السبت، 20 ديسمبر 2025

12:56 ص

حسام حسن في امتحان التاريخ: 7 بوابات تفتح طريق المجد أو النسيان

دائمًا فتّش عن التوقيت، لا ترى بنصف عين بل عليك أن تفتح حدقة كل عين لآخر مدى تستطيعه لترى الصورة الكاملة، اقرأ أيضًا التاريخ فهو درس قاسِ ولا تقل لنفسك أبدًا "أن ذلك غير قابل للتكرار"، لأن التاريخ ما هو إلا دائرة مفرغة وإن اختلفت الأسماء وتبدلت المواقع.

والتاريخ يقول كان هناك مدرب اسمه حسن شحاتة، حمّلوه المسؤولية على عجل، دفعوا به إلى الأمام وهم يبحثون عن من سيخلفه، شجعوه في وسائل الإعلام وفي المكاتب اتصلوا بوكلاء آخرين لإتمام التعاقد، ولزوم التراجيديا كان هو يعرف ذلك، كان يدرك إنه غير مسموح له بالخطأ، وأن الخطأ الأول هو الأخير، رغم ذلك نظر إلى كل ذلك كفرصة، إما انسحاب في مجاهل التاريخ أو قمة لا ينزل عنها أبدًا، تلك هي المعادلة وهذا هو التوقيت، خاض الرجل المخاطرة وربح 3 بطولات قارية متتالية وكتب اسمه بحروف من نور فبات الاقتراب منه خطرا وبات رغم مرور 15 عاما هو "الأول الأول".

والتاريخ يعيد نفسه الآن، وبالتوقيت ذاته، لم يكن حسام حسن في أي وقت خيار لدى من في يدهم الاختيار والتعيين، لم يكن أكثر من "مؤقت" إذا جاز القول أو على الأقل "مدرب مرحلة" ما إن تمر حتى يكون هناك من يتولى القيادة، لم تقال علنًا لكن الجميع يعرفها، ولم تنشر في بيان لكن الكل رددها.

التوقيت لعب لعبته الأثيرة ووضع حسام حسن على المحك، لكن تلك المرة المحك أصعب والسيناريوهات أقل، فقبل أسابيع خرج منتخب مصر للشباب أقل من 20 عاما من كأس العالم بما يمكن اعتباره "فضيحة كروية" على يد الكابتن أسامه نبيه، خروج أفقد الكثيرين الأمل في الأجيال المقبلة.

وماذا عن الأجيال الحالية أصلًا، لم يرحم التوقيت أحد، فقبل أيام أيضًا خرج منتخب مصر للمحليين من كأس العرب بما يمكن وصفه أيضًا "فضيحة كروية" على يد الكابتن حلمي طولان، لم يتغير شيء لدى الكثيرين، فقدان أمل وإحباط وتساؤل: ماذا يحدث في الكرة المصرية؟

لم يتبق سوى المنتخب الأساسي، لم يظل سوى بطولة أمم أفريقيا وليس هناك سوى حسام حسن، هكذا باتت الصورة وصار هو طوق نجاة لجميع المصريين الآملين أن يفرحوا ببطولة أو بشكل منتخب قادر على المنافسة على الإقل، إما ذلك وإما سيدفع حسام حسن "رغم عدم مسئوليته عن الكثير" الفواتير السابقة واللاحقة للكرة المصرية!

قد يكون الموقف غير مريح، بل وغير مقبول، لكن من قال إن الفرص الكبيرة دائمًا مريحة ومقبولة، بالعكس يحظى "العميد" بميزة أن كثيرين يتوقعون الفشل، وبالتالي لن يكون فشله مفاجئًا بل ويمكنه وقتها قول الكثير، لكن لا أحب التشاؤم سأتحدّث أكثر عن نصف الكوب الممتليء، إن حسام حسن لن يجد أفضل من فرصة كتلك لإثبات نجاحه وتكريس نفسه كخليفة للجوهري وحسن شحاته وهي صورة يحبها كثيرًا.

نعم أمام المدير الفني لمنتخب مصر سيناريوهين لا أكثر، إما إخفاق يكمل سلسلة كوارث الكرة المصرية وإثبات إنه ليس هناك من يخطط أو يفكر حتى في التخطيط لهذه الرياضة التي أضحت صناعة تدر مليارات الدولارات سنويًا، أو نجاح يثبت فيه حسام حسن أن الأجدر لتولى هذا المنتخب خلال السنوات المقبلة وأنه الأنفع للكرة المصرية لتبنى عليه مشروعها، الاختيارات كما قلت صعب، والنتائج لا تعرف المنطقة الوسط أمام هجوم كاسح أو نجومية تحفر الاسم في التاريخ، والفيصل في ذلك مستطيل أخضر و7 مباريات فقط!

search