"هيجمد قلبك".. تأُثيرات الباراسيتامول لا تقف عند تسكين الألم
الباراسيتامول
يعتقد البعض أن الباراسيتامول مجرد مسكن شائع لتخفيف الألم وخفض الحرارة، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن تأثير هذا الدواء الشائع يمتد إلى أبعد من ذلك، ليصل إلى العقل والسلوك، حيث يمتد تأثيره إلى طريقة اتخاذ القرارات وتعاطفنا مع الآخرين.
الباراسيتامول أكثر من مجرد مسكن
يستخدم الباراسيتامول كمسكن رئيسي للألم، وهو مدرج ضمن قائمة منظمة الصحة العالمية للأدوية الأساسية، كما يُعرف بفعاليته في تسكين الصداع، وآلام العضلات، والحمى، وغيرها من الأعراض الشائعة، ولكن كشفت الأبحاث العلمية، أن تأثيره لا يقتصر على الجوانب الجسدية فقط، بل يمتد إلى تغييرات دقيقة قد تشمل السلوك العام واتجاهات العوطف.
_2790_085801.jpg)
رغبة جامحة في المخاطرة
في دراسة أجرتها جامعة ولاية أوهايو عام 2020، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا الباراسيتامول أظهروا تغييرات في طريقة تقييمهم للمخاطر، إذ طُلب من المشاركين تقييم مدى خطورة سيناريوهات مختلفة قبل وبعد تناول الدواء، وكانت النتيجة أن الذين تناولوا الباراسيتامول كانوا أكثر ميلًا للمخاطرة مقارنة بغيرهم، إذ يعتقد العلماء أن ذلك يعود إلى قدرة الدواء على تقليل مشاعر القلق والتوتر التي ترتبط عادة باتخاذ القرارات المحفوفة بالمخاطر.
تقليل التعاطف مع الآخرين
الأمر لا يتوقف عند القرارات فقط، فقد أظهرت دراسات أخرى أن الباراسيتامول قد يقلل من حساسية الشخص للألم العاطفي، فكشفت دراسة نشرتها مجلة Psychological Science عام 2016، أن الأشخاص الذين تناولوا الباراسيتامول كانوا أقل تعاطفًا مع معاناة الآخرين، فعندما طُلب منهم تقييم شدة الألم الذي يشعر به الآخرون في مواقف معينة، كانت إجاباتهم أقل مقارنة بمن لم يتناولوا الدواء.
هذا التأثير قد يكون مرتبطًا بطريقة عمل الباراسيتامول في تقليل نشاط بعض مناطق الدماغ المرتبطة بالعواطف، مثل القشرة الأمامية المسؤولة عن الاستجابات العاطفية.
تأثيرات نفسية واجتماعية غير مدروسة
إذا كان الباراسيتامول يؤثر على مشاعر التعاطف والسلوكيات المرتبطة باتخاذ القرارات، فإن هذا يثير أسئلة أخلاقية وطبية مهمة، إذ يتم استخدام ملايين الأشخاص حول للباراسيتامول يوميًا، ما يعني تأثيرات نفسية واجتماعية غير مدروسة بشكل كافٍ.
_2790_085743.jpg)
فيما يجب التأكيد على أن الباراسيتامول لا يزال من أكثر الأدوية أمانًا عند استخدامه بجرعات معتدلة، إذ أن تجاوز الجرعة الموصى بها قد يؤدي إلى أضرار خطيرة على الكبد، وهو ما يجعل الوعي بمخاطره وأثره النفسي ضروريًا لصحتنا بشكل عام.
فيما تشير بعض الدراسات إلى أن تأثير الأدوية يتجاوز الأعراض الجسدية، وقد يكون لها دور غير متوقع في تشكيل عواطفنا وسلوكياتنا، مما يفتح المجال أمام مزيد من الأبحاث لفهم التداخل بين علم النفس والدواء، إذ قد تساعد تلك الأبحاث في تحسين استخدام الأدوية بطريقة تضمن سلامتنا الجسدية والنفسية على حد سواء.
الأكثر قراءة
-
تدافع وتحرش، خناقات بالكراسي فى زفاف كروان مشاكل وحفيدة شعبان عبدالرحيم
-
وداعاً داود عبد السيد.. فيلسوف السينما المصرية
-
توقعات الأبراج اليوم الإثنين 29 ديسمبر 2025، هناك فرص كثيرة متاحة
-
بعد إعلان اغتياله رسميًا، "حماس" تكشف عن صورة واسم أبو عبيدة الحقيقي
-
بعد إعلان "القسّام" اغتياله رسميا، من هو أبو عبيدة؟
-
موعد مباراة المغرب وزامبيا في كأس الأمم الأفريقية والقنوات الناقلة
-
نتيجة انتخابات مجلس النواب 2025 في جولة الإعادة بسوهاج
-
"الأموات هينتخبوا"، قرار مٌخالف يهدد ببطلان انتخابات حزب الوفد
أخبار ذات صلة
جيميناي ومبارايات الكريكت، أكثر الموضوعات بحثا في جوجل خلال 2025
30 ديسمبر 2025 02:36 ص
"صحى في النعش"، حقيقة استيقاظ مسن بعد 24 ساعة من وفاته
29 ديسمبر 2025 09:56 م
مسابقة أكل البطيخ في البرازيل تكتب سطور النهاية لرجل أمام عائلته
29 ديسمبر 2025 08:23 م
دليلك الشامل للنجاح في 2026.. خطوات عملية من يناير حتى ديسمبر لتحقيق أهدافك
29 ديسمبر 2025 06:59 م
النظام واللسان الحلو وشرب الشاي، كيف يرى الوافد السوداني الشعب المصري؟
29 ديسمبر 2025 01:08 م
مأساة أمام الكاميرا، القصة الكاملة لوفاة التيك توكر الروسية أرينا جلازانوفا
29 ديسمبر 2025 06:45 ص
تم اجتزاؤه وتغيير سياقه، رجل الأعمال شادي ريان يرد على الفيديو المتداول
28 ديسمبر 2025 03:25 م
"شهادتك هي سلاحك"، وصية مغترب للشباب المصري (خاص)
28 ديسمبر 2025 08:47 م
أكثر الكلمات انتشاراً