انتشار التفاعل العاطفي مع "شات جي بي تي".. هل يُهدد الصحة النفسية؟

محادثات الإنسان مع شات جي بي تي
هدير يوسف
خلال الفترة الماضية، انتشرت بعض المحادثات لأشخاص مع "شات جي بي تي"، يظهر فيها ردود تعبر عن مشاعر كما لو أن إنسانًا حقيقيًا هو الذي يرد.
وجد المستخدمون أن تفاعل "شات جي بي تي" يشبه إلى حد كبير أسلوب حديث البشر، مما أثار المقارنة بأفلام أجنبية حيث يدخل البطل في عزلة اجتماعية ويعتمد على روبوت للتواصل.
رغم أن الموضوع يتم تناوله في الأغلب كنوع من التسلية، وتجربة حدود "شات جي بي تي"، إلا أن هناك تساؤلات حول الآثار النفسية المحتملة، خاصة إذا استمر هذا التفاعل بشكل مفرط. فهل يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل نفسية واجتماعية؟
التخلف الثقافي وتأثير الاعتماد على الذكاء الاصطناعي
تقول الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس الاجتماعي، إن استخدام "شات جي بي تي" كأداة للتواصل قد يحمل تأثيرات إيجابية وسلبية.
وفي حال كان المستخدم مثقفًا وقادرًا على انتقاء المعلومات والتفكير النقدي، فإن التجربة قد تكون مفيدة ومثرية، لكن في حالات أخرى، قد يتسبب الاعتماد الكلي عليه في فقدان الثقة في الرأي الشخصي والاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
وتشير فايد إلى ضرورة تعليم المجتمع كيفية التعامل بوعي مع "شات جي بي تي"، وتزويده بتحصين ثقافي يحمي العقول من التأثر غير المدروس.
أجندات خفية ومخاطر التحكم العقلي
وأضافت فايد في تصريحاتها لـ"تليجراف مصر"، أن هناك تخوفًا من أن يكون خلف "شات جي بي تي" أجندات سياسية تهدف للسيطرة على عقول المستخدمين وجمع المعلومات عنهم.
وذكرت أن الجيل الحالي، الذي يعاني من الاسترخاء واللامبالاة في تحمل المسؤولية، قد يكون أكثر عرضة للتأثر بالذكاء الاصطناعي.
لذا، يجب أن يتنبه صناع القرار لهذا الأمر، ويضعون خططًا لمنع الاستخدام السيء للذكاء الاصطناعي الذي قد ينشر عقائد ومعتقدات هدامة تؤثر سلبًا على المجتمع.
الرغبة في العزلة والاكتئاب
وأوضحت فايد أن التفاعل المفرط مع "شات جي بي تي" قد يؤدي إلى أمراض نفسية مثل الرغبة في العزلة والاكتئاب، وقد يتطور إلى حالة من التعلق المرضي.
وأضافت أن بعض الأفراد قد يعانون من استعداد نفسي للتأثر بهذه الحالة، مما يعمق المشكلة ويزيد من احتمالات اضطرابات نفسية، ويؤدي إلى فقدان القدرة على التفكير السليم واتخاذ القرارات المستقلة. هذا من شأنه أن يضعف المجتمع ويفقده التماسك.
"شات جي بي تي" كبديل للذكاء البشري: رأي علمي
من جهته، يوضح الدكتور حسن شحاتة، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، أن الذكاء الاصطناعي ليس سوى تقليد للذكاء البشري، إذ يُسهل الحصول على المعلومات عبر تجميعها وتصنيفها، ولكنه لا يمكن أن يكون بديلًا عن الذكاء الإنساني، خاصة في مجالات مثل القانون أو العلوم الشرعية، حيث تعتمد على نصوص محددة وتجارب شخصية لا يمكن للذكاء الاصطناعي معالجتها بنفس العمق.
الكسل العقلي والاعتماد على الذكاء الاصطناعي
ويرى شحاتة في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أن استخدام "شات جي بي تي" كبديل للتواصل الإنساني يعد نوعًا من الكسل العقلي. ويؤكد أن هذا الأمر قد يكون مقبولًا كتسلية، ولكنه لا يغني عن التواصل البشري الحقيقي.
وأشار إلى أن تطور الذكاء الاصطناعي ليشمل تعبيرات شبيهة بالبشر قد يزيد من تعلق الأشخاص به، مما يؤدي إلى تعمق هذه المشكلة مع مرور الوقت.
هذه الآراء تؤكد على أهمية التوازن في استخدام الذكاء الاصطناعي وتجنب الاعتماد المفرط عليه، والحرص على توعية المجتمع حول مخاطره، لتجنب التأثير السلبي على الصحة النفسية والاجتماعية.

الأكثر قراءة
-
تنسيق الثانوية العامة 2025- 2026 في 8 المحافظات حتى الآن
-
تنسيق ثانوية عامة محافظة قنا 2025.. مؤشرات أولية
-
رابط الاستعلام عن نتيجة كلية تمريض جامعة القاهرة 2025
-
رسميًا.. تنسيق الثانوية العامة محافظة أسيوط 2025
-
نتيجة الصف الثالث الإعدادي قنا بالاسم 2025.. من هنا
-
تنسيق الثانوية العامة 2025 محافظة بني سويف.. كل ما تريد معرفته
-
مسابقة تعيين 14,031 معلم مساعد لغة عربية.. هذا موعد التقديم
-
أول رد من "التعليم" بشأن التلاعب في تصحيح امتحان الفيزياء للثانوية

أخبار ذات صلة
تسليم التعويضات لأسر ضحايا ومصابي حادث طريق أشمون بالمنوفية
30 يونيو 2025 11:26 م
أديب عن حادث الإقليمي: ليس لدي خصومة مع وزير النقل لكن المقصر يُحاسب
30 يونيو 2025 11:07 م
ضبط 282 منشأة طبية خاصة مخالفة في المنيا
30 يونيو 2025 10:57 م
سامي عبدالراضي عن واقعة "طفل البلكونة": العنف مرفوض والتقويم واجب
30 يونيو 2025 10:57 م
سامي عبد الراضي: حادث الإقليمي يتطلب وقفة جادة ورصد الخلل ليس تشويهًا
30 يونيو 2025 10:42 م
قصة الطفلة التونسية المفقودة.. تفاصيل الحادث بالفيديو والصور
30 يونيو 2025 08:43 م
قافلة طبية مجانية للكشف على 1334 مواطنًا بكفر الزيات
30 يونيو 2025 08:36 م
أسامة قابيل يوجه رسالة للشباب: ابدأوا من جديد ونظموا أولوياتكم
30 يونيو 2025 08:18 م
أكثر الكلمات انتشاراً