الخميس، 05 ديسمبر 2024

08:05 ص

"أصابع سيليكون" للهروب من العمل.. خدعة ذكية أم جريمة يعاقب عليها القانون؟

حيل الهروب من العمل

حيل الهروب من العمل

منار فؤاد

A A

شهدت الآونة الأخيرة تزايدًا في حيل بعض الموظفين للهروب من العمل، مما أصبح يشكل تحديًا كبيرًا لفرق الرقابة في المؤسسات الحكومية والخاصة. 

تنوعت هذه الحيل بين تقنيات حديثة وأخرى تقليدية، لكنها تتشابه جميعًا في كونها خرقًا صريحًا للقوانين وتلاعبًا بالمستندات الرسمية، مما يهدد نزاهة الأنظمة الإدارية ويؤثر على مصداقية تقارير الحضور والغياب.

القلم السحري في الغربية

من أبرز الحيل التي أثارت جدلًا كبيرًا، تم اكتشاف استخدام "القلم السحري" في الوحدة الصحية بقرية مسهلة التابعة لمركز السنطة في محافظة الغربية. 

القلم الأحمر، الذي تم شراؤه من مكتبة محلية، كان يُستخدم من قبل الموظف المسؤول عن دفتر الحضور والانصراف لإجراء عمليات شطب لأسماء الموظفين المتغيبين، ثم إعادة كتابتها على أنها أسماء حاضرة، في محاولة للتمويه على غياباتهم.

أصابع السيليكون

وفي واقعة أخرى، تم ضبط استخدام "أصابع سيليكون" مزيفة في إحدى المؤسسات الحكومية لتسجيل الحضور عبر جهاز البصمة الإلكترونية. حيث استخدم الموظف أصابع سيليكون مقلدة لبصمات زملائه الغائبين، مما سمح لهم بالظهور كأنهم حاضرين في العمل دون أن يتواجدوا فعليًا في مقر العمل.

الرأي الشرعي حول هذه الحيل

وفي تعليقه على هذه الممارسات، أكد الداعية الإسلامي الشيخ محمد موسى في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر" أن هذه الأفعال تتناقض بشكل صريح مع مبادئ الشريعة الإسلامية، حيث يُعتبر التزوير في السجلات والتلاعب بالحضور والغياب من الأفعال المحرمة في الإسلام. 

وأوضح أن الموظف الذي يقوم بمثل هذه التصرفات لا يخرق فقط القوانين المدنية، بل يعرض نفسه أيضًا للمسائلة الدينية، محذرًا من أن "أكل المال الحرام يعرض صاحبه للحرمان من الرزق ويُعرّضه للعقاب في الآخرة."

العقوبات القانونية والمسؤولية

من الجانب القانوني، شدد استشاري القانون، المحامي أحمد الهواري، على أن التزوير في المستندات الحكومية يعد جريمة يعاقب عليها القانون المصري، حيث تنص المادة 215 من قانون العقوبات على أن التزوير في المستندات الرسمية يعرض مرتكبه لعقوبات تشمل السجن لفترات قد تصل إلى عدة سنوات، بالإضافة إلى غرامات مالية. 

وأوضح الهواري أن الموظف الذي يُضبط وهو يتلاعب في دفاتر الحضور أو يسهل ارتكاب مثل هذه الأفعال يمكن أن يُحاكم بتهمة التزوير، ما يعرضه للفصل من العمل والملاحقة القانونية في محاكمات قد تتضمن عقوبات مشددة.

الإجراءات الوقائية

أوصى استشاري القانون بتعزيز الرقابة في الأماكن التي تشهد التلاعب بالسجلات، مع ضرورة تحديث أنظمة الحضور لتشمل تقنيات متقدمة مثل التعرف على الوجه أو بصمة العين، وهي تقنيات يصعب التلاعب بها، وذلك للحد من هذه المخالفات والحفاظ على نزاهة العمل الحكومي والخاص.

search