هل يصبح المريض "كعب داير" بسبب قوائم الانتظار؟

تفاجأ المواطن “فتحي. س”، الذي كان يتابع حالة ابنه مريض القلب بمستشفى مبرة مصر القديمة، بتحويله إلى مستشفى آخر، على الرغم من أنه كان يخضع لعلاج تحت إشراف طبيب مختص، وقد أُجريت له جميع الفحوصات الطبية اللازمة استعدادًا لإجراء عملية دقيقة في كهرباء القلب.

تحويل حالة المريض إلى مستشفى الناس بشبرا، جاء طبقا لمنظومة "قوائم الانتظار"، وهي المبادرة التي اطلقها رئيس الجمهورية في 2018، وذلك دون أي تفسير واضح، ليتساءل الأب بقلق: "لماذا يتم نقل ابني إلى مستشفى آخر رغم أنه كان يتلقى الرعاية في مستشفى حكومي، والطبيب المتابع لحالته على دراية كاملة بتفاصيل مرضه.

لم يؤد القرار لتغيير مكان العلاج فحسب، بل أدى إلى تأجيل العملية بالكامل، تاركًا الأب في حالة انهيار وهو يرى حلم شفاء ابنه يتأجل وسط دموعه.

الأمر دفع والد الطفل إلى تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الوزراء، مطالبًا بتوضيح الأسباب وراء نقل مريض من مستشفى حكومي إلى مستشفى آخر دون مبرر، أو حتى دون شكوى من التأخير أو طول الانتظار.

شكاوى من المرضى

وما زالت تتكرر بعض الشكاوى من المرضى وذويهم حول قرارات تحويل الإجراءات الطبية المطلوبة منهم من مستشفيات إلى أخرى، واصفين إياها بأنها غير مفهومة، مما يضاعف معاناتهم الصحية والنفسية. 

الحالة السابقة لم تكن الوحيدة، بل تكررت قبل أشهر مع مواطن من محافظة سوهاج، حيث كان يحتاج إلى تدخل جراحي في القلب.

وقال المريض، في حديثه لـ "تليجراف مصر"، إنه “على الرغم من أن الإجراء كان من المفترض أن يتم في معهد قلب سوهاج، فوجئ بقرار تحويله إلى مستشفى آخر”.

وأشار إلى انه بعد التواصل مع المسؤولين تم التدخل لاسترجاع الحالة المرضية في النهاية داخل المعهد، بعد أن عاش أيامًا من القلق والتخبط دون داعٍ.

مبادرة القضاء على قوائم الانتظار 

وتهدف مبادرة القضاء على قوائم الانتظار إلى تقليل عمليات الانتظار في جراحات "القلب، العظام، الرمد، الأورام، القساطر المخية، قسطرة القلب، المخ والأعصاب، زراعة الكلى، زراعة الكبد، زراعة القوقعة، القساطر الطرفية". 

وتتكون المبادرة من ثلاث مراحل هي، إدخال حالات المرضى من خلال المستشفيات او رقم 15300، أو التسجيل من خلال الموقع الإلكتروني، يتم توزيع الحالات من خلال غرفة قوائم الانتظار، وأخذ Back up من نظام التسجيل والعمل على تنقية البيانات وإدخالها على نظام المطالبات المالية.

ويتكون مشروع المبادرة من 4 وحدات "وحدة الميكنة – الغرفة المركزية – الجودة – وحدة الماليات".

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة الانتهاء من إجراء 2 مليون و606 آلاف و736 عملية جراحية، ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لإنهاء قوائم الانتظار ومنع تراكم قوائم جديدة في التدخلات الجراحية الحرجة التي تشملها المبادرة، وذلك منذ انطلاق المبادرة في شهر يوليو عام 2018، بتكلفة تخطت الـ 22.01 مليار جنيه.

الخط الساخن لقوائم الانتظار

من جانبه قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان الدكتور حسام عبدالغفار، إن الوزارة استقبلت 260 ألفاً و33 اتصالا من مرضى قوائم الانتظار، عبر الخط الساخن المخصص للمبادرة، منذ بداية المشروع وحتى 22 فبراير الجاري، مشيرا إلى أن الحالات التي تم متابعتها بداية من أول يوليو 2023 وحتى فبراير الجاري، بلغت 220 ألفاً و452 حالة. 

أضاف عبدالغفار في بيان رسمي، أن المبادرة تشمل مرضي التأمين الصحي والعلاج على نفقة الدولة، وتوزيع الحالات بعدء إصدار القرار حسب السعه الاستيعابية لكل مستشفى، وغلق الحالات من خلال المستشفيات وإعادة توزيع مره آخري من خلال النظام الجديد، مع متابعة توزيع الحالات من خلال غرفة المتابعة المركزية.