الثلاثاء، 06 مايو 2025

12:14 ص

"لعنة الظهيرة"| كلوب يراها جريمة.. و"شماعة للهزائم" في الأهلي وبيراميدز

الأهلي وصنداونز

الأهلي وصنداونز

محمود موسى

A .A

“كنت أنتظر بالفعل زيارة منظمة العفو الدولية، أتمنى أن أكون جزءًا من ذلك الاجتماع، لكن ارتبط بمباراة ليفربول التي تبدأ في 12:30 ظهرا، أعتقد أن مطالبة ليفربول باللعب يوم الخميس والأحد والأربعاء والسبت ظهرا هي جريمة”، هكذا تحدث يورجن كلوب مدرب ليفربول السابق عن رفضه اللعب ظهرا.

هنا في القارة السمراء التي تعرف بحرارتها الشديدة، لطالما اشتكت جماهير الأهلي من اللعب في وقت الظهيرة أمام صنداونز، ما تسبب في خسارة المارد الأحمر بنتائج كبيرة على حد قولهم.

وخسر الأحمر مرتين بخماسية أمام الفريق الجنوب الأفريقي، منها واحدة بنتيجة 5-0 التي كانت أكبر هزيمة في تاريخ الأهلي بالقارة السمراء.

البعض رفض هذا المبرر من الجماهير، وأكد أنه لطالما لعب الأهلي والزمالك بالدوري المصري عقب عصرا تحديدا بعد صلاة الجمعة في تسعينات القرن الماضي، الأمر الذي قل فيما بعد خلال الألفية الجديدة، ليلعب القطبان مساءً.

ومن جهة أخرى، تحدث المعتصم سالم، نائب المدير الرياضي لنادي بيراميدز، عن ضغط مباريات الفريق السماوي وإقامتها بشكل ثابت نهارا عكس باقي الأندية المتنافسة -الأهلي والزمالك- معه على لقب الدوري المصري والتي تقرر رابطة الأندية أن تخوض مبارياتها مساء.

وخسر متصدر الدوري من منافسه فاركو بثلاثية مقابل هدفين، في المباراة التي جمعتهما عصر الأحد، على ستاد المكس بالإسكندرية، ضمن منافسات الجولة الرابعة من مرحلة تحديد مسابقة الدوري الممتاز.

ويستعرض "تليجراف مصر" حقيقة تأثير اللعب بالنهار والليل على اللاعبين كالتالي:

يُحلل الإخصائي البدني، الدكتور جيسون ماكينا الادعاءات القائلة بأن بعض فترات المباريات تُسبب إصابات أكثر من غيرها.

ومع تزايد ازدحام المباريات للاعبي كرة القدم في الدوريات الكبرى، ظهرت أدلة جديدة على كيفية تأثير توقيت المباريات أيضًا على صحة اللاعبين.

وإذا نظرنا إلى المناقشات التي أجراها المشجعون على وسائل التواصل الإجتماعي واللاعبون والمدربون، نجد أن هناك فترات زمنية معينة للمباريات مفضلة، وأخرى مثيرة للقلق.

لعنة اللعب ظهرا

حتى أن البعض يصفها بأنها “ملعونة”، ويبدو أن الموعد الرئيسي الذي يتعرض لأكبر قدر من الانتقادات في الدوري الإنجليزي هو انطلاق المباريات مبكرًا يوم السبت الساعة 12:30 ظهرًا.

ووصف يورجن كلوب، المدير الفني السابق لليفربول، انطلاق المباريات مبكرًا بأنه "جريمة"، وأثار هذا التعليق ضحكًا كبيرًا من قاعة المؤتمر الصحفي، لكن الإحباط من هذا الموعد تشاركه العديد من المدربين واللاعبين الآخرين.

Jurgen Klopp: Former Liverpool boss appointed global head of soccer at Red  Bull - BBC Sport
يورجن كلوب

ويشعر مدرب الريدز السابق بالاستياء بشكل خاص، لعب فريقه ليفربول في هذا التوقيت أكثر من الفرق الأخرى خلال فترة ولايته.

السبب وراء الشكوى من انطلاق المباريات مبكرًا هو أنه يُسبب إزعاجًا كبيرًا للاعبين، إذ يقلل من فترات الراحة والاستعدادات الضرورية في البطولات الأوروبية.

تُظهر بيانات "أوبتا" المتخصصة في الأرقام والإحصاءات، أثناء لعب 331 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، لُعب ليفربول 13.6% من مبارياته في هذا التوقيت المبكر يوم السبت، وهي نسبة أعلى من أي نادٍ آخر.

ويقول الدكتور جيسون ماكينا "اتحادات كرة القدم تتجاهل التحذيرات الصحية لحجم المباريات الإضافي كل موسم، إذ سُجلت أعداد قياسية من الإصابات في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي.

وأضاف "ففي موسم 2023-2024، ارتفع إجمالي عدد الإصابات بنسبة 11% خلال الموسم قبل أن يُظهر أن اللاعبين على وشك الانهيار بحسب تقرير Premier Injuries".

وأتم "رغم شكاوى كلوب المستمرة لكن البيانات تشير إلى أن وقت انطلاق آخر أكثر ضررًا على صحة لاعبي كرة القدم".

هناك في ألمانيا

وفي تحليلٌ آخر، أُجري في نوفمبر 2024 بشأن مواعيد المباريات في الظهر والنهار والليل، وتعلقها بالإصابات ومدى تأثيرها على جودة أداء اللاعبين.

درس باحثون في مجلة “SICOT” العلمية، بيانات من 5 مواسم متتالية (2014-2019) في الدوري الألماني، شملت 1530 مباراة.

الدوري الألماني - CNN Arabic
فريق بايرن ميونخ

وعلى الرغم من أن التحليل لم يُظهر أي ارتباط يُذكر بين وقت انطلاق المباراة ومعدل الإصابات، إلا أنه كان هناك اتجاه واضح فيما يتعلق بشدة وحجم الإصابة بحسب وقت انطلاق المباراة.

بعد دراسة البيانات، وُجد أن “متوسط ​وقت توقف اللعب بسبب إصابات العضلات كان أطول بشكل ملحوظ في المباريات الليلية مقارنةً بالمباريات التي بدأت بعد الظهر أو النهار".

وبحسب الدراسة، بدا أن مباريات ما بعد الظهر هي "الأكثر أمانًا" بين المجموعات الثلاث (الظهر - النهار - الليل).

حالة نفسية سيئة

وبحسب باحثين، أكدوا أن تأثير انطلاق المباريات في وقت الإفطار(اللعب ظهرا) يتُسبب اضطرابًا في جدول اللاعبين المعتاد، منها صعوبة تناول وجبات الطعام في وقت مبكر من اليوم، أو أن الاستيقاظ مبكرًا جدًا قد يُسبب للاعبين حالة نفسية سيئة.

ولكن من الناحية البيولوجية، من الواضح أن تأخر انطلاق المباريات يؤثر بشكل أكبر على صحة لاعبي كرة القدم، ويعود ذلك إلى أن انطلاق المباريات في الساعة 12:30 ظهرًا يكون بعيدا عن التوقيت الأمثل للأداء، والذي “يحدث عادة بين الساعة 15:30 و20:30”.

بينما انطلاق المباريات في وقت متأخر سيجعل اللاعبين خارج ذروة أدائهم.

قطر "الحارة"

خلال كأس العالم 2022 الذي أقيم بقطر التي تعرف بأنها دولة "حارة" على عكس أوروبا، شكّل توقيت انطلاق المباريات عاملًا مهمًا في الحفاظ على الأداء البدني للاعبين بحسب باحثين.

وقال الباحثين، إن المباريات التي تبدأ الساعة العاشرة مساءً درجات حرارة معتدلة حوالي 24 درجة مئوية، يقلل من خطر الإجهاد الحراري والجفاف، مقارنة بالمباريات التي تُلعب خلال النهار والتي قد تتجاوز الحرارة فيها 32 درجة مئوية.

قطر 2022: ميسي يكرر إنجاز مارادونا ويحقق حلمه المونديالي
الأرجنتين بطل كأس العالم 2022

ورغم هذه الفائدة المناخية، فإن اللعب في وقت متأخر جدًا لا يُعد مثاليًا من منظور فسيولوجي أو نفسي، إذ تشير الأبحاث إلى أن الأداء البدني والعقلي يبلغ ذروته عادةً بين الساعة 3:30 عصرًا و8:30 مساءً، بينما تتراجع القدرات في وقت متأخر من الليل، مما يجعل الساعة 10 مساءً توقيتًا دون المستوى الأمثل لمعظم اللاعبين.

ويتأثر الأداء الرياضي بالإيقاع اليومي للاعبين، خاصة اللاعبون الذين يميلون للاستيقاظ والنشاط المبكر قد يعانون أكثر من غيرهم عند اللعب في وقت متأخر من الليل، بعكس من يسهرون وتراهم نشيطون للغاية في المساء.

"لم أنم جيدا"

وبحسب باحثين، يعاني اللاعبون من صعوبة في النوم بعد المباريات المتأخرة، بسبب ارتفاع هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، والتعرض للضوء الساطع.

ويؤثر ذلك سلبًا على جودة النوم، ما يؤدي إلى ضعف تعافي العضلات، وزيادة الشعور بالإرهاق والألم.

وتحاول الأندية التكيف مع التوقيت المتأخر من خلال تعديل جداول النوم والتدريب لتتماشى مع مواعيد المباريات.

كما تعتمد استراتيجيات أخرى لتعزيز التعافي مثل التغذية المخصصة، العلاج بالماء البارد، التدليك، والملابس الضاغطة، إضافة إلى تحسين بيئة النوم.

وعلى الرغم من أن بعض هذه الاستراتيجيات حسّنت مدة النوم، إلا أنها لم تُظهر دائمًا تأثيرًا مباشرًا على الأداء.

وصايا "فيفا"

وبحسب باحثين، يحافظ جسم الإنسان على درجة حرارة داخلية ثابتة تتراوح عادةً بين 36.1 و37.8 درجة مئوية، وفي درجات الحرارة العالية جدًا، يتعرض اللاعبون لخطر الإصابة الإجهاد أو ضربات الشمس، أما في البرد القارس، قد يتعرض اللاعبون لخطر انخفاض حرارة الجسم ويؤثر على أداء اللاعبين.

ولذلك قد تكون درجة الحرارة المثالية، مسألة ليست سهلة إذ تُحسب بناءً على عدة معايير، مثل درجة حرارة الهواء، والرطوبة، والتعرض لأشعة الشمس، وسرعة الرياح.

فإذا كانت درجة حرارة أعلى من 32 درجة مئوية، فإن فترات الراحة إلزامية في كلا شوطي المباراة، تحديدا بعد مرور حوالي الدقيقة 30 والدقيقة 75؛ وأوصى الاتحاد الدولي لكرة القدم تأجيل موعد التدريبات والمباريات لموعد آخر تنفيذا لوصية الكلية الأمريكية للطب الرياضي والطب الرياضي في أستراليا.

Heat Conditions Water Break 2

يذكر أيضًا أن الرياضيين لا يمكنهم هضم أكثر من 250 مل من الماء كل 20 دقيقة، وبالتالي من الأفضل أن تكون فترات الراحة قصيرة ومتكررة، مع وجود فترة راحة إضافية في الدقيقتين 15 و60 بالإضافة إلى تلك الموجودة في الدقيقتين 30 و75.

Heat Conditions Water Break

ولا توجد توجيهات محددة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن البرد القارس، لكن من جهة أخرى، أوصى الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو) بإلغاء التدريبات والمباريات وإعادة جدولتها عندما تكون درجة حرارة الهواء أقل من -15 درجة مئوية،  وعندما تكون درجة حرارة الرياح أقل من -27.

وختاما، برأيك هل اللعب نهارا (الظهر أو العصر) يؤثر على أداء اللاعبين أم إنها مجرد تبرير من اللاعبين والمدربين لبعض الهزائم مثلما حدث مع الأهلي وبيراميدز في الدوري المصري؟

search