الإثنين، 28 يوليو 2025

11:10 م

21 شهرًا من الدعم المصري.. القاهرة في قلب قضية غزة

إدخال المساعدات لغزة

إدخال المساعدات لغزة

أسامة جمال

A .A

منذ اندلاع الحرب في غزة قبل 21 شهرًا، كانت مصر حاضرة في قلب الحدث، تخوض معارك دبلوماسية وسياسية متعددة، ليس فقط لوقف العدوان الإسرائيلي على المدنيين، بل أيضًا لمواجهة المخططات التي تستهدف تهجير الفلسطينيين، وإدخال المساعدات لإغاثة سكان القطاع في ظل الحصار الإسرائيلي.

دعم مصر للقضية الفلسطينية

ظل الموقف المصري ثابتًا وواضحًا، مستندًا إلى التزام طويل الأمد بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة ذات سيادة. 

وواصلت مصر الوقوف في وجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدة أن أي حلول لا تتضمن تسوية عادلة ورفضًا قاطعًا للتهجير لن تلقى القبول.

تشكيل رأي عام عالمي

قادت القاهرة جهودًا دولية مكثفة لتشكيل رأي عام عالمي مناهض لسياسات إسرائيل، كما لعبت دورًا محوريًا في إيصال المساعدات إلى غزة، سواء عبر معبر رفح أو من خلال عمليات الإسقاط الجوي بالتنسيق مع دول أخرى.

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في جميع خطاباته ومواقفه أن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحققا دون قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع رفض مطلق لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم.

منذ بداية الحرب، كثّفت مصر اتصالاتها مع جميع الأطراف، وشاركت في العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية الهادفة إلى وقف إطلاق النار، مؤكدة ضرورة استئناف مسار السلام، ورفض أي حلول مفروضة لا تنبع من الإرادة الفلسطينية.

إدخال المساعدات إلى قطاع غزة

عملت مصر على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة منذ بدء الحرب، واستقبلت الجرحى والمصابين لتلقي العلاج داخل المستشفيات المصرية.

التوصل إلى هدنة

وساهمت الجهود المصرية في يناير الماضي، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، في التوصل إلى هدنة تضمنت إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب إدخال المساعدات إلى القطاع.

قمة القاهرة للسلام

قادت القاهرة كذلك تحركات كبيرة على المستوى العربي، حيث دعت إلى عقد "قمة القاهرة للسلام" في أكتوبر 2023، ثم "القمة العربية الطارئة" في مارس 2025، واللتين كانتا محطتين بارزتين لتوحيد المواقف العربية والإسلامية الرافضة للتهجير، والداعية إلى إعادة إعمار غزة ضمن رؤية شاملة تحترم الحقوق الفلسطينية.

رفض التهجير

تجلّى الموقف المصري أيضًا في رفض استقبال سكان غزة رغم الضغوط الدولية، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مطلع 2025، التي دعا فيها مصر والأردن إلى استضافة اللاجئين من القطاع، وهو ما ردت عليه القاهرة بوضوح: "لن نكون طرفًا في ظلم تاريخي بحق الشعب الفلسطيني."

وفي رسالة سياسية قوية، ألغت مصر زيارة كان من المقرر أن يقوم بها الرئيس السيسي إلى واشنطن، احتجاجًا على محاولة فرض مقترحات لا تحترم سيادة القرار الفلسطيني، أو تضع مستقبل غزة خارج يد أصحابها الشرعيين.

خطة مصرية لإعادة الإعمار

قدّمت مصر خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة تحت شعار "التعمير دون تهجير"، تضمنت رفض الاحتلال، وإنشاء صناديق دولية للدعم، والانسحاب من محاور استراتيجية مثل "فيلادلفيا"، مع توفير ضمانات دولية لاحترام وقف إطلاق النار.

وأكدت القيادة المصرية مرارًا أن هذه الجهود ستستمر حتى استعادة الحقوق الفلسطينية، ليس فقط بوقف الحرب، بل عبر بناء مسار سلام عادل يضمن للفلسطينيين البقاء على أرضهم وقيام دولتهم المستقلة، وهو ما تعمل عليه مصر حاليًا من خلال تحركاتها الدبلوماسية المكثفة مع الشركاء الدوليين والإقليميين.

إنهاء الحرب

ورغم المواقف المتعنتة من الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، وعرقلتها لأي تسوية، فإن مصر واصلت وساطتها لضمان إنهاء الحرب والتوصل إلى حل عادل. 

وأكدت في كل مناسبة أن معبر رفح لم يُغلق بإرادتها، بل نتيجة الاحتلال الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من المعبر، وأن إعادة تشغيله مشروطة بعودة السلطة الفلسطينية إليه.

من جانبها، تواصل وزارة الخارجية المصرية جهودها الدبلوماسية، مشددة على أن أي إعادة إعمار يجب أن تتم بالتنسيق مع الفلسطينيين أنفسهم، وبما يضمن بقاءهم في أراضيهم، ورفض كافة أشكال التهجير القسري.

كما تواصل الأجهزة المعنية في مصر جهودها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، من خلال العمل على تقليص الفجوة بين مطالب المقاومة وإسرائيل، بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

كلمة الرئيس السيسي عن غزة

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، أن مصر حريصة منذ 7 أكتوبر 2023 على المشاركة الإيجابية مع شركائها في قطر والولايات المتحدة بهدف وقف الحرب في قطاع غزة، وإدخال المساعدات، والإفراج عن الرهائن.

وأضاف: "موقف مصر واضح أيضًا في رفض التهجير القسري للفلسطينيين، لما يمثله من تهديد مباشر لفكرة إقامة الدولة الفلسطينية، حيث إن التهجير سيؤدي إلى تفريغ فكرة حل الدولتين من مضمونها".

search