الثلاثاء، 06 مايو 2025

10:59 م

القصف الأمريكي ضد الحوثيين.. هل يقع ترامب في فخ القوة الجوية؟

الحوثيين- أرشيفية

الحوثيين- أرشيفية

سيد محمد

A .A

كشفت دارسة أعدها موقع “ذا كونفرزيشن” الأمريكي، أنه في أول 100 يوم من ولايته الثانية، أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ميلاً للاعتماد على الضربات الجوية عند اتخاذ قرار باستخدام القوة العسكرية خارجياً، فمن الصومال إلى اليمن، استخدمت الإدارة الأمريكية الطائرات الحربية للرد على تهديدات أو لتحقيق أهداف استراتيجية دون التورط في حروب برية باهظة الثمن.

وأوضح الموقع، أن خبراء في الأمن القومي الأمريكي، خاصة في شؤون الشرق الأوسط، يحذرون من أن ترامب قد يكون على وشك الوقوع في ما يُعرف عسكريًا بـ"فخ القوة الجوية" – وهي الاستراتيجية التي تبدأ بضربات محدودة، ثم تتوسع تدريجياً عندما تفشل في تحقيق الأهداف المعلنة، ما يدفع إلى تصعيد أوسع قد يشمل إرسال قوات على الأرض.

 فخّ القوة الجوية: دروس من الماضي

ولفتت الدراسة، إلى أن التاريخ الأمريكي مليء بأمثلة لقادة بدأوا حملاتهم الجوية بثقة، وانتهى بهم الأمر في حروب ممتدة ومكلفة، مثل فيتنام، عندما بدأ الرئيس ليندون جونسون بقصف جوي لوقف الشيوعية، ثم اضطر لإرسال نصف مليون جندي.

وعددت الدراسة أمثلة أخرى مثل البلقان، عندما  كثّف بيل كلينتون ضرباته ضد الصرب لإنهاء الإبادة الجماعية، واقترب من نشر قوات برية، وباراك أوباما في سوريا بدأ بقصف "داعش" جواً، ثم دفعه الضغط الداخلي والدولي لإرسال آلاف الجنود، وفي كل حالة، فشلت القوة الجوية وحدها في تحقيق الأهداف، وانتهت بعمليات عسكرية أوسع مما كان مخططًا له.

 اليمن: نفس الفخّ

في اليمن، يبدو أن إدارة ترامب تسير على خطى من سبقوها، فمنذ 15 مارس، شنت القوات الأمريكية حملة جوية موسعة ضد الحوثيين، شملت قصف أكثر من 800 موقع بتكلفة تفوق مليار دولار. 

الهدف المعلن، إعادة فتح الملاحة في البحر الأحمر بعد أن عطّلها الحوثيون ردًا على الحرب الإسرائيلية في غزة.

لكن النتائج حتى الآن كارثية، لأن الملاحة لا تزال مشلولة، والهجمات الحوثية مستمرة، بل اقتربت من مطار بن جوريون في إسرائيل، والضحايا المدنيون في تزايد، بما في ذلك حادثة مروعة استهدفت مخيمًا للمهاجرين الأفارقة، والمفاجأة أن الحوثيون يزدادون قوة وشعبية نتيجة الضربات.

من الجو إلى الأرض: هل يبدأ التصعيد؟

الأنباء تشير إلى أن ترامب يبحث حالياً عن خيار بديل يشمل دعم جماعات مقاومة محلية مناهضة للحوثيين، وتدريبها وتسليحها لشن هجمات برية، لكن الوضع على الأرض غير مبشّر، لأن المقاومة المناهضة للحوثيين ضعيفة، وتفتقر للتنظيم والتدريب، وتُقدَّر أعدادهم بـ85 ألف مقاتل فقط، مقابل 350 ألف للحوثيين.

كما كشف تقرير لـ"مركز سوفان" الأمني عام 2025 والذي وصفهم بأنهم “غير المؤهلين للانتصار دون تدخل أمريكي مباشر”، وهذا السيناريو يُشبه كثيراً تجربة فيتنام الجنوبية في الستينيات، حيث اضطر الأمريكيون للتدخل البري بعد فشل حلفائهم المحليين في الصمود.

 الدبلوماسية: الأمل الأخير

رغم التصريحات النارية، فإن الإدارة الأمريكية تُجري بالفعل محادثات غير مباشرة مع إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين. 

من جانبهم، أعلن الحوثيون أنهم مستعدون لوقف الهجمات البحرية إذا توقفت الحرب الإسرائيلية على غزة، كما حدث خلال وقف إطلاق النار الأخير.

search