الجمعة، 19 ديسمبر 2025

04:11 ص

جدل سياسي حول لوحات ترامب الساخرة.. هل تشوّه فهم الرؤساء السابقين؟

لوحات الرؤساء على ممشى المشاهير الرئاسي

لوحات الرؤساء على ممشى المشاهير الرئاسي

أثارت اللوحات الجديدة المعلقة على ممشى المشاهير الرئاسي الذي أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجدل لما فيها من إهانة وسخرية من رؤساء الولايات المتحدة السابقين، من بينهم جو بايدن وباراك أوباما.

وأحدثت تلك اللوحات انقسامًا ثقافيًا وسياسيًا واسعًا، فبينما يدافع المؤيدون عنها باعتبارها انتقادات صريحة تتحدى الروايات السائدة، يحذر المنتقدون من آثارها الضارة على هيبة الرئاسة والوحدة الوطنية.

ترامب يسخر من الرؤساء السابقين على الممشى الرئاسي

ووضع ترامب اللوحات الحزبية على صور جميع القادة الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية، بمن فيهم هو نفسه، على "ممشى المشاهير الرئاسي" في البيت الأبيض، واصفًا جو بايدن بأنه "نعسان"، وباراك أوباما بأنه "مثير للانقسام"، ورونالد ريجان بأنه من معجبي ترامب الشباب، وفقًا لتقرير موقع “CBC”.

وأشار التقرير إلى أن هذه الإضافات التي ظهرت للمرة الأولى أمس، تمثل أحدث محاولة من ترامب لإعادة تشكيل البيت الأبيض على صورته الخاصة، في حين يتجاهل البروتوكولات المتعلقة بكيفية تعامل الرؤساء مع أسلافهم، ويضاعف من عزمه على إعادة تشكيل كيفية سرد تاريخ الولايات المتحدة.

ماذا قال المؤرخون والسياسيون عن لوحات ترامب؟

أعرب المؤرخون عن قلقهم من أن مثل هذه السخرية العلنية قد تُبسط الشخصيات التاريخية المعقدة إلى مجرد صور كاريكاتورية، مما يُهدد بتشويه الفهم العام.

وأشارت المؤرخة المتخصصة في تاريخ الرئاسة، الدكتورة إميلي كارتر، إلى أن التاريخ مليء بالتفاصيل الدقيقة، وبينما يُعد النقد ضروريًا، فإن اختزال الرؤساء إلى مجرد سخرية يُقوّض فرصة التأمل الجاد.

تعميق الانقسامات الحزبية

ويحذر خبراء سياسيون من أن هذا النهج قد يُعمق الانقسامات الحزبية، وفقًا لما أوضحه عالم السياسة الدكتور مايكل جينز، قائلًا: “عندما يسخر الرؤساء السابقون علنًا من أسلافهم، فإن ذلك قد يُعمّق النزعة القبلية السياسية ويُصعّب التعاون بين الحزبين”، مضيفًا: "احترام المنصب أمر بالغ الأهمية لسير الديمقراطية".

التأثير على الرأي العام والمعايير السياسية

ووفقًا لصحيفة “بروكسل مورنينج”، قد يكون لهذه المبادرة آثار طويلة الأمد على نظرة الأمريكيين لقادتهم وتقاليدهم السياسية، فربما تعتاد الأجيال الشابة على النظر إلى السياسة من منظور السخرية والهجمات الشخصية، بدلاً من السياسات والحكمة السياسية.

بالإضافة إلى ذلك، قد يُسهم هذا التحول في زيادة تشكك الناخبين وعزوفهم عن المشاركة في العمليات السياسية.

إضعاف معايير السلوك

علاوة على ذلك، فإن تطبيع مثل هذه التصرفات قد يُضعف معايير السلوك المقبول لدى المسؤولين الحكوميين والرؤساء السابقين، وقد يشجع هذا التغيير المسؤولين المستقبليين على الانخراط في تسييس الخلافات السياسية، مما يزيد من تآكل معايير الاحترام المتبادل.

ماذا تتضمن اللوحة التعريفية لمعرض ترامب؟

تخبر لوحة تعريفية المارة أن المعرض تم تصميمه وبناؤه وتدشينه من قبل الرئيس دونالد جيه ترامب، وتتضمن الأوصاف لغته الرنانة المعهودة واستخدامه العشوائي للأحرف الكبيرة، كما أنها تسلط الضوء على علاقاته المتوترة مع أسلافه في الفترة الأخيرة.

كيف سردت اللوحات قصة الرؤساء السابقين؟

جو بايدن

اختار ترامب قلمًا آليًا، في إشارة إلى سخريته من سن بايدن وتأكيداته بأنه غير كفؤ للمنصب، إذ قدمه على أنه "جو النعسان" و"أسوأ رئيس في التاريخ الأمريكي على الإطلاق".

وتنتقد اللوحتان بايدن بشدة بسبب التضخم وسياساته المتعلقة بالطاقة والهجرة، من بين أمور أخرى، علمًا أنه لم يصدر عن مكتب بايدن في البيت الأبيض بعد مغادرته منصبه أي تعليق على لوحته التذكارية.

اللوحتان التي وصفا جو بايدن

باراك أوباما

وصف ترامب الرئيس الرابع والأربعين بأنه منظم مجتمعي وعضو مجلس الشيوخ لفترة واحدة عن ولاية إلينوي، وواحد من أكثر الشخصيات السياسية إثارة للانقسام في التاريخ الأمريكي.

وتصف اللوحة الإنجاز المحلي الأبرز لأوباما بأنه قانون الرعاية الصحية غير الميسور التكلفة الذي لم يحقق النتائج المرجوة.

ترامب والرئيسين السابقين باراك أوباما وجورج دبليو بوش، مع لوحات نصية أسفلها

جورج دبليو بوش

جاء في وصف صورة بوش أنه أشعل حروبًا في أفغانستان والعراق، وكلاهما ما كان ينبغي أن يحدث.

ويذكر أن بوش، الذي لم يتحدث إلى ترامب عندما التقيا آخر مرة في جنازة الرئيس السابق جيمي كارتر، قد حصل على الموافقة لإنشاء وزارة الأمن الداخلي وقيادة الأمة بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر 2001.

بيل كلينتون

تشير لوحة الرئيس الثاني والأربعين، بيل كلينتون، الذي كان يومًا ما صديقًا لترامب ويحظى بإشادة خافتة فيما يتعلق بالتشريعات، إلى أنه حقق تلك الإنجازات بفضل الكونغرس الجمهوري وبمساعدة "الطفرة التكنولوجية" في التسعينيات.

وتنتهي لوحته بالعبارة التالية: "في عام 2016، خسرت هيلاري، زوجة الرئيس كلينتون، منصب الرئاسة أمام الرئيس دونالد جيه ترامب!"

دونالد ترامب

أما بالنسبة للوحاته، فكلتاهما مليئة بالثناء والعبارات المبالغ فيها، حيث وصف نفسه بأنه “أعظم اقتصاد في تاريخ العالم”، كما وصف فوزه في انتخابات المجمع الانتخابي عام 2016 بنتيجة 304-227 بأنه "فوز ساحق".

كما تشير اللوحة التذكارية لولاية ترامب الثانية إلى فوزه بالتصويت الشعبي، وهو أمر لم يحققه في عام 2016، وتختتم بعبارة: "الأفضل لم يأت بعد".

لوحات الرئيس دونالد ترامب

وفي الوقت نفسه، تفترض اللوحة التمهيدية أن إضافة ترامب ستصبح جزءًا لا يتجزأ من البيت الأبيض بمجرد أن يتخلى عن منصبه، وأن ممشى المشاهير الرئاسي سيبقى شاهدًا وتكريمًا لعظمة أمريكا.

اقرأ أيضًا:

ترامب يصنف النظام الفنزويلي "منظمة إرهابية" ويفرض حصارا بحريا شاملا

مدمن كحول ومستخدم كيتامين، ماذا قالت سوزي وايلز عن ترامب وإيلون ماسك؟

ترامب "يشمت" بمقتل المخرج روب راينر، ما السبب؟

search