الفراخ بين الإنفلونزا والشائعات.. ماذا يحدث في سوق الدواجن؟

ما زالت أزمة انتشار مرض إنفلونزا الطيور، تُشكل جدلًا واسعًا حول العالم، خاصة بعدما تداولت أنباء بشأن نفوق نحو 30% من الثروة الداجنة في مصر بسبب فيروس وبائي عقب موجة الحر الشديد التي تشهدها البلاد خلال الفترة الراهنة.

تعليق استيراد الدواجن

وأفزع تفشي إنفلونزا الطيور في البرازيل، التي تعتبر من أكبر دول العالم في تصدير الدواجن، العديد من دول العالم وأبرزهم؛ الصين واليابان والسعودية والإمارات، لكونهم من الوجهات الرئيسية لصادرات البرازيل من الدجاج، ودفع كل من؛ الصين والاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية إلى تعليق واردات الدواجن من البرازيل لمدة 60 يومًا.

من المسؤول عن شائعة نفوق 30% من الدواجن؟

وتبادل عدد من المسؤولين عن قطاع الثروة الداجنة في مصر الاتهامات حول مسؤولية كل طرف عن ارتفاع الأسعار، ما دفع الحكومة المصرية للتدخل وإعلان عدم وجود أي فيروسات وبائية منتشرة بين الدواج.

كما أكد وزير الزراعة، علاء فاروق، أن معدلات نفوق الدواجن سجلت نفس النسب المعتادة في هذه الفترة من العام، لافتًا إلى أن نسب نفوق الدواجن في المعدلات الطبيعية خلال هذه الفترة من العام، والتي تتراوح من 3% إلى 7%.

ومن جهته، أكد مجلس الوزراء، اليوم الاثنين، أنه لم يتم رصد أي متحورات أو فيروسات وبائية منتشرة بين الدواجن، مشيرًا إلى أن نسب النفوق بمزارع الدواجن في الحدود الطبيعية.

وشدد على أن جميع التحصينات متوفرة دون أي عجز، من خلال معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية، والوحدات البيطرية بكافة أنحاء الجمهورية، لافتا إلى استمرار حملات الترصد الوبائي على مستوى الجمهورية، سواء على مزارع الدواجن أو أسواق بيعها، كإجراء احترازي لرصد أي أمراض وبائية، بالإضافة إلى إجراء فحص دوري شامل للطيور، من خلال سحب عينات وتحليلها بمعمل بحوث صحة الحيوان، للتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض.

نفوق 30% من الدواجن

قال رئيس هيئة الخدمات البيطرية، الدكتور حامد الأقنص، إن ما تم تداوله من حديث منتجي الدواجن ليس دقيقا، مؤكدًا أن الدولة تضع إجراءاتها الاحترازية للترصد الوبائي في كافة مديريات الطب البيطري التي تتابع كل منطقة.

وأشار الأقنص في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، إلى أن بعض الأخطاء التي تحدث في المزارع وتؤدي لنفوق الدواجن تكون أخطاء إدارية والهيئة لا تدخر جهدًا في مساعدة المربيين.

وأكد أن مصر خالية من الأوضاع الوبائية حاليًا، فضلًا عن توافر اللقاحات بكل منطقة، وأي مربي تحدث له مشكلة في الطيور نساعده بكل الطرق، لافتًا إلى أن أي مزرعة حدث لها ضرر تستطيع أن تأتي إلى أقرب مديرية طب بيطري في المحافظة التابعة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

تفشي أمراض وبائية

وفي السياق ذاته، نفى عضو اتحاد منتجي الدواجن، سامح سعد، صحة ما تردد مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن وجود أمراض وبائية منتشرة بين الدواجن بنسبة تصل إلى 30%، مؤكدًا أن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة وأثارت حالة من البلبلة بين المواطنين دون مبرر.

وقال سعد خلال استضافته في برنامج “صباح البلد”، المذاع على قناة “صدى البلد”، إن الاتحاد فوجئ بهذه الشائعة، موضحا: “عندما يُقال إن هناك نسبة نفوق تصل إلى 30%، فهذا يعني وجود فجوة كبيرة في السوق وغياب للمنتج، وهو أمر غير حقيقي، فالدواجن متوفرة في جميع الأسواق والمستهلك لم يواجه أي نقص في المعروض”.

وأكد أن جميع المزارع في مصر، والتي يصل عددها إلى 27 ألف مزرعة، تعمل تحت إشراف بيطري مباشر من وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية، مشيرًا إلى أن أي حديث عن دخول فيروسات خطيرة لا يمكن أن يمر دون رصد رسمي، خاصة أن الفيروسات التي تُصيب الدواجن موجودة عالميًا بنسب ضئيلة وتخضع للتحصين والسيطرة.

وأوضح أن وزارة الزراعة تبنت بروتوكولًا بالتعاون مع بعض البنوك لتطوير المزارع المفتوحة وتحويلها إلى نظام مغلق حديث، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تُسهم في تقليل نسب الأمراض وتحسين جودة الإنتاج.