الثلاثاء، 01 يوليو 2025

02:14 ص

"طلاسم نجمية" لفك العنوسة.. هل يجلب "التخاطر" الأحباب؟

الفتيات والتخاطر  - تعبيرية

الفتيات والتخاطر - تعبيرية

إسراء عبدالفتاح

A .A

استحدثت فتيات طريقة جديدة من خلال خطة محكمة عنوانها “كيف تصطادين عريسًا؟”، مسرحها مواقع التواصل الاجتماعي، تعتمدن فيها على “قانون الجذب والتخاطر” كباب للزواج.

بدأت القصة بانتشار فيديوهات عبر موقع "يوتيوب" ومجموعات على “فيسبوك”، تحث الفتيات من رواد هذه التطبيقات على دعم فكرة التخاطر، داعين إلى استخدامها لحل مشكلة تأخر الزواج.

ما التخاطر؟

يقول عبد المحمود الطيب، عضو متفاعل بمجموعة تحمل اسم "التخاطر والطاقة الإيجابية" على فيسبوك، إن تفعيل قانون الجذب والتخاطر يكون باستخدام بعض الأكواد والتفكير في ما تود تحقيقه من خلال كتابتها مثل "أنا أعيش في بيت أحلامي".

يوضح “الطيب” الفكرة بالقول، إن الأمر هو أن يجلس أحدهما في مكان هادئ ويصفي ذهنه من جميع الأفكار ويبدأ في استحضار شخص يرغب في التواصل معه، “ويجري مكالمة هاتفية في عقله أو يتخيل أنه أرسل له رسالة معينة ويطلب منه الرد عليها”، مضيفا": “بعد هذه التجربة سيرى الشخص نتيجة تخاطره من خلال رسالة في منامه أو يتصل به ذلك الشخص فعليا”، وفق ما يقول الشخص المهتم بـ"التخاطر والطاقة الإيجابية". 

 

"بخور وطلاسم"

تقول "أ.ص"، فتاة في العقد الثالث من عمرها، إنها جرّبت التخاطر وكانت له أبعاد سيئة عليها، إذ علمت عن طريقته من خلال مجموعات فيسبوك وبدأت في تجربته، وجاء في مقطع فيديو شاهدته أن تحضر بعض "البخور" والجلوس في الظلام، وقول بعض الطلاسم.

"مكنتش أعرف إن النهاية سيئة، أنا كنت بجرّب"، تقول الفتاة، مضيفة أنها انتهت من الجلسة التي هدفت من ورائها  جلب شخص تحبه، وانتظرت لليوم التالي حتى يتواصل معها ولكن لم يحدث شيء، وبعد أيام بدأت في ملاحظة بعض الأعراض الغريبة عليها، كأن تسقط مغشيًا عليها دون أسباب، قبل أن تعترف لوالدها بتجربة جلسة التخاطر.

وتابعت: “بدأ والدي في السؤال عن الأمر، البعض أخبره أنني استدعيت قريني، وما قمت به لا علاقة له بالتخاطر”، وفق قولها. 
 


كارثة تهدد الشباب

قال خبير الفلك والأبراج، محمد فرعون، إنه لاحظ خلال الفترة الأخيرة اتجاه بعض الفتيات والشباب إلى علم التنجيم والتخاطر، وذلك لجلب الشخص الآخر، ما قد يضر بهم بسبب عدم علمهم بما وراء عالم التخاطر، مضيفا أن "الإسقاط النجمي" هو طلب من روح الإنسان بخروجها للذهاب إلى آخر من خلال استخدام بعض الطلاسم.

وأضاف فرعون لـ"تليجراف مصر"، أنها تعتبر كارثة تهدد الشباب بسبب استخدامها العوالم الخفية لتحقيق الرغبات، والتي تبدأ في بداية الأمر كتجربة وتكون عواقبه وخيمة وغير جيدة، مشيرًا إلى أن التخاطر والإسقاط ليس له أي مدلول علمي لحماية الشخص على عكس علم الفلك، فهو مبني على أسس واضحة ويتم دراستها، على حد قوله.

عبث وتلاعب بالعقول

إخصائي الصحة النفسية وليد هندي، وصف الاقتناع بدعوة بعض صفحات أو مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بشأن التخاطر لجلب الطرف الآخر أو استخدام الإسقاط النجمي حتى تتمكن الفتاة من إخضاع “الحبيب” وتزوجه بـ“العبث والتلاعب بالعقول”.

وأضاف هندي لـ"تليجراف"، أن “الجهل” يدفع فتيات لتصديق هذه الأكاذيب نتيجة فراغ عاطفي والبحث عن الزواج، محذرًا الفتيات من الانسياق وراء ذلك، كونها “تستر في عباءة العلم” وحقيقتها “دجل وشعوذة”.

متى بدأ التخاطر؟

 "التخاطر" مصطلح صاغه الباحث النفسي الأمريكي “توماس دبليو مايرز” عام 1882، وادعى أن الإنسان يمكنه التواصل مع غيره من خلال عدة عوامل، من بينها “الاستبصار والتخاطر من خلال الأفكار وإرسال الطاقة إلى شخص آخر، مثل رسالة معينة”.

وألّف كتابًا بعنوان "التخاطر: دراسة تجريبية" (1890) قدم فيه مراجعة شاملة للبحث في هذا الموضوع، واعتقد مايرز أن التخاطر هو ظاهرة حقيقية، وأنها يمكن أن تحدث بين الأشخاص الذين لديهم حساسية عالية للعواطف والأفكار.  

search