للعام الثاني تواليا.. مصر تنهي معركة الحصبة بشهادة دولية

تواصل وزارة الصحة والسكان تنفيذ البرنامج الموسع للتطعيمات، والذي يهدف إلى الحفاظ على مصر خالية من الأمراض المعدية المستهدفة بالتطعيم، وتقليل معدلات الوفيات المرتبطة بها، وتعزيز مستويات الحماية الصحية للمواطنين.

وحققت الوزارة 3 نجاحات طبية كبرى خلال السنوات الماضية، إذ أعلنت منظمة الصحة العالمية نجاح مصر في القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي “سي”، والحصبة، والحصبة الألمانية، ضمن جهودها لمكافحة الأمراض المعدية والأمراض المتوطنة.

أعلنت منظمة الصحة العالمية، للعام الثاني على التوالي، خلو مصر من الحصبة والحصبة الألمانية ومتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية.

عقب إطلاق حملة "100 مليون صحة" في عام 2018، والتي استمرت لمدة 7 أشهر وشملت جميع محافظات الجمهورية، منحتها "الشهادة الذهبية"، تقديرًا لنجاحها في القضاء على الفيروس الذي كان يعد ثالث أكبر سبب للوفيات في البلاد.

علاج بتكلفة منخفضة

وذكرت المنظمة أن تكلفة علاج مريض فيروس "سي" في مصر بلغت نحو 58 دولارًا فقط، مقارنة بـ900 دولار في البلدان منخفضة الدخل، وما يقارب 100 ألف دولار في الدول الغنية، مما يعكس إنجازًا اقتصاديًا وصحيًا بارزًا.

قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن مصر كانت قبل أقل من عشر سنوات تسجل أعلى معدلات إصابة بفيروس “سي”، في العالم، لكنها أصبحت اليوم من الدول صاحبة أدنى معدلات الإصابة عالميًا.

أوضح أن الفيروس، الذي لا يتوفر له تطعيم حتى الآن، يمكن علاجه خلال فترة تتراوح بين 8 و12 أسبوعًا، مشيرًا إلى أن نحو 80% من المصابين عالميًا يظلون دون تشخيص، و90% منهم بلا علاج.

أكد الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة لمبادرات الصحة العامة، أن مصر تمكنت من إجراء فحوصات لأكثر من 60 مليون شخص، وعلاج أكثر من 4.1 مليون مريض مجانًا ضمن الحملة الشاملة التي غطت جميع شرائح المجتمع، مع إعطاء أولوية للفئات الأشد فقرًا.

أضاف حساني، في تصريحات سابقة لـ"تليجراف مصر"، أن معدلات الإصابة بفيروس "سي" في مصر بلغت عام 2015 نحو 7% بين السكان البالغين، حيث كان أكثر من واحد من كل خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 50 و59 عامًا مصابًا بالفيروس.

أشار مساعد وزير الصحة، إلى أن هذه النسب المرتفعة كانت تتسبب في خفض متوسط الإنتاجية بنسبة 7.5%، وانخفاض سنوي يقدر بـ1.5% في إجمالي الناتج المحلي.

أوضح مساعد وزير الصحة أن حملة القضاء على الفيروس حظيت بدعم من البنك الدولي بقيمة 250 مليون دولار، ضمن مشروع تطوير نظام الرعاية الصحية الذي بلغت تكلفته الإجمالية نحو 530 مليون دولار.

أشار إلى أن الحملة وفرت أكثر من 6000 موقع فحص ثابت، و8000 فريق طبي متنقل، و1079 سيارة طبية للوصول إلى المناطق الريفية والنائية، التي تضم نحو 57% من سكان مصر.