الجمعة، 15 أغسطس 2025

09:35 ص

"AYNA" ابتكار مصري بألمانيا ينقذ المرضى في اللحظات الأخيرة

جهاز AYNA

جهاز AYNA

من فقدان مؤلم إلى ابتكار ينقذ الأرواح.. هكذا تحولت تجربة شخصية عاشها الشاب المصري محمود هندي إلى دافع قوي لطوير جهاز ذكي بحجم لاصقة طبية، لمراقبة العلامات الحيوية للمريض لحظة بلحظة، وينبه الأطباء بحالة المريض قبل تدهورها.

واليوم يواصل هندي صاحب الـ22 عامًا رحلته نحو تعميم اختراعه في مستشفيات العالم للحصول على براءة اختراع.

رحيل مؤلم 

وفي حديثه لـ"تليجراف مصر" يقول هندي إنه واجه في عمر الـ12 عامًا تقريبًا واحدة من أصعب لحظات حياته، حين فقد جدته نتيجة جلطة دماغية، ورغم جهود الأطباء في العناية المركزة، لم يلحظوا تدهور حالتها في الوقت المناسب ما أدى لوفاة بعض خلايا المخ ورحيلها.

وأضاف مهندس أنظمة الروبوتات المدمجة أنه منذ ذلك اليوم يتساءل كيف لحياة فرد أن تنتهي لمجرد التأخر في ملاحظة حالته، وكان هذا التساؤول شرارة الانطلاقة.

جهاز AYNA

قال هندي إن التساؤول تحول لفكرة، والفكرة تحولت إلى بحث وتصميم وتجارب امتدت لشهور عديدة حتى ولد AYNA، وهو عبارة عن جهاز صغير الحجم يشبه اللاصقة الطبية، مزود بحساسات لقياس نبض القلب، ونسبة الأكسجين، ودرجة الحرارة والحركة وغيرها.

وأضاف هندي أن الجهاز مزود بميزات الذكاء الاصطناعي التي تحاكي وتتأقلم مع الطبيعة الجسدية للمريض، حتى يسهل رصد أي تغيرات مقلقة وإرسال التنبيهات الفورية إلى "Dashboard" مركزي مخصص للطواقم الطبية.

اختار محمود اسم AYNA لجهازه لأسباب تحمل معاني مزدوجة، ففي اللغة التركية، تعني كلمة  AYNA "المرآة"، وهو تشبيه للجهاز باعتباره مرآة تعكس الحالة الصحية للمريض لحظة بلحظة. 

أما في اللغة العربية، فـ"أين" هي سؤال عن موضع تدهور حالة المريض في إشارة إلى الغرض الأساسي من الجهاز “معرفة وضع المريض الصحي فور حدوث أي تغير، خاصة في لحظات التدهور الخفية التي قد لا تُكتشف مبكرًا".

طموح اختراع الجهاز

محمد درس في مصر بجامعة "MTI" في تخصص هندسة الاتصالات والإلكترونيات، لكنه قرر لاحقًا الالتحاق بجامعة THWS الألمانية لهندسة الميكاترونيكس لاستكمال طموحه في اختراع الجهاز، حيث يقوم مجال دراسته على تصميم وبرمجة الأنظمة الإلكترونية الصغيرة التي تكون داخل الروبوت.

ميزات عمل الجهاز

يؤكد هندي أن الجهاز يوفر مراقبة فورية للمريض خارج العناية المركزة، وتحليلا ذكيا لقياسات المرضى، وأن الجهاز ملائم للمستشفيات والاستعمال المنزلي، علاوة على ذلك الجهاز خفيف الوزن ومناسب لكافة فئات المرضى.

براءة الاختراع

وبالرغم من أن براءة الاختراع لم تسجل بعد، يسعى محمود، بحسب ما يدعيه، أنه يخطط لتجربة اختراعه في أكثر من مستشفى، وأنه حاليًا يعمل على إنتاج نسخ متعددة لاختبارها قريبًا في أحد المستشفيات الألمانية، وذلك بعدما قام بتجربة أولية على مجموعة من الأشخاص الأصحاء.

واختتم هندي بأنه يأمل بأن يكون الجهاز أداة لمساعدة الناس والمرضى حول العالم.

search