الأربعاء، 30 أبريل 2025

12:22 م

ترامب يلوح بالانسحاب من محادثات كييف وموسكو.. هل يفقد صبره؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي وبينهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي وبينهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

دنيا مهران

A .A

تبادلت موسكو وكييف، اليوم، الاتهامات بعرقلة المفاوضات حول وقف مؤقت للهجمات على الأهداف المدنية، في وقتٍ تتصاعد فيه الضغوط الدولية على الطرفين مع تحولٍ لافت في سياسة واشنطن بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ترامب يفقد صبره

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "يفقد صبره" من تباطؤ التقدم في جهود السلام، مهددًا الكامل من الوساطة الأمريكية، ما لم تُحرز نتائج ملموسة.

ويأتي هذا التحذير بعد تحول إدارة ترامب إلى موقف أكثر تقاربًا مع الرؤية الروسية، لا سيما في مسألة تحييد أوكرانيا عسكريًا، وفقًا لما نقلته “رويترز”.

بوتين يعلن هدنة أحادية

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق، عن هدنة أحادية الجانب لمدة يوم واحد بمناسبة عيد الفصح، رفضتها أوكرانيا بوصفها "مجرد حيلة علاقات عامة".

وردت كييف بالدعوة إلى وقف شامل للهجمات على البنية التحتية المدنية لمدة 30 يومًا، فيما أبدى بوتين استعداده لمناقشة الفكرة وعقد لقاء ثنائي مع زيلينسكي لأول مرة منذ ثلاث سنوات.

العقبات القانونية تعيق المحادثات

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا منفتحة على الحوار، لكن أوكرانيا "بحاجة إلى إزالة العقبات القانونية" للسماح ببدء محادثات مباشرة.

وأشار بيسكوف إلى مرسوم سابق وقّعه زيلينسكي يمنع التفاوض مع بوتين شخصيًا، وهو ما تعتبره موسكو حاجزًا أمام أي حوار سياسي جاد.

وفي مقابلة مع قناة "إكس"، شدد الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي على أن بلاده لم تُغلق الباب أمام الحوار، قائلًا: "اقتراحنا بوقف الهجمات على البنية التحتية المدنية لا يزال مطروحًا، ما نحتاجه هو استعداد حقيقي من روسيا".

اجتماع مرتقب بلندن

ومن المقرر أن يعقد مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وأوكرانيون اجتماعًا في لندن، غدًَا، على أن يكون وقف إطلاق النار غير المشروط أحد أبرز الملفات المطروحة للنقاش.

ورغم أن محادثات مباشرة بين كييف وموسكو لم تُعقد منذ السنة الأولى للحرب، إلا أن الطرفين شاركا مؤخرًا في مشاورات غير مباشرة بالسعودية ناقشت ملف استهداف البنية التحتية للطاقة.

منشآت ذات استخدام مزدوج

وفي رده على المطالب الأوكرانية، قال بيسكوف إن مسألة استهداف البنية التحتية "معقدة"، مشددًا على أن بعض المنشآت المدنية يمكن اعتبارها "أهدافًا عسكرية مشروعة" إذا تم استخدامها من قبل "مقاتلين أعداء"، حسب تعبيره.

ولا تزال مدينة سومي تترنح تحت وقع هجوم صاروخي روسي دمّر قلب المدينة، وأسفر عن مقتل 35 مدنيًا على الأقل، وفق بيانات أوكرانية، بينهم أطفال.

وزعمت موسكو أن الضربة استهدفت اجتماعًا لقيادة عسكرية أوكرانية، لكن كييف اعتبرت القصف استهدافًا متعمّدًا للمدنيين.

إنهاء الحرب بشروط موسكو

ورغم وعود ترامب المستمرة بـ"إنهاء الحرب سريعًا"، تقول مصادر دبلوماسية إن إدارته تُبدي تفهمًا لمطالب روسيا بشأن منع انضمام أوكرانيا إلى تحالفات غربية، وتطالب كييف بتنازلات سياسية وجغرافية مقابل وقف العمليات.

وترى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن هذه المطالب "تعادل الاستسلام"، وتُقوّض قدرة أوكرانيا على حماية نفسها في المستقبل، محذرين من شرعنة الهيمنة الروسية على الأراضي التي تم الاستيلاء عليها منذ عام 2022.

search