الثلاثاء، 06 مايو 2025

11:16 م

في ذكرى ميلاد "الأب المؤسس".. ما لا تعرفه عن الشيخ زايد آل نهيان

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

تحل اليوم علينا ذكرى ميلاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي يُعد شخصية محورية في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كان أول من دعا إلى إقامة اتحاد بين إمارات الساحل المتصالح. 

وتولى رئاسة الدولة منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر عام 1971 وحتى وفاته في عام 2004، كما شغل منصب حاكم إمارة أبو ظبي منذ عام 1966، وفقًا لكتاب “زايد المؤسس” الذي نشره مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

الميلاد والنشأة

ولد الشيخ زايد في مدينة العين عام 1918، وكان الابن الرابع للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، حاكم أبو ظبي بين عامي 1922 و1926. 

والدته هي الشيخة سلامة بنت بطي بن خادم آل نهيان، ونشأ بين ثلاثة أشقاء هم: شخبوط، وهزاع، وخالد، بالإضافة إلى أخت واحدة وهي الشيخة مريم، في بيئة عربية أصيلة زرعت فيه القيم والتقاليد التي شكلت شخصيته القيادية.

بداية مشروع الاتحاد

مع اقتراب موعد انسحاب القوات البريطانية من الإمارات المتصالحة عام 1971، بدأ الشيخ زايد خطواته الجادة نحو الوحدة، حيث بادر إلى التنسيق مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي آنذاك، وتم الاتفاق بينهما في عام 1968 على قيام اتحاد بين الإمارتين وتوحيد السياسات الدفاعية والخارجية، وكذلك إصدار جوازات موحدة.

وسعى الشيخ زايد والشيخ راشد إلى توسيع هذا الاتحاد ليشمل بقية الإمارات المتصالحة إضافة إلى البحرين وقطر، وكان من أبرز أقوال الشيخ زايد خلال تلك المرحلة: "هذه فرصة هيأها الله تعالى لنا، فرصة وجودنا اليوم في مكان واحد، إن قلوبنا جميعًا عامرة والحمد لله بالإيمان، بمبدأ الوحدة، فلنجعل إذن من اجتماعنا فرصة تاريخية لتحقيق أملنا المنشود".

تأسيس الدولة واختيار الرئيس

في الثاني من ديسمبر عام 1971، أُعلن رسميًا قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، مكونة من ست إمارات: أبو ظبي، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، والفجيرة، قبل انضمام رأس الخيمة في فبراير 1972، واختير الشيخ زايد رئيسًا للدولة بالإجماع، ليحمل لقب "الأب المؤسس"، نظير جهوده في تحقيق الحلم الوحدوي.

ولم يقتصر دور الشيخ زايد على الشأن المحلي، بل امتد إلى القضايا العربية والدولية، فقد اتسمت مواقفه بالحكمة والدعم المطلق للأشقاء العرب، ومن أبرز مواقفه دعمه لمصر وسوريا في حرب أكتوبر عام 1973، عندما قرر قطع صادرات النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل، مؤكدًا حينها: “النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي”.

كما اتبع الشيخ زايد نهجًا خارجيًا يقوم على الحوار والتفاهم، ما منح دولة الإمارات مكانة مرموقة إقليميًا ودوليًا، كما عُرف بعطائه الإنساني وأعماله الخيرية التي تجاوزت حدود الوطن، ما جعله يحظى باحترام وتقدير عالميين.

إرث خالد ومستمر

ترك الشيخ زايد إرثًا عظيمًا ما زالت الإمارات تسير على نهجه حتى اليوم، فقد فتح أبواب بلاده للجميع دون تمييز، ووثّق تاريخه بأكثر من مئة مقولة خالدة، تُرجمت إلى خمس لغات عالمية، تُجسد فلسفته في الحكم، والعمل، والإنسانية.

search