شاب يلقى مصرعه بشبرا.. ووالده: كان سندي في الدنيا (فيديو)

في شارع مزدحم بحركة الحياة بشبرا مصر، التابعة لمحافظة القاهرة كان محمد، الذي لم يتجاوز التاسعة عشرة، يسير حاملاً هموم عائلته على كتفيه، عاملًا بجهدٍ ليعيل أسرته ويساعد والده.

وفي ليلة الحادثة، وبينما كان عائدًا من عمله الشاق كعامل دليفري، وقعت مشادة بسيطة مع شاب آخر تحولت إلى مأساة.

قال والد المجني عليه لـ"تليجراف مصر"، إن نجله، الذي يبلغ من العمر 19 عامًا، كان قد ترك الدراسة منذ عدة سنوات لمساعدة الأسرة، وكان يعمل كعامل دليفري في أحد مطاعم الكشري بالمنطقة، ورغم ظروفه المادية الصعبة، كان يعمل على قدمه دون وسيلة مواصلات، وأضاف الوالد أن الضحية كان بمثابة السند الوحيد له ولأسرته، ورغم أنه لديه خمسة أبناء آخرين، إلا أن ابنه الراحل كان أحنهم وأكثرهم ذكاءً.

يوم الحادث

وروى الأب تفاصيل يوم الحادثة، موضحًا أن ابنه كان عائدًا من العمل عندما اعترضه المتهم وسرق منه خمسين جنيهًا، ثم اعتدى عليه بالضرب، وأشار الأب إلى أن المتهم كان معروفًا بين أهالي المنطقة بسلوكه العدواني، وأنه كان يستقوي على الشباب الآخرين لقوته البدنية.

وأضاف الأب أن ابنه رد على المتهم قائلًا إنه سيشتكي إلى والده، ما أثار غضب المتهم الذي استمر في ضربه حتى توفي في الحال، بينما كان الناس يقفون يشاهدون دون تدخل.

وتابع الأب أن أحد الجيران اتصل به ليخبره بأن هناك شجارًا في الشارع، وأنه سمع بأن ابنه قد مات، ركض الأب إلى المكان ليجد ابنه ملقى على الأرض، وعندما استفسر من الحاضرين، قالوا له إن الشابين كانا "يمزحان" وأن ابنه توفي بسبب السقوط. 

لم يصدق الأب رواية الأهالي، وفي خطوة جريئة، قرر الأب التحقيق بنفسه، حيث ارتدى نقابًا ونزل إلى الشارع ليستمع إلى حديث الأهالي عن الحادثة دون أن يتعرف عليه أحد، وبالفعل، سمع الأهالي يتحدثون عن أن المتهم سرق ابنه واعتدى عليه بالضرب حتى لفظ أنفاس الأخيرة بين يديه.

توجه الأب بعدها إلى المستشفى، ومن ثم إلى النيابة، حيث أبلغ وكيل النيابة بما حدث، وعلى الفور، طلبت النيابة بتفريغ كاميرات المراقبة التي أظهرت صحة رواية الأب، وتم القبض على المتهم، إضافةً إلى الشهود الذين كانوا يعتزمون الشهادة زورًا لتبرئة المتهم.

واختتم الأب حديثه لـ"تليجراف مصر" قائلاً إنه يثق في عدالة القضاء المصري، مؤكدًا أن حق ابنه لن يضيع، وأنه سيبقى سندًا لوالدته وأسرته بذكراه الطيبة.