دراسة تكشف: الهواتف قبل النوم تسرق دقائق الراحة وتخفض جودة النوم

كشفت دراسة حديثة، نُشرت في JAMA Network Open، أن استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية قبل النوم لا يؤثر فقط على الأطفال والمراهقين، بل يشمل أيضًا البالغين على نطاق أوسع. 

وأجرى باحثون من الجمعية الأمريكية للسرطان تحليلًا لبيانات أكثر من 122 ألف مشارك في الولايات المتحدة وبورتوريكو، وركزوا على عادات النوم واستخدام الشاشات الإلكترونية، باستثناء التلفزيون، خلال الساعة التي تسبق النوم.

ووجدت الدراسة أن 41% من المشاركين يستخدمون الشاشات يوميًا قبل النوم، بينما أفاد 17% بعدم استخدامها إطلاقًا خلال هذه الفترة. وكشفت النتائج عن وجود ارتباط وثيق بين استخدام الشاشة قبل النوم وتراجع جودة النوم.

نوم أقل وتأخر في النوم

أوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين يستخدمون الشاشات يوميًا قبل النوم كانوا أكثر عرضة بنسبة 33% للإبلاغ عن سوء جودة النوم مقارنة بمن لا يستخدمونها. كما تبين أن هؤلاء الأفراد ينامون في وقت متأخر، مما يؤثر سلبًا على مدة نومهم.

وأشار الباحثون إلى أن مستخدمي الشاشات يوميًا ينامون أقل بمعدل 48 دقيقة أسبوعيًا مقارنة بغيرهم. 

ويُعزى ذلك إلى الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، والذي يعطل إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم، مما يؤدي إلى تقليل النعاس وزيادة اليقظة.

تأثير المحتوى وعادات النوم

لم يقتصر التأثير على ضوء الشاشة فقط، بل أكد الباحثون أن المحتوى الذي يتم تصفحه قبل النوم، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، قد يلعب دورًا في اضطرابات النوم.

وكان التأثير أكثر وضوحًا لدى الأشخاص الذين يسهرون ليلًا، أو ما يُعرف بـ"ذوي النمط الزمني المسائي"، حيث إنهم يميلون للنشاط في وقت متأخر من اليوم ويواجهون صعوبة في النوم مبكرًا بسبب التزاماتهم الاجتماعية أو المهنية.

ووجد الفريق البحثي أن الذين يستيقظون مبكرًا ويستخدمون الشاشات قبل النوم يذهبون إلى السرير متأخرين بمعدل 9.33 دقيقة في أيام العمل مقارنة بمن لا يستخدمونها. بينما تأخر نوم الساهرين بمعدل 15 دقيقة، وهي نتائج مماثلة حتى في أيام الراحة.