بلاغ كاذب يورط عامل توصيل.. وتحريات المباحث تفضح التشكيل العصابي

كشف محامٍ يُدعى أدهم العبودي عبر صفحته على "فيسبوك"، تفاصيل واقعة صادمة جرت أحداثها في محافظة أسيوط، كان ضحيتها شاب بسيط يعمل في خدمة توصيل الطلبات، كادت أن تدمر مستقبله بسبب بلاغ كاذب، قبل أن تنصفه النيابة العامة وتكشف الجناة الحقيقيين.

تبدأ القصة عندما توجّه الشاب في تمام الساعة 11 مساءً إلى شقة بالطابق الأرضي لتسليم طلب، وما إن طرق الباب حتى فتحت له سيدة بدا عليها التوتر، وحاولت تأخيره داخل الشقة. لاحظ الشاب حركة مريبة في دراجته البخارية المركونة أمام باب العمارة، فاستأذن بالخروج سريعًا.

وفور تحركه، فوجئ بخروج رجل من الشقة، وفي ذات اللحظة ارتفع صوت صراخ السيدة، مدعية أن الشاب حاول الاعتداء عليها وسرقة سلسلة ذهبية من عنقها، ما دفع الجيران إلى الإمساك به على الفور، ظنًّا منهم أنه الجاني.

الشاب في قبضة الشرطة

استُدعيت الشرطة إلى المكان، وتم اقتياد الشاب إلى قسم الشرطة، في حالة من الصدمة والذهول، حيث حاول الدفاع عن نفسه مؤكدًا أن دراجته اختفت من مكانها، وهو ما أثار الشكوك، خاصةً في ظل ادعاءات الزوجين بأنه كان بصدد تنفيذ جريمة.

والد الشاب، الذي علم بالواقعة، قرر مقابلته صباحًا أثناء عرضه على النيابة، ليبدأ فصل جديد في القضية يكشف الحقيقة كاملة.

تضارب في الأقوال يكشف خيوط الجريمة

أثناء التحقيق، استمعت النيابة لأقوال الزوجين، اللذين أصرّا على اتهام الشاب بمحاولة السرقة والاعتداء. في المقابل، أوضح الشهود من الجيران أنهم لم يشاهدوا أي محاولة اعتداء، بل سمعوا فقط صراخ السيدة.

وبمراجعة هوية الشاب تبين أنه ليس له سوابق، وسجله الجنائي نظيف تمامًا، كما أن الشركة التي يعمل لديها أكدت أنه أحد موظفيها الموثوقين.

التحريات تُسقط القناع عن التشكيل العصابي

بدأت الشكوك تساور فريق التحقيق، خاصة مع تضارب أقوال الزوجين والدافع غير المنطقي للجريمة المزعومة، لتكشف التحريات لاحقًا أن الزوج لديه سوابق في قضايا سرقة، وأن الشاب كان شاهدًا بالصدفة على سرقة دراجته البخارية، فقررا تلفيق تهمة له لإبعاده عن المشهد.

أكدت التحريات أن الزوج والزوجة جزء من تشكيل عصابي متخصص في سرقة الدراجات البخارية، وأن الشاب وقع ضحية لمحاولة تغطية على إحدى جرائمهم.

النيابة تُنصف المظلوم.. وضبط المتهمين

قررت النيابة العامة إخلاء سبيل الشاب بعد ثبوت براءته، بينما تم القبض على الزوجين وثلاثة آخرين ثبت تورطهم في وقائع مشابهة، وعُثر داخل أحد المخازن على عدد كبير من الدراجات البخارية المسروقة، من بينها دراجة الشاب المجني عليه.