على طريقة إلهام شاهين.. لاعب توتنهام الإنجليزي وزوجته عالقان في إسرائيل

لا يمكن للفن وكرة القدم أن يعيشا في عزلة تامة عن الواقع السياسي الذي يحيط بهما، فهما مرآة تعكس ألوان الحياة وتحدياتها بكل تفاصيلها، وإذا استمر هذا التداخل بين السياسة والمجال الرياضي، فقد تتحول كرة القدم من لعبة ترفيهية توحد الشعوب إلى ساحة صراعات وتعقيدات لا تنتهي.

حيث لم تنجُ كرة القدم وعالم الفن، من تداعيات الصراع المحتدم بين إيران وإسرائيل الذي هز العالم خلال الأيام الأخيرة، ففي الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة التصعيد العسكري بين الطرفين، بدأت آثار هذا التوتر تنعكس بشكل مباشر على الساحة الرياضية، وخصوصًا على اللاعبين المرتبطين بأحد الجانبين. 

ضربت الحرب استقرار اللاعبين والفنانين بشكل مباشر، منعتهم من ممارسة حياتهم الطبيعية وأبعدتهم عن أجواء الأمان التي يحتاجونها للتركيز على مسيرتهم الرياضية.

حيث وصلت الأزمة إلى حد منعهم من مغادرة بلادهم، مما حال دون مشاركتهم مع أنديتهم في التدريبات والمباريات، وأثر بذلك على تطورهم المهني وأدى إلى حالة من القلق النفسي والتوتر المستمر. 

ولعل أبرز الأمثلة على ذلك هو الوضع المعقد، ما يعيشه الإسرائيلي مانور سولومون، لاعب نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي، والذي وجد نفسه عالقًا في بلاده بعد غلق المجال الجوي إثر الضربات الجوية المتبادلة بين البلدين، والأمر نفسه بالنسبة للفنانة إلهام شاهين ولكن في العراق.

لقد بات واضحًا أن كرة القدم، رغم كونها مساحة يفترض أن تجمع الشعوب وتوحد الجماهير، لم تعد محصنة من الانقسامات السياسية والعرقية والدينية.

زواج مانور سولومون قبل الحرب

نشر نادي توتنهام خلال الأيام الماضية صورة لـ سولومون خلال حفل زفافه، ضمن منشور احتفائي بحياة لاعبي الفريق، وشهدت الصور موجة من التعليقات المسيئة والمعادية للسامية على حسابات النادي، بسبب هوية اللاعب.

هذا الموقف يدل على هشاشة المشهد الإقليمي، بل تسلط الضوء على العجز المتواصل لمنصات التواصل الاجتماعي عن مواجهة خطابات الكراهية، حتى في الفضاءات الرياضية التي يُفترض أنها ملاذ للروح الرياضية والتسامح. 

وفي ظل هذا الوضع، يجد اللاعبون أنفسهم محاصرين بين الولاء لأوطانهم والالتزام بمسيرتهم الاحترافية، وسط ضغوط نفسية هائلة قد تؤثر على أدائهم ومستقبلهم الرياضي.

تجميد مانور سولومون

إن الأزمة الحالية تذكرنا بأن الرياضة، رغم رمزيتها العالمية كجسر للتواصل بين الثقافات، لا يمكن أن تعيش منفصلة عن الواقع السياسي، وإذا استمر هذا التداخل، فقد تكون كرة القدم واحدة من أكبر الخاسرين في معركة لا علاقة لها بالمستطيل الأخضر، لكنها تحاصر من فيه بكل قسوة.

اللاعب الدولي الإسرائيلي البالغ من العمر 25 عامًا وُلد في إسرائيل ولعب سابقًا لنادي مكابي بيتاح تيكفا قبل أن ينتقل إلى شاختار دونيتسك في عام 2019، ثم انضم إلى توتنهام في 2023. 

وقد أمضى الموسم الماضي على سبيل الإعارة مع نادي ليدز يونايتد، وكان يقضي عطلة بعد انتهاء موسم ناجح توج فيه فريقه بالترقية إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.

كان سولومون يأمل في العودة إلى تشكيلة توتنهام والمنافسة على مكان في الفريق الأول، خاصة بعد تقارير تفيد بأن المدرب الجديد توماس فرانك مستعد لمنحه فرصة جديدة.

وقد سافر سولومون إلى إسرائيل لحضور حفل زفافه من شريكته منذ عام 2018، دانا فوشينا، حيث أقيم الحفل يوم الخميس الماضي، وشارك عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورًا مليئة بالفرح وسط حضور الأهل والأصدقاء.

لكن وفقًا لصحيفة "ذا صن"، فإن سولومون وفوشينا غير قادرين على مغادرة إسرائيل بسبب النزاع المتصاعد مع إيران. 

فقد تبادلت الدولتان ضربات صاروخية، ما أدى إلى مقتل المئات في إيران منذ يوم الجمعة، بالإضافة إلى 19 قتيلًا في إسرائيل.

منع السفر

وأوصت وزارة الخارجية البريطانية بعدم السفر إلى إسرائيل، واضعة البلاد على "القائمة الحمراء" بسبب الضربات الصاروخية المستمرة، كما أغلقت السلطات العسكرية المجال الجوي حتى 30 يونيو على الأقل، مما أدى إلى احتجاز عدد من المواطنين البريطانيين، بمن فيهم سولومون.

وقد جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني: “نحن نراقب الوضع عن كثب ونبقي جميع خطط الطوارئ قيد المراجعة المستمرة، سلامة وأمن المواطنين البريطانيين هي أولويتنا القصوى، ننصح الآن بعدم السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة”.

تألق سولومون في ليدز يونايتد

كان مانور سولومون نجمًا بارزًا في صفوف ليدز يونايتد خلال الموسم الماضي، حيث سجل 10 أهداف وقدّم 12 تمريرة حاسمة، ليساهم بشكل كبير في صعود فريق المدرب دانييل فاركه إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعد تحقيق الترقية التلقائية.

تواصل توتنهام

يتواصل نادي توتنهام بانتظام مع الجناح مانور سولومون بعد أن وجد نفسه عالقًا في إسرائيل، ومن المقرر أن يعود اللاعب إلى تدريبات ما قبل الموسم مع توتنهام في أوائل يوليو.

وقال متحدث باسم توتنهام:"يتم التعامل مع أي إساءة توجه إلى لاعبينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل النادي، وترفع إلى المنصة المعنية، لا مكان للإساءة أو التمييز بأي شكل من الأشكال في نادينا، أو في لعبتنا، أو في المجتمع ككل".

إلهام شاهين عالقة في العراق

دخلت إلهام شاهين في أزمة كبيرة، لعدم قدرتها على مغادرة العاصمة العراقية بغداد مع الإعلامية هالة سرحان، وذلك بسبب إغلاق المجال الجوي نتيجة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، مما أدى إلى تعليق العديد من الرحلات الجوية في المنطقة.

وقالت إلهام شاهين لـ “تليجراف مصر”: “أنا كنت في بغداد أنا والإعلامية هالة سرحان لحضور تكريم رسمي، ولما جينا نرجع مصر النهارده، وروحنا المطار الساعة 4 صباحًا رجعونا تاني وقالوا المطار مقفول”.

وتابعت شاهين: “للأسف مش عارفة لسه هنرجع إمتى، ولكن اللي حصل ده بسبب الحرب اللي حصلت بين إسرائيل وإيران، وحبة أطمنكم وأطمن الجمهور إني بخير الحمدلله وادعولنا المطار يفتح ونرجع مصر قريب”.

إلهام شاهين وهالة سرحان في بغداد

جاءت زيارة كل من إلهام شاهين وهالة سرحان في إطار فعاليات مهرجان المرأة الإعلامية في العراق، حيث شاركت كل منهما في مناقشات تتناول دور المرأة العربية في مجالي الإعلام والفن.

السفير المصري في بغداد

وأوضح نقيب الفنانين، أشرف زكي أن إلهام شاهين وهالة سرحان لا تعرفان متى ستعودان إلى مصر، مشيرًا إلى أنه تواصل مع السفير المصري في بغداد، مؤكدًا له أنه يتواصل معهما بشكل مستمر منذ بداية الأزمة.

صراعات إسرائيلية وإيرانية

فاجأت إسرائيل إيران ليس فقط بشن هجوم مدعوم بعمليات تضليل ناجحة، بل أيضًا باختيار أهداف دقيقة، شملت سلسلة اغتيالات نالت من قادة في الجيش والحرس الثوري وعلماء نوويين، ما أظهر ضعف الاستعداد الإيراني وتكرار أخطاء سابقة مشابهة لتجربة "حزب الله".

أما الرد الإيراني، فرغم تأثيره المحدود مقارنة بالضربة الإسرائيلية، إلا أنه كان موجعًا ومفاجئًا، وأظهر معرفة دقيقة بمواقع حساسة داخل إسرائيل، منها مقار وزراء وقادة أمنيين، ومعاهد أبحاث عسكرية، ومحطات طاقة ومنشآت نفطية وكيميائية.