باحثة لبنانية: اختيار "سلام" لرئاسة لبنان "تقييد" لنفوذ حزب الله (خاص)

أورنيلا سكر الباحثة السياسية اللبنانية
كشفت الباحثة السياسية اللبنانية أورنيلا سكر، أن اختيار نواف سلام لرئاسة الحكومة اللبنانية قد يُعتبر تحديًا ضمنيًّا لنفوذ حزب الله، لكنه ليس بالضرورة "هزيمة"، مبينة أن نواف سلام يُعرف بخطابه الإصلاحي والمستقل، وهو ما يتعارض مع نهج المحاصصة الطائفية والسياسية الذي يستفيد منه الحزب وحلفاؤه.
وأكدت سكر لـ "تليجراف مصر"، أن حزب الله قد يرى سلام كخيار فرضته تسويات داخلية وخارجية، لكنه قد يتعامل معه بحذر لتجنب المواجهة المباشرة، خاصةً في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية الحادة، مشيرة إلى أن مدى قدرة نواف سلام على العمل دون عرقلة من القوى التقليدية، بما في ذلك حزب الله، سيكون المحدد لتأثير اختياره على توازن القوى.
المشهد بعد اختيار رئيس لبنان
وأوضحت الباحثة السياسية اللبنانية، أن انتخاب رئيس للجمهورية وتعيين رئيس حكومة قد يُنهي مرحلة الجمود السياسي، لكنه لا يعني بالضرورة بداية حقبة استقرار، نظرًا لاستمرار الأزمات الاقتصادية والطائفية.

وعددت سكر التحديات أمام الحكومة اللبنانية المقبلة، ومنها مواجهة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وإعادة بناء الثقة مع الشارع اللبناني والمجتمع الدولي، وتحقيق الإصلاحات المطلوبة للحصول على دعم مالي دولي، موضحة أن الحكومة والرئاسة ستواجهان تحديات في تحقيق توافق بين القوى المتصارعة داخليًا، خاصة إذا كان هناك ضغط خارجي لتغيير المعادلات.
هل باع التيار الوطني الحر حزب الله؟
وأشارت سكر إلى أن دعم رئيس التيار الوطني الحر باسيل خيار لـ نواف سلام يعتبر تسوية تعارض توجهات حزب الله، فقد يُنظر إليه كخروج عن التحالف التقليدي، خاصةً إذا كان ذلك بسبب ضغط دولي أو سعيه لتأمين مصالحه السياسية، مبينة أن التيار الوطني الحر يبحث عن موقع سياسي يضمن له دورًا مستقبليًا في مرحلة ما بعد الأزمة، وقد يُضحي بتحالفه مع حزب الله لتحقيق ذلك.
ولفتت الباحثة السياسية إلى أن باسيل يدرك أن ارتباطه بحزب الله قد أفقده الكثير من شعبيته في الشارع المسيحي، وربما يسعى إلى إعادة تموضع سياسي يرضي جمهوره ويُخفف الضغوط الدولية عليه.
تأثير الموقف الدولي في التغييرات الأخيرة
وبينت سكر أن الدور العربي وخاصة السعودية، التي كانت تدعم تاريخيًا القوى التي تسعى للحد من نفوذ حزب الله وإيران في لبنان، قد تكون وراء الدفع نحو تسوية تفضي إلى شخصيات إصلاحية مثل نواف سلام.
وأفادت الباحثة اللبنانية، أن عودة السعودية إلى الانخراط في الملف اللبناني بعد سنوات من الابتعاد تعكس رغبة في تقليص نفوذ إيران وحزب الله، خاصةً في ضوء التحولات الإقليمية، خاصة وأن الرياض بحاجة إلى التأكد من أن التغييرات ستؤدي إلى إصلاحات حقيقية وليست مجرد تسويات تُعيد إنتاج ذات النظام السياسي.
ولم تغفل سكر، الموقف الأمريكي والأوروبي المؤثر أيضًا، حيث يتم الضغط لتحقيق إصلاحات تمكّن من دعم لبنان ماليًا، والتوافق الدولي على اختيار رئيس حكومة ورئيس جمهورية يُشير إلى محاولة منع انهيار لبنان بشكل كامل.
تحديات تواجه حزب الله
ولفتت سكر إلى أن اختيار نواف سلام قد يُفسر كرسالة موجهة لتقييد نفوذ حزب الله، لكنه ليس بالضرورة هزيمة مباشرة، إذ يعتمد على كيفية تعامل الحزب وحلفائه مع المرحلة، والمشهد السياسي بعد انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس للوزراء سيظل هشًا ما لم تتحقق إصلاحات جذرية تُعيد ثقة الشعب والمجتمع الدولي.

الأكثر قراءة
-
الرقصة الأخيرة.. لحظة القبض على "طارق ميشو" بالإسكندرية (صور)
-
مشاجرة بأكياس الشطة.. "خناقة" في الشروق تنتهي بإصابة أسرة كاملة
-
لماذا امتنعت تونس والعراق وإيران عن التصويت على حل الدولتين؟.. أستاذ علوم سياسية يوضح
-
ما يحدث تهديد لاتفاقية السلام القائمة.. رسالة حاسمة من السيسي لـ إسرائيل
-
دبوس معدني وقطع فول.. فريق مجمع الأقصر الطبي ينقذ صغيرتين من الاختناق
-
ضبط شقيقين بحوزتهما مواد مخدرة وأسلحة نارية في الفيوم
-
وزنها 600 جرام.. تحقيقات موسعة حول سرقة أسورة الملك بسوسنس الأول
-
طرد وحرمان.. عمرو الدجوي يطلب من النائب العام استدعاء جدته نوال

أخبار ذات صلة
خريف نيبال وربيع العرب
16 سبتمبر 2025 12:28 م
مصنع مخدرات وجرائم مالية.. ماي جولان وزيرة تُكيف أدمغة الإسرائيليين
16 سبتمبر 2025 12:24 م
بعد قصف دامي لغزة وانتهاء القمة العربية.. ماركو روبيو يصل إلى قطر
16 سبتمبر 2025 10:51 ص
إسرائيل تبدأ الهجوم البري على مدينة غزة بدعم أمريكي
16 سبتمبر 2025 04:10 ص
ترامب لـ حماس: استخدام الرهائن كدروع بشرية "فظاعة إنسانية"
16 سبتمبر 2025 03:30 ص
بعد غارات مكثفة على غزة ونزوح 70 ألفا.. الأمم المتحدة تُطلق تحذيرا عاجلا
16 سبتمبر 2025 10:09 ص
باكستان تطالب بتشكيل لجنة عمل عربية وإسلامية لمواجهة إسرائيل
15 سبتمبر 2025 08:13 م
زعماء مصر وقطر الأردن يؤكدون إدانتهم لهجوم إسرائيل على الدوحة
16 سبتمبر 2025 12:00 ص
أكثر الكلمات انتشاراً