"ناجي" لم ينجُ.. راح ينقذ طفلة فأرداه قناص إسرائيلي

في قلب خان يونس بقطاع غزة تنبثق العديد من القصص التي تمنح العالم دروسًا لا تنتهي، ليس فقط لتعلم الصبر على محن الحياة والابتلاءات، وإنما أيضًا في الشهامة والمروءة حتى لو سينتهي الأمر بالموت، هذ ما حدث مع الشاب الفلسطيني -ناجي تايه- الذي استشهد وهو ينقذ طفلة.

الهلال الأحمر

القصة بدأت من عند الهلال الأحمر؛ حسب رواية ابن العم -محمود تايه- خلال حديثه لـ"تليجراف مصر"، كان ناجي جالسًا مع أهله عند المستشفى النازحين من بيوتهم، ومن ضمن مئات الإصابات الوافدة كانت طفلة وحيدة على باب الهلال الأحمر لم تجد من يسعفها.

لم يتحمل ناجي رؤية الصغيرة على باب الهلال الأحمر والدماء تسيل منها وهناك جروح متفرقة في أنحاء جسدها، فترك أبويه وقرر أن يقم بدور المسعف بنفسه وأن يساعد في إنقاذ الصغيرة.

استشهد وهو ينقذ طفلة

"قنصوه مجرد ما حملها".. القتل كان نصيب "تايه"، خلال محاولته إسعاف الصغيرة -بحسب وصف ابن العم- فبمجرد ما حملها وقبل أن يخطو بها أعتاب المستشفى مزقه رصاص الاحتلال الإسرائيلي.

"ناجي" وحيد والديه -لم ينجو-، فعلى الرغم من أنه كان مدنيا أعزل خرج من دياره ليحافظ على حياته وحياة أبويه، إلا أنه لم يسلم من غدر الاحتلال الإسرائيلي.

العالم سفيان تايه

جدير بالذكر أن ناجي تايه من أسرة العالم سفيان تايه رئيس الجامعة الإسلامية، والذي استشهد هو وعائلته في مجزرة منطقة الفالوجا في جباليا شمال قطاع غزة في ديسمبر الماضي.

كان في جَيب تايه المزيد من الإنجازات التي أوصلته لمناصب إدارية وأكاديمية، حيث صار رئيسًا لقسم الفيزياء، ومساعد نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، إلى أن أصبح رئيسًا للجامعة في أغسطس من عام 2023، ولكنه استشهد مع زوجته وأولاده بعد أشهر قليلة من توليه المنصب.