الخميس، 08 مايو 2025

08:43 م

السيسي: لن أسمح بشائعات مغرضة تعكر صفو علاقاتنا مع اليونان

الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس

الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن سعادته بالمشاورات الناجحة والبناءة التي جمعته بالرئيس اليوناني، والتي عكست عمق العلاقات بين البلدين.

وقال الرئيس السيسي، خلال لقائه رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، بمقر رئاسة الوزراء في أثينا، “يسعدني أن أشيد بالمشاورات الناجحة والبناءة، التي جمعتني بفخامة الرئيس اليوناني، والتي عكست عمق العلاقات بين بلدينا”. 

تعزيز شراكتها الاستراتيجية 

وجدد الرئيس التأكيد على اهتمام مصر الراسخ، بتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع اليونان، تلك الشراكة التي تعد نموذجًا يحتذى به في منطقتنا، إذ تستند إلى روابط تاريخية وطيدة بين الشعبين الصديقين، وتقوم على الاحترام المتبادل، والرغبة المشتركة في تطوير التعاون في مختلف المجالات.

وأضاف: “أود هنا أن أشير إلى أن اليونان كانت متفهمة وقامت بدور كبير في المحفل الأوروبي لشرح وجهة نظر مصر لدى الاتحاد الأوروبي، وأن تلك الفترة كانت فعلًا صعبة، وأن مصر لن تنسى هذا الموقف اليوناني الذي يؤكد قوة العلاقات التاريخية بين البلدين”.

حرق 65 كنيسة

وتابع: “وأود أن أشير كذلك إلى أمر آخر مرتبط بدير سانت كاترين، وأوضح هنا أننا في مصر خلال العشر سنوات الماضية كنا نؤكد على احترام شديد جدًا ليس فقط للآخرين وإنما للتعدد والتنوع الموجود في النسيج الإنساني، وقمنا بممارسات تؤكد ذلك وتسعى إلى ترسيخه بين المواطنين، لذا فإنني أنزعج بشدة عندما أسمع ما يتردد بأن مصر يمكن أن تقوم بإجراء سلبي تجاه دير سانت كاترين، لأن هذا يتعارض مع ثوابت مصر وتسامحها”.

وأشار على سبيل المثال إلى أنه عندما قام المتطرفون بحرق 65 كنيسة، قامت الدولة بإعادة بنائها، كما تقوم ببناء كنائس في كل حي، ولو كان يوجد بمصر مواطنون يهود فإن الدولة كانت سوف تبني معابد لهم، مؤكدا أنه لا يريد ولن يسمح بالعبث في العلاقات مع اليونان بسبب ما يتردد بشكل مغرض عن دير سانت كاترين.

الدير يحتضن رفات قديسة عظيمة

وشدد: “أؤكد التزام الدولة المصرية بالتعاقد ما بين الدير والدولة، وهو تعاقد أبدي لن يمس، خاصة وأن الدير يحتضن رفات قديسة عظيمة، وأشدد أنني قد حرصت على توضيح ذلك الأمر بنفسي وأذكره بشكل مباشر لدحض الأقاويل المغرضة”.

وأكد الرئيس السيسي: “لقد سعدت اليوم، بالتوقيع مع دولة رئيس الوزراء، على الإعلان المشترك حول الشراكة الإستراتيجية بين مصر واليونان، والذي يرسخ العلاقات العميقة والمتميزة بين بلدينا الصديقين، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الوثيق على كافة الأصعدة”.

وأضاف: “كما يمثل انعقاد الاجتماع الأول، لمجلس التعاون رفيع المستوى بين بلدينا الصديقين، محطة فارقة ونقلة نوعية في مسار العلاقات المصرية اليونانية، ويجسد الإرادة السياسية المشتركة، للارتقاء بمستوى التنسيق والتعاون الثنائي”.

وتابع: “لقد سررت بما أسفر عنه اجتماع المجلس من نتائج ملموسة، لاسيما التوافق على توسيع نطاق التعاون، ليشمل مجالات الاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والسياحة، والتكنولوجيا، وريادة الأعمال، فضلًا عن قضايا الطاقة والأمن والهجرة”.

خطوة استراتيجية

وأكد الأهمية البالغة التي توليها مصر لمشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان "جريجي"، فهو ليس مجرد مشروع ثنائي، وإنما خطوة استراتيجية ذات أبعاد إقليمية ودولية، باعتباره أول ربط مباشر للطاقة النظيفة القادمة من مصر إلى أوروبا عبر اليونان، ونتطلع لاستمرار دعم الاتحاد الأوروبي لهذا المشروع الطموح، وتسريع خطوات تنفيذه.

وتابع: كما نهتم أيضًا، بمواصلة التعاون مع اليونان في مجال الغاز الطبيعي، وبتسريع وتيرة تنفيذ اتفاق استقدام العمالة الموسمية المصرية للعمل في القطاع الزراعي باليونان، وتوسيع نطاق الاتفاق ليشمل قطاعات أخرى، فضلًا عن تكثيف التعاون المشترك بين البلدين، في مجالي مكافحة الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الإرهاب، استنادًا إلى التجربة المصرية الناجحة في هذين المجالين.

القضايا الإقليمية والدولية

وأضاف الرئيس السيسي: لقد تبادلت اليوم الرؤى، مع صديقي دولة رئيس الوزراء كيرياكوس، حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط، الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على غزة، والكارثة الإنسانية المستمرة في القطاع منذ ثمانية عشر شهرًا.

وأوضح: أكدت موقف مصر الثابت، بضرورة استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بكميات كافية، ورفض استخدام التجويع والحرمان من الخدمات الطبية كسلاح ضد المدنيين. 

 تدمير قطاع غزة 

وواصل هذا الموضوع الإنساني مستمر منذ 18 شهرًا، حيث تم تدمير قطاع غزة وبنيته الأساسية وهذا التدمير يحفزنا على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين والأسرى، وتقديم المساعدات الإنسانية، ونرى أن ما قاله رئيس الوزراء اليوناني حول ضرورة تطبيق حل الدولتين، هو الذي سوف يؤدي إلى السلام، ونحتاج أن نعمل على إنشاء الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.

وشدد: “كما شددت على رفض وإدانة أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه تحت أي ذريعة، وضرورة التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تضمن استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ووفقًا لقرارات الشرعية الدولية، تلك الحقوق التي لن تسقط بالتقادم، أو بمحاولات تجزئة الأرض الفلسطينية، أو ضمها، أو تغيير الواقع الديموغرافي بها”.

وأردف: “لقد تطرقنا كذلك، إلى الأوضاع في منطقة شرق المتوسط، وأود هنا الترحيب مجددًا بجهود التهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط، ونأمل في استثمار هذه الأجواء الإيجابية، لحل الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة، بما يتيح لنا جميعًا، تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية لصالح شعوب المنطقة”.

تطورات الأوضاع في سوريا

وأضاف: “ناقشنا أيضًا، تطورات الأوضاع في سوريا، ولبنان، وليبيا، والسودان، وأمن الملاحة في البحر الأحمر، فضلًا عن الأزمة الروسية الأوكرانية، وكانت رؤانا متطابقة، حول ضرورة تسوية النزاعات بالوسائل السلمية، بما يحفظ وحدة الدول وسيادتها، ويصون حقوق شعوبها، وأكدنا في هذا الإطار، على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين مصر واليونان على مختلف المستويات، بالنسبة لهذه الملفات”.

واختتم الرئيس السيسي: “أؤكد التزام مصر الراسخ، بتعزيز التعاون مع اليونان، وثقتنا في أن مجلس التعاون رفيع المستوى، سيكون منصة فاعلة لترسيخ شراكتنا الإستراتيجية، بما يعود بالنفع على شعبينا، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة”.

search