"الأمر يتغير في لحظة".. لماذا تخشى إسرائيل قدرات مصر العسكرية؟

الجيش المصري
أسامة حماد
أثارت مشاهد اصطفاف المعدات العسكرية الحديثة للجيش المصري الذعر لدى مسؤولي إسرائيل في الفترة الأخيرة، كما سلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الضوء على القدرات العسكرية المتطورة لمصر.
وفي ظل التطور التكنولجي للأسلحة العسكرية الحديثة حرصت مصر على مدار السنوات العشر الأخيرة على تنمية قدراتها القتالية من خلال صفقات الأسلحة الحديثة وتطوير الكفاءة القتالية للقوات.
تطوير القوة العسكرية المصرية
وقال وكيل المخابرات العامة الأسبق اللواء محمد رشاد، إن مخاوف إسرائيل من تنامي القدرات القتالية للجيش المصري سببه إدراكها بأن الجبهة المصرية ستكون الأكثر إزعاجا لها حال فتحها، وأضاف: “مع تنامي القدرات العسكرية الإسرائيلية باعتبارها الجبهة الوحيدة التي تشكل خطورة بالنسبة لمصر كان لا بد من تطوير القوة العسكرية المصرية لتكون عنصرا صادما لصد أي إجراءات هجومية”.

وأضاف رشاد، في تصريحات لـ “تليجراف مصر”، أن إسرائيل تتخوف من عدم التزام مصر باتفاقية كامب ديفد، خاصة مع تراجع قوة الردع لديها وأصبحت عاجزة عن نقل المعركة لأرض العدو، كما أن العقيدة القتالية لديها بدأت تتلاشى، مضيفا: “انتهاء المميزات الإسرائيلة جعلها تتخوف من قدرات مصر العسكرية”.
وتابع وكيل المخبرات العامة الأسبق أن مصر لديها قوة عسكرية قادرة على تأمين حدودها أمام أي تهديدات، بل قادرة على التأثير على العدو في أي حرب، لافتا إلى أن إسرائيل تريد التفرد بقوتها في المنطقة وإضعاف جميع الجيوش المحيطة بها، وشاهدنا ذلك في استهدافاتها لقوات ومعدات الجيش السوري في الأيام الماضية، كما تسعى لتدمير قدرات حزب الله وحماس.
عقيدة قتالية جديدة
وواصل اللواء محمد رشاد أن “هناك عقيدة قتالية جديدة بالقوات المسلحة المصرية وهي معركة القوات المشتركة من كل أنواع الأسلحة على الأرض وسد الثغرات ليؤدي كل منها دوره”.
وأضاف: “لابد من دعم جميع الأسلحة التي تخدم القوات البرية، لذلك اهتمت مصر بتطوير أسلحة المدرعات والمدفعية والقوات الجوية والبحرية والتي تستطيع الآن القيام بدورها”.

وأكد اللواء محمد رشاد أن مصر اهتمت ببناء الجيش مؤخرا لأن القوة التنفيذية للأمن القومي هي القوات المسلحة ولا أمن قومي دونها، مضيفا أن جميع المقدرات داخل الدولة من صناعة وبنية تحتية وغيرها لا بد لها من قوة تحميها.
وأشار إلى أن موطن القوة الأول في الجيش المصري هو الروح المعنوية للمقاتل المصري، وفي حرب 73 شاهدت إسرائيل أن عقيدة المقاتل المصري لا يوجد مثيل لها بالمنطقة، وهي كلة السر التي حققت النصر، لذلك اهتمت مصر بتدريب ضباطها وقواتها على الأسلحة المتطورة لتكون النتائج مرضية في أي معارك.
إسرائيل تهاب الجيش المصري
من جانبه، أكد اللواء سمير فرج أن تصريحات إسرائيل عن قوة الجيش المصري هدفها كسب تعاطف الداخل الإسرائيلي، لافتا إلى أن إسرائيل تعلم جيدًا أنها لن تستطيع مواجهة مصر عسكريًا.
وأضاف فرج، خلال لقائه عبر شاشة "سكاي نيوز عربية"، أن الجيش الإسرائيلي في أضعف حالاته القتالية ويواجه حربًا غير تقليدية، بينما مصر تمتلك جيشًا قويًا مؤهلًا لحروب الجيوش النظامية، مؤكدا أن إسرائيل تهاب الجيش المصري ولا تستطيع الاقتراب منه، لأن القوة العسكرية لمصر لم تأتِ من فراغ، بل من استراتيجية تسليح حديثة.

وواصل أن إسرائيل تعلم أن دخول حرب ضد مصر يعني هزيمة ساحقة، فالقوة القتالية للجيش المصري لا يمكن مقارنتها بما وصل إليه الجيش الإسرائيلي من ضعف بسبب استنزافه في غزة، موكدا أن السلام مع إسرائيل قائم على القوة، وليس على المجاملات، ومصر لديها سلاح جاهز لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمنها القومي وحدودها من جميع الجهات.
قلق إسرائيل من قدرات الجيش المصري
وأعرب رئيس الأركان الإسرائيلي المنتهية ولايته هرتسي هاليفي، أمس الأربعاء عن قلقه مما وصفه بـ"التهديد الأمني من مصر"، معتبرا أنه لا يشكل تهديدا حاليا لتل أبيب، لكن الأمر "قد يتغير في لحظة" حسب ما نقلته القناة الـ 14 الإسرائيلية.
وقال هاليفي: “مصر لديها جيش كبير مزود بوسائل قتالية متطورة وطائرات وغواصات وصواريخ متطورة وعدد كبير للغاية من الدبابات والمقاتلين المشاة".
كما صرح مندوب تل أبيب الدائم في الأمم المتحدة داني دانون، بأن إسرائيل لديها مخاوف من تسلح الجيش المصري، حيث قال في يناير الماضي: “ليس لديهم أي تهديدات في المنطقة، لماذا يحتاجون (مصر) إلى كل هذه الغواصات والدبابات؟”.
ويرد عليه مندوب مصر لدى الأمم المتحدة، السفير أسامة عبد الخالق قائلًا: "بما أنه (دانون) أعطى لنفسه الحق في التساؤل، فإن الإجابة واضحة وبسيطة وهي: الدول القوية والكبرى مثل مصر تلزمها جيوش قوية وقادرة على الدفاع عن الأمن القومي بأبعاده الشاملة عبر تسليح كافٍ ومتنوع".

وتابع: "أؤكد أن مصر أول من أرسى دعائم السلام بالشرق الأوسط، وهي ملتزمة بقضية السلام كخيار استراتيجي، لكنها قادرة على الدفاع عن أمنها القومي بجيش قوي، وتاريخ يمتد لآلاف السنين".
وفي أوائل فبراير نشرت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية تقارير بأنه شوهدت العشرات من الدبابات في الأيام الأخيرة تتسابق قرب معبر رفح، وكانت المركبات الخاصة أيضًا غير بعيدة عنها.
وذكرت الصحيفة أن هذه محاولة مصرية لتوصيل رسالة غير مباشرة لإسرائيل، فعشرات الدبابات قرب معبر رفح، تحمل دلائل كبيرة.
طوابير طويلة من الدبابات في سيناء
كما نشر موقع القناة 12 الإسرائيلية، تقريرا بعنوان "طوابير طويلة من الدبابات في سيناء.. لقطات من مصر أثارت الذعر في إسرائيل"، وذكر أن مقاطع الفيديو التي تم تداولها على الإنترنت في مصر تُظهر قواتا كبيرة من المدرعات وأيضًا تدريبًا لمقاتلين على الخروج من نفق أثارت الرعب داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية.
وفي لقاء مع القناة السابعة الإسرائيلية، حذر ضابط الاستخبارات السابق المقدم (احتياط) إيلي ديكل، من المخاوف بشأن البناء المستمر للجيش المصري وإمكانية أن يكون التحضير لهجوم مستقبلي على إسرائيل.
وأشار إلى أن الحشد العسكري المصري لم يبدأ مؤخرا "هذا حدث مستمر، وهو حدث اكتسب زخما منذ وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحكم في عام 2014.
قدرات الجيش المصري
جدير بالذكر أن الجيش المصري يأتي في مرتبة متقدمة في تصنيف الجيوش العالمية، وهو الأقوى عربيا وأفريقيا، كما يمتلك أسلحة ومعدات متنوعة ومتطورة، مثل طائرات ودبابات حديثة فضلا عن نظام دفاع جوي متطور.

القوات الجوية
وحرصت القوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، من خلال منظومات متطورة من الطائرات متعددة المهام والطائرات الموجهة المسلحة وطائرات النقل الكاسا وأيضًا طائرات الإنذار المبكر والاستطلاع والهليكوبتر الهجومي والمسلح، وفقا للهيئة العامة للاستعلامات.
وحصلت مصر على عدد من الطائرات الفرنسية من طراز رافال متعددة المهام، كذلك تعاقدت على عدد كبير من الطائرات الروسية المقاتلة والمتقدمة من طراز "ميج 29 أم 2 – mig29 m2".
كما تم التعاقد على عدد كبير من الطائرات الهيل الهجومية من طراز كاموف 52، ومروحية القتال والنقل متعددة المهام “ mi 24”، وطائرات أخرى من طراز كاسا C-295، والحصول على عدد من الطائرات الأمريكية من طراز إف 16 بلوك 52، وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة بدون طيار، كما تم تجهيز عدد من طائرات الجازيل بالصواريخ المضاد للدبابات.

القوات البحرية
كما تعد القوات البحرية المصرية من أقوى الأساطيل في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تتألف من قطع بحرية متنوعة، تشمل حاملات مروحيات، غواصات، سفنا قتالية سطحية، وسفنا متخصصة في مكافحة الألغام.

وتم تزويد البحرية المصرية بفرقاطات إيطالية من طراز " فريم بيرجاميني" لدعم أسطول الفرقاطات المصرية فى البحرين الأبيض والأحمر، فضلا عن حاملات الهليكوبتر الفرنسية من طراز ميسترال (الحاملة الأولى باسم " جمال عبد الناصر" والثانية باسم “ أنور السادات”)، إضافة إلى الفرقاطات الشبحية "الفاتح" و"الأقصر" و "المعز" من طراز “جوويند”.
تزويد أسطول الغواصات بالأحدث
وعملت مصر على تزويد أسطول الغواصات بالغواصتين (41) و(42) من طراز 1400/209، حيث تعد الغواصة "طراز 209" من أنواع الغواصات الهجومية، إضافة إلى الغواصة S- 43 من طراز (209 / 1400) وتتميز بمدى إبحار يصل إلى20 ألف كم وسرعة إبحار عالية، والمزودة بأحدث المنظومات القتالية والأنظمة الملاحية وأنظمة الاتصالات والحرب الإلكترونية.

-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
"كانت حياة ابني على المحك".. قصص مأساوية من قلب العتمة في إسبانيا
30 أبريل 2025 07:53 م
بدأت بـ"هاشتاج" وانتهت بمؤبد.. التسلسل الزمني لقضية "طفل دمنهور"
30 أبريل 2025 04:12 م
أسباب الحرب بين الهند وباكستان.. هجمات عسكرية بعد 24 ساعة
30 أبريل 2025 06:00 ص
من غزة لـ إسبانيا.. معاناة أسرة فلسطينية فرقها القصف وأوجعها النزوح
29 أبريل 2025 09:53 م
غنى بها العندليب.. أنغام أول مصرية تشدو في قاعة "ألبرت الملكية"
29 أبريل 2025 07:22 م
زيادة القيمة 20 مرة.. أبرز ملامح قانون الإيجار القديم المقدم من الحكومة
29 أبريل 2025 06:06 م
كل ما يجب أن تعرفه عن مبادرة استيراد سيارات المصريين في الخارج
29 أبريل 2025 02:15 م
"لو كنت ناسي أفكرك".. الأوليمبي بطلا للدوري للمرة الأولى والأخيرة
29 أبريل 2025 10:55 ص
أكثر الكلمات انتشاراً