الإثنين، 28 يوليو 2025

08:31 م

غضب الطبيعة يضرب إثيوبيا.. أديس أبابا تغرق في بحر من الفيضانات

فيضان إثيوبيا

فيضان إثيوبيا

شهدت مناطق عدة في إثيوبيا، من بينها العاصمة أديس أبابا ومدينة جامبيلا غرب البلاد، فيضانات مفاجئة خلّفت أضرارًا واسعة النطاق، جراء هطول أمطار غزيرة خلال الأيام القليلة الماضية، ما تسبب في تدمير عشرات المنازل ونزوح مئات الأسر.

تدمير أكثر من 50 منزلًا

في مدينة جامبيلا، أكد سكان محليون أن أمطارًا غزيرة بدأت ليل الخميس، أدت إلى فيضانات في أحياء متعددة، أبرزها منطقة “نيولاند”، وفقًا لصحيفة “أديس ستاندرد”.

وأشار المواطن دوبول يانج إلى أن أكثر من 50 منزلًا تضرر، ما أجبر السكان على إخلاء مساكنهم، ورغم الخسائر المادية، لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات.

وصف دوبول الفيضانات الأخيرة بأنها "شديدة بشكل غير عادي" مقارنة بالسنوات السابقة، حيث تشهد المدينة حوادث مماثلة خلال مواسم الأمطار، إلا أن شدتها هذا العام غير مسبوقة.

فيضانات إثيوبيا

من جانبه، صرح رئيس بلدية جامبيلا، الدكتور سيمون مون، أن الفيضانات التي بدأت حوالي الساعة 10 مساءً أثرت بشكل خاص على المناطق المنخفضة، لا سيما "كيبيلي 05" و"كيبيلي 01".

وأوضح أن شبكات الصرف الضيقة والمليئة بالحطام فاقمت من الأوضاع، ما أدى إلى تفاقم انتشار المياه في الأحياء السكنية.

وأضاف مون أن السلطات شرعت في جمع بيانات الأضرار وتسجيل الأسر النازحة، فيما استمرت الأمطار حتى الساعة السابعة من صباح الجمعة، كما أشار إلى أن فرق الإغاثة المحلية تعمل حاليًا على تقديم المساعدات الطارئة بناءً على التقييمات الميدانية.

أمطار سابقة شردت عشرات الآلاف

ولم تكن هذه الفيضانات الأولى من نوعها في الإقليم، إذ تسببت أمطار غزيرة في سبتمبر الماضي في فيضان نهر بارو بمقاطعة جيكاوو، ما أدى إلى نزوح أكثر من 20 ألف شخص وتدمير واسع في المنازل والمحاصيل، بحسب السلطات المحلية.

تحذيرات الأرصاد الجوية

أصدر المعهد الإثيوبي للأرصاد الجوية، تحذيرًا يشير إلى هطول متوقع لأمطار غزيرة تتراوح بين 11 و30 ملم في مناطق عدة من إقليم جامبيلا، مثل أنواك-ماجانج، نوير، وإيتانج سبيشال ووريداس، مع توقعات بوقوع فيضانات مفاجئة في المناطق المنخفضة بين 21 و31 يوليو.

أديس أبابا: أحياء منكوبة بعد الأمطار

في العاصمة أديس أبابا، أدى هطول أمطار غزيرة إلى غمر الشوارع وانهيار عشرات المنازل، لا سيما في أحياء مثل "بولي ليمي"، "آدويس كيتفو"، و"ليجاتافو".

وبحسب بيانات مكتب إدارة المخاطر والأمن الغذائي، فإن أكثر من 348 منطقة في المدينة معرضة للكوارث الطبيعية، وعلى رأسها الفيضانات، فيما تضررت 143 منطقة منها بشكل مباشر خلال هذا العام 2025.

وفي حي "ليجاتافو" وحده، تم تهجير 272 أسرة بالكامل، فيما تقيم العائلات حاليًا في مراكز إيواء مؤقتة، بعد أن فقدت ممتلكاتها ووثائقها الرسمية، دون تلقي دعم حكومي ملموس حتى الآن، حسب شهادات المواطنين.

وتعرضت مناطق مثل "نور جنجا"، "بوليه سوب سيتي"، و"نفا سيلك" لأضرار واسعة، حيث شوهدت المياه تجرف السيارات وتغمر الطرقات وتغلق المحاور الحيوية داخل العاصمة، وشهدت شوارع أديس أبابا حالة من الفوضى، ظهرت في مقاطع فيديو وصور التقطها المواطنون، توثق تحول الشوارع إلى مجاري طينية.

سيدة إثيوبية: "نعيش في المدارس ولا أحد يهتم"

في حي "لابو"، أفادت إحدى السيدات المتضررات بأنها تعيش منذ 4 أيام في مدرسة بلا ماء أو طعام، مضيفة: "لم نر أحدًا من المسؤولين هنا"، وعبّر سكان آخرون عن شكوكهم تجاه وعود الحكومة بتقديم مساعدات، مشيرين إلى تكرار السيناريو ذاته في فيضانات العام الماضي دون تنفيذ فعلي.

ووفقًا لمسؤول في مكتب إدارة الكوارث في أديس أبابا، فإن معظم المتضررين يقطنون في أحياء فقيرة تقع على ضفاف الأنهار والمجاري المائية، تفتقر للبنى التحتية والتخطيط العمراني، رغم تصنيفها كمناطق معرضة للخطر منذ سنوات.

بنية تحتية متهالكة 

أشار مكتب الاتصالات في أديس أبابا، إلى أن مشاكل الصرف الصحي وسوء البنية التحتية من الأسباب الرئيسة وراء تكرار الكارثة، حيث لم تُجرِ المدينة أي توسعة لشبكة التصريف منذ أكثر من عقد، رغم التوسع السكاني والعمراني الهائل.

ودعا مواطنون إلى محاسبة بلدية العاصمة بسبب التراخي في تنفيذ مشاريع تصريف المياه وصيانة الشبكات القديمة، مشيرين إلى أن الفيضانات الحالية هي نتيجة العنف المناخي مع الإهمال المؤسسي.

وأعلنت وزارة السلام والتنمية الاجتماعية، عزمها على تقديم مساعدات طارئة تشمل مواد غذائية وبطاطين ومواد تنظيف، وأكدت إرسال فرق ميدانية لتقييم الأضرار، لكنها لم تحدد موعدًا دقيقًا لتوزيع الدعم.

في المقابل، أطلقت منظمات إنسانية تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني، لا سيما في ظل ضعف مراكز الإيواء، وخطر انتشار الأمراض بين الأطفال والنساء وكبار السن.

وأطلق ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي حملات تضامن إلكترونية، مطالبين بتدخل دولي لدعم إثيوبيا في مواجهة هذه الكارثة المتكررة، التي تتفاقم بفعل الأزمات الاقتصادية والنزاعات الداخلية.

search