القاهرة ومدريد في الصدارة.. مدن كبرى تواجه جفافًا غير مسبوق

كشفت دراسة حديثة عن تغيرات مناخية جذرية طالت عددًا من المدن الكبرى حول العالم، حيث شهدت بعض المدن تحولًا مناخيًا من الرطوبة إلى الجفاف، بينما أصبحت أخرى أكثر رطوبة. 

ومن المفاجآت التي كشفها التقرير أن مصر وإسبانيا شهدتا تحولًا مناخيًا ملحوظًا نحو الجفاف، وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

نتائج الدراسة وأهدافها

أجرت الدراسة منظمة "ووتر إيد" الخيرية، ومقرها لندن، حيث قامت بتحليل بيانات هطول الأمطار ومعدلات التبخر في أكثر 100 مدينة من حيث عدد السكان على مدار 44 عامًا، بهدف فهم الاتجاهات المناخية العالمية.

وخلصت النتائج إلى أن 20% من أكبر المدن في العالم شهدت تحولات مناخية ملحوظة خلال العقود الأربعة الماضية، فيما تعرضت بعض المدن لتغيرات عنيفة نحو الجفاف وأخرى نحو الرطوبة في ظاهرة أطلق عليها العلماء "انقلاب المناخ".

التحول نحو مناخ أكثر جفافًا

أشارت الدراسة إلى أن عدة مدن كبرى كانت من بين الأكثر تأثرًا بانتقال مناخها من الرطوبة إلى الجفاف، حيث تصدرت كل من القاهرة ومدريد والرياض قائمة المدن التي شهدت هذا التحول الدراماتيكي.

وخلال العقود الماضية، تحولت القاهرة إلى مناخ جاف تمامًا، حيث باتت تشهد فترات طويلة من الجفاف، وهو ما يشكل تحديًا بيئيًا خطيرًا.

وفي أوروبا، لم تكن القاهرة وحدها، فقد أظهرت الدراسة أن العاصمة الإسبانية مدريد تعرضت لتحول مناخي هو الأكبر، حيث انتقلت من مناخ رطب إلى مناخ جاف بشكل متسارع.

قائمة المدن الأكثر تحولًا من الرطوبة إلى الجفاف: (القاهرة، مصر، مدريد، إسبانيا، الرياض، السعودية، هونج كونج، الصين، جدة، السعودية، ياوندي، الكاميرون، سان خوسيه، الولايات المتحدة، الخرطوم، السودان، نيو تايبيه، تايوان، برشلونة، إسبانيا).

ويبلغ إجمالي عدد السكان المتأثرين بهذه التحولات المناخية أكثر من 250 مليون شخص.

التحول من مناخ جاف إلى رطب

على الجانب الآخر، أظهرت الدراسة أن بعض المدن تحولت من مناخ جاف إلى مناخ أكثر رطوبة، وكان معظمها يقع في جنوب وجنوب شرق آسيا.

المدن الأكثر تحولًا من الجفاف إلى الرطوبة: ( لكناو، الهند، سورات، الهند، كانو، نيجيريا، أحمد آباد، الهند، بوجوتا، كولومبيا، لاهور، باكستان، فيصل آباد، باكستان، راولبندي، باكستان، جاكرتا، إندونيسيا، طهران، إيران).

أكثر المدن معاناة من تغير المناخ

كشفت الدراسة عن قائمة بأكثر المدن تضررًا من تداعيات تغير المناخ، حيث شهدت موجات جفاف وفيضانات متكررة، مما أدى إلى صعوبة التنبؤ بالكوارث المناخية المقبلة والاستعداد لها.

المدن الأكثر تأثرًا: ( هانجتشو، الصين، جاكرتا، إندونيسيا، دالاس، الولايات المتحدة، شنغهاي، الصين، بغداد، العراق، هيفاي، الصين، كانبرا، أستراليا، سورابايا، إندونيسيا، بانكوك، تايلاند، أديس أبابا، إثيوبيا).

دالاس في مواجهة موجات الحر والفيضانات

تعد دالاس واحدة من أكثر المدن تأثرًا بتغير المناخ، حيث شهدت موجات حر غير مسبوقة، كان أبرزها عام 2011 عندما تعرضت لموجة حر استمرت 40 يومًا متتالية بدرجات حرارة فوق 38 درجة مئوية.

ولم تقتصر المعاناة على الحر فقط، ففي عام 2022 شهدت دالاس فيضانات مفاجئة بسبب هطول الأمطار الغزيرة، مما تسبب في شلل تام في الطرق السريعة.

آسيا الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية

بحسب الدراسة، فإن آسيا شهدت أعنف التغيرات المناخية خلال الأربعين عامًا الماضية، حيث كانت 90% من المدن التي تشهد تحولات نحو الرطوبة و75% من المدن التي تعاني من الرطوبة الشديدة تقع في جنوب وجنوب شرق آسيا.

كما أن 80% من المدن التي انتقلت إلى مناخ أكثر رطوبة و50% من المدن التي تعاني من اضطرابات مناخية كبيرة تقع أيضًا في نفس المنطقة.

أوروبا تواجه خطر الجفاف المتكرر

رغم أن أوروبا لم تكن المنطقة الأكثر تضررًا، إلا أن بعض المدن الأوروبية بدأت تعاني من الجفاف المتكرر، ما قد يجعلها عرضة لاضطرابات مناخية خطيرة مستقبلاً.

وشهدت مدن كبرى مثل لندن، باريس، وبرلين انخفاضًا ملحوظًا في معدل هطول الأمطار، بينما كانت مدريد وبرشلونة من بين أكثر المدن تأثرًا بتزايد الجفاف خلال السنوات الأخيرة.

تحذيرات من المستقبل

حذر الباحثون من أن استمرار هذه الاتجاهات المناخية قد يؤدي إلى تغيرات غير مسبوقة في الأنظمة البيئية، ما يستدعي إجراءات فورية للحد من الانبعاثات الكربونية وتعزيز السياسات البيئية المستدامة.

وأكد التقرير أن المدن التي شهدت تحولات مناخية مطالبة باتخاذ تدابير عاجلة، من بينها تعزيز البنية التحتية لمواجهة الكوارث الطبيعية، وتحسين نظم إدارة المياه والطاقة، والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.