الثلاثاء، 06 مايو 2025

01:21 ص

إيلون ماسك يعيد "النور للعيون".. ما القصة؟

المكفوفين

المكفوفين

كشف المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "نيورالينك" إيلون ماسك، عن مشروع طبي ثوري يهدف إلى تمكين المكفوفين من استعادة قدرتهم على الإبصار من خلال زرع شريحة دماغية متقدمة.

أوضح ماسك، في مقابلة تلفزيونية حديثة مع قناة “فوكس نيوز”، أن الشركة تعمل حاليًا على تطوير جهاز يُعرف باسم "Blindsight"، وهو ابتكار مصمم خصيصًا ليتفاعل مباشرة مع القشرة البصرية في الدماغ.

الجهاز الجديد لا يقتصر فقط على مساعدة من فقدوا بصرهم لاحقًا، بل يستهدف أيضًا الأشخاص الذين وُلدوا بدون قدرة على الإبصار، وهو ما يُعد سابقة علمية في مجال التفاعل العصبي البشري مع التكنولوجيا.

الزرع الأول قبل نهاية العام

عبّر ماسك عن ثقته في قدرة "نيورالينك" على تنفيذ أول عملية زرع للشريحة البصرية قبل نهاية العام الجاري، مؤكدًا أن الفريق العلمي والتقني بالشركة يعمل بوتيرة متسارعة لتجاوز التحديات الفنية المرتبطة بالتوصيل العصبي والتكامل مع الدماغ البشري.

وقال: “أنا متفائل أننا سننجز هذه الخطوة خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة”، مشيرًا إلى أن المشروع يتضمن محاكاة للرؤية باستخدام إشارات مباشرة تُرسل إلى الدماغ، فيما يشبه “إعادة برمجة الإدراك البصري”.

من الشلل إلى البصر

ولم تقتصر طموحات "نيورالينك" على علاج فقدان البصر فحسب، إذ سبق للشركة أن حققت إنجازات ملموسة في مجال مساعدة المرضى الذين يعانون الشلل.

وفي يناير 2024، أجرت أول عملية زراعة ناجحة لشريحة تُدعى "Telepathy" لمريض مصاب بالشلل الرباعي، مكنته من التحكم بجهاز حاسوب باستخدام أفكاره فقط، وقد تكررت هذه العمليات بنجاح في أغسطس 2024 ويناير 2025، مما عزز من مصداقية الشركة في تطوير واجهات دماغ-حاسوب قابلة للتطبيق في المجال الطبي.

الذكاء الاصطناعي يلتقي بالبشر

تأسست شركة "نيورالينك" عام 2016 بهدف استكشاف إمكانيات الربط بين الدماغ البشري والتقنيات الرقمية، في محاولة للتقليل من الفجوة المتزايدة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.

وتركز الشركة على تطوير تقنيات تسمح بإرسال واستقبال الإشارات العصبية عبر شرائح ميكروية مزروعة داخل الدماغ.

ويرى خبراء في هذا المجال أن نجاح “نيورالينك” في مجال استعادة البصر سيشكّل نقطة تحول في العلاج العصبي، كما أنه سيفتح الباب أمام تطبيقات غير طبية لاحقًا، قد تمتد إلى تحسين القدرات الحسية والمعرفية للأشخاص الأصحاء.

تحديات أخلاقية وتقنية في الطريق

ورغم الحماس الكبير تجاه المشروع، فإن تقنيات زراعة الشرائح الدماغية ما تزال تثير تساؤلات أخلاقية وطبية واسعة، تتعلق بالخصوصية العصبية، والتأثيرات طويلة المدى على الدماغ، واحتمالات إساءة استخدام التقنية لأغراض تجارية أو غير علاجية.

ويرى مختصون أن تجاوز هذه التحديات يتطلب وضع أطر قانونية صارمة، وضمانات طبية وأخلاقية قبل تعميم استخدام هذه التقنيات.

search