غير مؤهلين للتصويت.

وفي هذا السياق، وصف الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الانتخابات بأنها "تجربة" تمت مراجعتها، مما دفع الحكومة إلى اقتراح التعديلات الدستورية. 

وأكد في كلمته السنوية خلال افتتاح دورة المجلس أن "مجلس الشورى ليس برلمانًا تمثيليًا في نظام ديمقراطي ولن تتأثر مكانته وصلاحياته سواء تم اختيار أعضائه بالانتخاب أو بالتعيين".

وأوضح الشيخ تميم أن المجلس سينظر في مشروع التعديلات ويطرحها للاستفتاء، مشيرًا إلى أن نتائج الاستفتاء ستكون ملزمة.

تجنب التوترات القبلية

من جهة أخرى، عُلم أن أفرادًا من قبيلة "آل مرة"، إحدى أكبر القبائل البدوية في الخليج والتي تعود جذورها إلى شرق المملكة العربية السعودية، قد احتجوا على قانون الانتخابات الذي يحظر على القطريين الذين لم تكن عائلاتهم موجودة في قطر قبل عام 1930 حق التصويت. 

في ظل هذه التوترات، أعرب الشيخ تميم عن سعي قطر لتجنب الانقسامات بين العائلات والقبائل التي أثارتها العملية الانتخابية.

مجلس الشورى في قطر

يمتلك مجلس الشورى في قطر سلطة تشريعية ويوافق على السياسات العامة للدولة والميزانية، ولكنه لا يملك رأيًا في تحديد السياسات الدفاعية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية، في دولة صغيرة غنية بموارد الغاز وتحظر الأحزاب السياسية.

موقف قطر من الصراع في فلسطين ولبنان

في سياق آخر، تناول الشيخ تميم في خطابه الحرب في فلسطين ولبنان، حيث أكد أن إسرائيل اختارت عمدًا توسيع ما أسماه "عدوانها" لتنفيذ أجندات سياسية مخططة مسبقًا في الضفة الغربية ولبنان. 

وأضاف أن إسرائيل فعلت ذلك "لأنها ترى أن المجال متاح لذلك".

تسعى قطر، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، إلى التوسط في وقف إطلاق النار في الصراع القائم في غزة.