مظاهرة بـ"عيون وقحة".. لماذا غض “إخوان الاحتلال” الطرف عن جرائم إسرائيل؟

تظاهرة جماعة الإخوان الإرهابية أمام سفارة مصر في تل أبيب
في واقعة مثيرة للدهشة، نظمت ما تُسمى "الحركة الإسلامية"، جناح جماعة الإخوان في الداخل الفلسطيني المحتل، تظاهرة أمام السفارة المصرية لدى تل أبيب، طالبت خلالها بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأثارت الخطوة، انتقادات واسعة، خاصة أن التظاهرة تجنبت عمدًا أي احتجاج أمام المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية الإسرائيلية التي تشن عدوانًا مستمرًا على القطاع منذ أكثر من 22 شهرًا، وتمنع دخول المساعدات لغزة.
ويقود هذه التظاهرات، كل من؛ رئيس "الحركة الإسلامية" كمال الخطيب، ونائبه رائد صلاح، المعروفين بانتمائهما لجماعة الإخوان.
والغريب أن الحركة لم تُسجل طوال 22 شهرًا من العدوان الإسرائيلي على غزة أي موقف أو كلمة تنديد واحدة تجاه الاحتلال، ما يطرح تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لتحركاتها.
دعوات للتظاهر ضد مصر.. وتجاهل الاحتلال
امتدت الحملة الإخوانية إلى الخارج، حيث دعت حركة حماس والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان إلى التظاهر أمام السفارات المصرية في عدة دول، وتجاهلت تمامًا الدعوة للاحتجاج أمام السفارات الإسرائيلية أو الأمريكية.
كما لم تُسجل أي دعوة للتظاهر أمام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو وزارة الدفاع الإسرائيلية أو الكنيست، ما يؤكد محاولة التضليل والتشويش على الدور الحقيقي الذي تقوم به مصر، وتحميلها زيفًا مسؤولية العدوان على غزة، في حين أن المحتل هو الطرف الأساسي في الحصار والعدوان، بالإضافة إلى رفع بعض المتظاهرين للعلم الإسرائيلي.
الحركة الإسلامية وقادتها
تأسست "الحركة الإسلامية" في الداخل الفلسطيني عام 1971 على يد الشيخ عبدالله نمر درويش، مستهدفة بالأساس فلسطينيي الداخل الحاملين للجنسية الإسرائيلية.
وقد تأثرت الحركة، فكريًا وتنظيميًا بجماعة الإخوان المسلمين، ما جعلها تتبنى توجهًا إسلاميًا واضحًا في خطابها ونشاطها السياسي والاجتماعي، وفق إذاعة مونت كارلو الدولية.
ومع مرور الوقت، انقسمت الحركة إلى جناحين رئيسيين: الأول بقيادة الشيخ رائد صلاح، الذي رفض المشاركة في الكنيست الإسرائيلي التزامًا بموقف مبدئي من التعامل مع مؤسسات الدولة العبرية، والثاني بقيادة منصور عباس، الذي خالف هذا النهج وشارك في الحياة السياسية الإسرائيلية، حتى وصل إلى الانضمام إلى حكومة نفتالي بينيت، ما كشف عن التباينات العميقة داخل الحركة.
وتعود جذور التوجه الإسلامي لعبدالله نمر درويش إلى ما بعد حرب عام 1967، حين التحق بالمعهد الإسلامي في نابلس، على غرار العديد من أبناء المناطق الفلسطينية داخل الخط الأخضر الذين درسوا في مؤسسات دينية مثل كلية الشريعة في نابلس والجامعة الإسلامية في غزة.
بعد تخرجه، بدأ درويش نشاطه الدعوي كخطيب وواعظ في المساجد، متأثرًا بأفكار الإخوان المسلمين، وبأعلام النهضة الإسلامية مثل جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، والشيخ عمر التلمساني.
وشرع في نشر كتيبات صغيرة تعكس رؤيته الفكرية، كان يوزعها على سكان القرى العربية، داعيًا إلى العودة للإسلام بوصفه منهجًا شاملاً للحياة يشمل العقيدة والشريعة والنظام الاجتماعي.
تاريخ من التحريض والعلاقات الإسرائيلية
ويرتبط قادة "الحركة الإسلامية" الحاليون بسجل من التناقضات والعلاقات المعقدة مع السلطات الإسرائيلية، ففي عام 2007، فرضت سلطات الاحتلال قيودًا على رائد صلاح، ومنعه من الاقتراب من المسجد الأقصى لمسافة تقل عن 150 مترًا، كما تم منعه في 2014 من دخول القدس والسفر خارج إسرائيل لمدة ستة أشهر، وفق صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
أما كمال الخطيب، فيحمل الجنسية الإسرائيلية وجواز سفر إسرائيلي، ويُتهم بالتورط في صفقات مشبوهة لبيع أراضٍ فلسطينية تحت ستار "التعايش السلمي".
وقد سبق اعتقال الخطيب، في 14 مايو، في بلدة كفر كنا، ما أثار اشتباكات واسعة، قبل أن يُفرج عنه بشروط مشددة تمنعه من إلقاء الخطب أو الظهور الإعلامي.
صحيفة هاآرتس تحتفي بالتظاهرات
وفي موقف لافت يثير السخرية، احتفت صحيفة هآرتس وعدد من الصحف الإسرائيلية الأخرى، بتظاهرات "الحركة الإسلامية" أمام السفارة المصرية في تل أبيب، التي طالبت بفتح معبر رفح ووقف ما وصفوه بـ"الحصار المصري"، في محاولة مكشوفة لتشويه الدور المصري الذي لطالما دافع عن القضية الفلسطينية ودعم حقوق الفلسطينيين في بناء دولتهم.
وتكشف التظاهرات التي تنظمها "الحركة الإسلامية" أمام السفارة المصرية في تل أبيب، تجاهل تام للمسؤولين والمؤسسات الإسرائيلية، عن نهج تضليلي واضح يهدف إلى تشويه الجهود المصرية في دعم غزة، وتبرئة الاحتلال من مسؤوليته عن العدوان.
وتؤكد هذه التحركات أن أولويات بعض الجهات المحسوبة على الإخوان ليست الدفاع عن الفلسطينيين، بل تصفية حسابات سياسية مع الدول العربية، وفي مقدمتها مصر.
الدور المصري: دعم إنساني ودبلوماسي راسخ
في المقابل، تقود الدولة المصرية، جهودًا دبلوماسية وإنسانية حثيثة لإنهاء العدوان على غزة، وتوفير الدعم الإغاثي والطبي لسكان القطاع، ونجحت القاهرة، في يناير الماضي، عبر وساطتها النشطة، في التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة، شملت تبادلًا للأسرى والرهائن، وشكلت محطة مهمة لوقف إطلاق النار.
كما تستضيف مصر، مؤتمرات ومفاوضات إقليمية ودولية لبحث سبل وقف التصعيد، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية بشكل يومي إلى القطاع، وتوفير الدعم الطبي للجرحى.

الأكثر قراءة
-
بسبب مشاجرة.. القبض على البلوجر "أم مكة" في أكتوبر
-
موعد لجنة التسعير المقبل 2025.. هل ترفع الحكومة أسعار الوقود مجددًا؟
-
تحذيرات الأب ومكالمة تليفون.. التحريات تكشف كواليس جريمة "فتاة الشرقية"
-
قبل الصمت الانتخابي.. عمر الأصمعي يوحّد صفوف سوهاج ويقترب من قبة الشيوخ
-
ظهور إخواني مفاجئ.. من هم أئمة تل أبيب؟
-
"خمسة وراجع لك".. بائع طُرح يفقد ملامحه على يد "ديلر" بعين شمس
-
"وفاة شاب وانفجار مروع ".. ماذا حدث ليلًا في حفل محمد رمضان؟
-
هياكل غامضة تشعل جدل أتلانتس من جديد.. هل عُثر على المدينة المفقودة؟

أخبار ذات صلة
بتحريض من الإخوان.. محاولة اقتحام محدودة للسفارة المصرية بكندا (فيديو)
01 أغسطس 2025 02:28 م
بسبب منشور لطالبة فلسطينية.. فرنسا تعلق استقبال أهالي غزة
01 أغسطس 2025 02:02 م
من باريس إلى برلين.. صدمة الرسوم الجمركية تهز أوروبا
01 أغسطس 2025 01:49 م
أمريكا تفرض رسوما جمركية بنسبة 15% على واردات إسرائيل.. وتل أبيب تبدي خيبة أمل
01 أغسطس 2025 12:14 م
المبعوث الأمريكي يزور رفح لبحث آليات توزيع المساعدات في غزة
01 أغسطس 2025 11:54 ص
تبرعات ماسك لترامب... محاولات تهدئة أم لعبة سياسية؟
01 أغسطس 2025 11:02 ص
"بلومبرج": الهند تصدم واشنطن برفض مقاتلات "إف-35"
01 أغسطس 2025 10:35 ص
3 خيارات على طاولة نتنياهو.. هل تختار إسرائيل طريق السلام أم الحرب؟
01 أغسطس 2025 10:17 ص
أكثر الكلمات انتشاراً