بعد انقطاع الكهرباء.. كيف عاشت أوروبا "الليلة السوداء"؟

ليلة مظلمة في إسبانيا
في يوم استثنائي وغير مسبوق، عاش سكان إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا يوما كاملا من الشلل التام، بعد انقطاع مفاجئ وكامل للتيار الكهربائي ومصادر الطاقة، قبل أن يتحول الليل إلى ظلام دامس.
الحادثة التي وصفت بالأكبر من نوعها في العقد الأخير، أعادت الحياة في هذه المناطق إلى نمط بدائي وسط حالة من الذهول والارتباك والفوضى.
شلل في وسائل النقل العامة واختناق مروري واسع النطاق
بدأت آثار الانقطاع تظهر سريعًا مع توقف تام في وسائل النقل العامة. تعطلت خطوط المترو والقطارات والحافلات في كبرى المدن مثل مدريد وبرشلونة ولشبونة ومرسيليا، ما أدى إلى تكدس الآلاف في الشوارع ومحطات النقل، حيث حاول الجميع العودة إلى المنازل بأي وسيلة ممكنة.

في ظل غياب وسائل النقل الرسمية، لجأ العديد من المواطنين إلى طلب خدمات النقل الخاصة، حيث عُرضت مبالغ مالية وصلت إلى 30 يورو لتوصيلة واحدة، في مشهد يعكس عمق الأزمة وسرعة تأثيرها على الحياة اليومية.
لم تقتصر الأزمة على وسائل النقل العامة، بل طالت أيضًا السيارات الخاصة، لا سيما الكهربائية منها، والتي وجدت نفسها بلا مصدر للطاقة مع توقف محطات الشحن الكهربائي.

كما أغلقت محطات الوقود أبوابها بعد تعطل المضخات، ما أدى إلى شلل مروري شبه كامل في المدن والضواحي، وظهور شوارع مهجورة في العواصم المزدحمة عادة.
عودة لأساليب الطهي التقليدية ومطاعم الفحم تنقذ الموقف
مع تعطل الطاقة، توقفت المطاعم والمحال التجارية التي تعتمد على الكهرباء في الطهي والتبريد، ما أثار حالة من الذعر في صفوف السكان، خصوصًا مع نفاد المواد الغذائية الطازجة.
وفي ظل هذا الانهيار، برزت مطاعم السمك المشوي التقليدية في لشبونة كمنقذ غير متوقع، حيث تمكنت من الاستمرار في تقديم الطعام بفضل استخدامها للفحم بدلاً من الكهرباء.
كما لجأ الكثير من السكان إلى الشواء على الفحم في شرفاتهم أو حدائقهم، في مشهد يذكّر بعصور ما قبل الكهرباء.

وأمام تصاعد الأزمة، أعلن الصليب الأحمر حالة الطوارئ، وأطلق حملات إغاثة عاجلة لتوزيع الطعام والمياه في محطات القطارات والساحات العامة، خاصة في المناطق التي تعذّر على سكانها الوصول إلى منازلهم أو الحصول على احتياجاتهم الأساسية.
المساعدات شملت أيضًا كبار السن والعائلات التي تقطعت بها السُبل في الشوارع أو داخل مراكز التسوق، فيما أقيمت نقاط إسعاف ميدانية لمواجهة أي طارئ صحي قد ينجم عن الانقطاع المفاجئ.
شموع وأوراق لعب ومصابيح يدوية
مع نفاد بطاريات الهواتف المحمولة وانقطاع الإنترنت، واجه السكان انقطاعًا غير مسبوق عن العالم الرقمي، ما دفعهم إلى اللجوء لوسائل ترفيه قديمة.
تجمّع الناس في المقاهي والحانات للعب الورق وقضاء الوقت على ضوء الشموع، وانتشرت مشاهد تعكس حنينًا غير متوقع إلى عصور ما قبل التكنولوجيا.

في رد فعل سريع، شهدت المتاجر ازدحامًا كبيرًا مع توافد المواطنين بحثًا عن بدائل للإنارة، مثل البطاريات، الكشافات، والشموع.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لطوابير طويلة أمام المتاجر، وظهرت فيها الأرفف شبه فارغة، في مشهد يعكس الاستعداد الفطري للبقاء في ظل الأزمات.

الخدمات المصرفية خارج الخدمة
أثّر الانقطاع أيضًا على النظام المصرفي، حيث توقفت أجهزة الصراف الآلي وتعطلت أنظمة الدفع الإلكتروني، ما دفع الآلاف إلى التوجه نحو فروع البنوك لسحب الأموال نقداً، والعاصمة البرتغالية لشبونة شهدت طوابير طويلة أمام البنوك، وسط قلق متزايد من نقص السيولة.

استجابة للوضع، أعلنت السلطات الأمنية في إسبانيا والبرتغال حالة الاستنفار، وانتشرت وحدات الشرطة في مختلف المدن لتأمين المنشآت الحيوية ومراقبة الأوضاع العامة.
وتم تسجيل بعض محاولات النهب الطفيفة، إلا أن الانتشار السريع لقوات الأمن ساعد في ضبط الأمور ومنع تفاقم الفوضى.
العودة التدريجية للكهرباء
مع دخول ساعات المساء، أعلنت الحكومتان الإسبانية والبرتغالية بدء عودة التيار الكهربائي تدريجيًا في عدد من المناطق، في حين بقيت مناطق ريفية وأحياء في المدن الكبرى تعاني من انقطاع تام حتى وقت متأخر.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لا تزال الأسباب الفنية وراء الانقطاع قيد التحقيق، وسط تساؤلات متزايدة عن مدى هشاشة البنية التحتية للطاقة في أوروبا.
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
هجوم أوبسالا يُجدد أحزان السويد.. تفجيرات ستوكهولم الأبرز
29 أبريل 2025 11:20 م
صدمته دراجة نارية.. نتنياهو ينجو من حادث سير في القدس
29 أبريل 2025 08:25 م
اجتماع موسّع لاحتواء تبعات أحداث جرمانا في سوريا
29 أبريل 2025 08:42 م
سموتريتش: إسرائيل لن توقف الحرب قبل تقسيم سوريا وتهجير آلاف الغزاويين
29 أبريل 2025 08:17 م
أكثر الكلمات انتشاراً