السجين الروسي زورافيل.. من إحراق القرآن إلى الخيانة العظمى

في تطور دراماتيكي خلال الأشهر التسعة الأخيرة، تحول مسار حياة الشاب الروسي نيكيتا زورافيل، "20 عامًا"، بشكل جذري، بعد إدانته في فبراير الماضي بتهمة "إحراق القرآن"، ليصدر بحقه الأسبوع الماضي حكم بتهمة "الخيانة العظمى"، مما أثار جدلًا واسعًا داخل وخارج روسيا.

فما هي قصة ذلك الشاب وما هي العقوبات التي تنفذ عليه، حسبما ذكرت قناة الحرة الأمريكية.

الحكم الأول: حرق القرآن

في فبراير 2023، أدانت محكمة في مدينة فولجوجراد، جنوب غرب روسيا، زورافيل بتهمة "إحراق نسخة من القرآن" أمام مسجد، واعتبرته مذنبًا بـ"إهانة المشاعر الدينية"، ليُحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف، إضافة إلى إلزامه بـ300 ساعة من الخدمة المدنية.

وخلال المحاكمة، قدم زورافيل اعتذارًا، مؤكدًا أنه لم يكن يقصد الإساءة، لكن القضية أثارت استياءً شعبيًا، خاصة بعد نقلها إلى الشيشان بناءً على طلب سكان محليين.

اعتداء علني خلال الاحتجاز

وأثناء احتجاز زورافيل في الشيشان “دولة ذات أغلبية تدين بالإسلام”، تعرض لاعتداء جسدي من آدم قديروف، نجل زعيم الشيشان رمضان قديروف، الذي كان يبلغ من العمر 15 عامًا آنذاك. 

ونشر رمضان قديروف مقطع فيديو يوثق الاعتداء، ما أثار موجة من الغضب، لكن السلطات الشيشانية رفضت فتح تحقيق بدعوى "عدم كفاية الأدلة".

وفي تصريح مثير، قال قديروف الأب علنًا: "كان من الأفضل لو قتله ابني".

الحكم الثاني: الخيانة العظمى

بينما كان زورافيل يقضي عقوبته الأولى، أصدرت محكمة في فولجوجراد الأسبوع الماضي حكمًا جديدًا يقضي بسجنه 13 عامًا ونصف بتهمة "الخيانة العظمى" و"التعاون مع الاستخبارات الأوكرانية".

حيث اتهم زورافيل بإرسال معلومات حساسة عن تحركات قطارات ومركبات عسكرية مرتبطة بقاعدة روسية، وزعمت السلطات أنه أقر بالتعاون مع الاستخبارات الأوكرانية.

ردود الفعل الدولية والمحلية

وصفت منظمة ميموريال لحقوق الإنسان زورافيل بأنه "سجين سياسي"، وشككت في صحة التهم الموجهة إليه، منتقدة بشدة العنف الذي تعرض له في الاحتجاز.

كما دعت اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية في تقريرها الصادر في مايو الماضي إلى فرض عقوبات على السلطات الروسية المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك قضية زورافيل.