ذكرى ميلاد فردوس محمد.. قصة زواج مؤقت ظل 15 عاما

تُعتبر الفنانة الراحلة فردوس محمد، واحدة من أيقونات السينما المصرية، التي عُرفت بتجسيد دور الأم الطيبة الحنونة على مدار مشوارها الفني. 

في مثل هذا اليوم الموافق 5 من مايو، نحتفل بذكرى ميلاد، الفنانة فردوس محمد، التي تظل أدوارها علامة بارزة في تاريخ السينما، لكن حياتها الشخصية كانت أيضًا مليئة بالتفاصيل الغريبة، وأبرزها قصة زواجها.

ذكرى ميلاد فردوس محمد

ولدت الفنانة فردوس محمد في 5 مايو لعام 1906، وقد شاءت الأقدار أن تبدأ حياتها في ظل قسوة اليُتم، حيث فقدت والديها وهي لا تزال طفلة صغيرة، لتنشأ في كنف أسرة صديقة لوالدتها.

على الرغم من صعوبة الحياة في بداياتها، فإن فردوس كانت تمتلك روحًا قوية وقلبًا حنونًا، مما مكنها من تحويل آلامها إلى طاقة من الحب والدفء، وهو ما تجلى في كل شخصية قدمتها على الشاشة.

مسيرتها الفنية

بدأت مشوارها الفني من المسرح، حيث قدمت أول عمل مسرحي لها في عام 1927، وهو مسرحية "إحسان بك" مع فرقة أولاد عكاشة، التي أصبحت واحدة من أعضائها. 

كما تعاونت مع فرق إسماعيل ياسين وعبدالعزيز خليل ورمسيس وفاطمة رشدي، وبدأت مسيرتها في السينما منذ منتصف الثلاثينات، لتواصل رحلتها الفنية المميزة.

أبرز أعمال فردوس محمد

قدمت الفنانة فردوس محمد، حوالي 129 فيلمًا، حيث تجسدت شخصية الأم في أكثر من 100 فيلم، وكانت أمًا للعديد من نجوم السينما. 

فقد أدت دور الأم لعبدالحليم حافظ، وفاتن حمامة، وفريد شوقي، وعمر الشريف، وغيرهم من النجوم البارزين. ومن أبرز أفلامها: "بياعة التفاح"، "سفير جهنم"، "سيدة القطار"، "صراع في الميناء"، "إحنا التلامذة"، "حكاية حب"، "الطريق المسدود"، "سيدة القصر"، "رد قلبي"، "أين عمري"، "شباب امرأة"، "ابن النيل"، "أبو حلموس"، "سلامة في خير"، "عفريتة إسماعيل ياسين"، و"غزل البنات".

من أبرز أعمال فردوس محمد: "عنتر بن شداد"، "طاقية الإخفاء"، "سفير جهنم"، و"الأفوكاتو مديحة".

زيجات فردوس محمد

تزوجت الفنانة الراحلة فردوس محمد مرتين، حيث انتهى زواجها الأول بالطلاق وهي في سن صغير. 

أما زواجها الثاني فكان من المونولوجست محمد إدريس، وتعتبر قصة ارتباطهما من أغرب القصص، حيث تلقت فرقة فوزي منيب الفكاهية، التي كانت تعمل بها، دعوة لتقديم عروضها في فلسطين.

قصة زواج لمدة 15 عامًا بين فردوس محمد ومحمد إدريس 

لم تتزوج فردوس بدافع الحب أو من خلال زواج تقليدي، بل كان زواجها بمثابة حل لإنقاذ الموقف. 

ففي إحدى المسرحيات التي كانت تشارك فيها، كانت الفرقة تستعد للسفر إلى فلسطين، لكن السلطات المصرية في ذلك الوقت لم تكن تسمح بسفر النساء غير المتزوجات، مما كان يهدد مصير الفرقة.

 لذا، رأى صاحب الفرقة، أن الحل الأمثل هو أن تتزوج من مونولوجست الفرقة “محمد إدريس”، كان الزواج في البداية صوريًا، لكنها تفاجأت بعد انتهاء العرض وسفرها بأن زوجها يعبر لها عن حبه، مما أدى إلى تحول هذا الزواج الصوري إلى زواج حقيقي استمر لمدة 15 عامًا.

لماذا أخفت فردوس محمد إنجابها لمدة 17 عامًا؟

تُعتبر قصة الفنانة فردوس محمد من القصص الغريبة والمثيرة للدهشة، فقد أُشيع عنها أنها أخفت خبر إنجابها لابنة جميلة عن المحيطين بها لمدة 17 عامًا، رغم الاعتقاد السائد بأنها لم تنجب. 

وقد أثار ذلك تساؤلات عديدة حول كيفية قدرتها على تجسيد دور الأم في أعمالها الفنية دون أن تكون أمًا في الواقع.

لكن اتضح لاحقًا أن فردوس محمد، كانت تخفي خبر إنجابها بسبب مخاوف من الحسد، خاصة بعد فقدانها لثلاثة أبناء قبل أن تُرزق بابنتها الأخيرة. وقد نصحتها إحدى جاراتها بعدم الإفصاح عن حملها حتى لا يتكرر ما حدث مع أطفالها السابقين.

وبالفعل، أنجبت فردوس محمد ابنتها وأخفتها لمدة ثلاثة أسابيع، ثم ادعت أنها تبنتها من ملجأ.

واستمرت في هذا التظاهر لمدة 17 عامًا، حتى جاء يوم زفاف ابنتها من المصور السينمائي محسن نصر، حيث انهمرت دموعهما وكشفت الفنانة عن الحقيقة.

وفاة فردوس محمد

توفيت الفنانة فردوس محمد في 22 سبتمبر 1961، سبب تأثرها بمرضها السرطان، التي عانت منه في آخر أيامها، ولكن صوتها الدافئ وصورتها الحنونة لا تزال حاضرة في ذاكرة كل من عاشوا زمن الفن الجميل.

كانت حياتها تجسيدًا لرسالة عميقة، وفنها دليلًا على أن الحنان لا ينشأ فقط من الأمومة البيولوجية، بل من قدرة الإنسان على العطاء رغم المعاناة.