السبت، 10 مايو 2025

09:32 ص

هل تدخل ترامب في اختيار البابا الجديد للفاتيكان؟

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب

صورة لترامب بـ"زي البابا" واختيار البابا ليو الـ14 الأمريكي كقائد جديد للكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان، مواقف تثير الجدل حول تدخل الرئيس الأمريكي في اختياره، ما يضع تساؤلا واحدًا يلوح في الأفق “هل يستطيع أي شخص أيًا كانت سلطته التدخل في اختيار البابا الجديد للفاتيكان؟”.

وخلال الساعات القليلة الماضية أعلن الفاتيكان عن اختيار الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست بابا جديد للكرسي الرسولي في الكنيسة الكاثوليكية، مطلقًا على نفسه لقب “ليو الرابع عشر”،  في الجولة الثانية من الاقتراع، بعد أن انتهت الجولة الأولى أمس بالفشل في الاختيار، وفق صحيفة فاتيكان نيوز.

ترامب بـ"زي البابا"

وفي تعليقه على اختيار بابا ذو أصول أمريكية، قال ترامب في رسالة على منصته تروث سوشيال: "تهانينا للكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست، الذي أعلن بابا للتو، إنه لشرف كبير أن نعرف أنه أول بابا أمريكي، يا للحماسة ويا له من شرف عظيم لبلدنا".

وكان ترامب منذ أسبوع قد نشر صورة له عبر حسابه الرسمي، تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي، ويرتدي فيها زي بابا الفاتيكان بدون كتابة أي تعليق عليها، وعند سؤال الصحفيين له خلال مؤتمر صحفي عن من يراه مناسبًا لهذا المنصب، أجاب ترامب “أود أن أكون أنا البابا القادم”.

لكنه عاد ونشر تغريدة على منصته، ينفي فيها ترامب معرفته القائم على نشر صورته بالزي قائلًا: “لا أعرف من أين جاءت، ربما فعلها أحدهم”.

كيف يتم اختيار البابا الجديد؟

منذ القرن الثاني عشر الميلادي تعتمد الكنيسة الكاثوليكية نظام المجمع المغلق “الكونكلاف”، وهي الطريقة الرسمية لانتخاب بابا جديد للفاتيكان، والذي ينعقد بعد 15 إلى 20 يومًا من شغور الكرسي.

يحاط المجمع بسريّة تامة، حيث لا يشترك به سوى الكرادلة الناخبين وبعض المعاونين والأطباء، ويحظر عليهم الاتصال بالعالم الخارجي طوال فترة الاقتراع، حيث يتلو جميع الحاضرين قسمًا بهذا الخصوص، ما يعني استحالة تدخل أي شخص من الخارج في اختيار البابا.

علاقة البابا ليو الـ14 بأمريكا

يُذكر أن الكاردينال بريفوست ترك أمريكا منذ عقود، متجهًا إلى البيرو، حيث الكنيسة الكاثوليكية هناك، ليقضي عشرين عامًا من الخدمة في أفقر المناطق هناك، حتى نال جنسيتها، وعمل فيها ككاهن إيبارشي مبشر.

وولد بريفوست في شيكاجو قبل 69 عامًا، وله خبرة ميدانية كبيرة في الخدمة الكنسية، وفي عام 2014، كلّفه البابا فرانسيس بإدارة إبارشية تشيكلايو، حيث بقي حتى عام 2023.

علاقة ترامب بالبابا فرنسيس

جدير بالذكر، أن العلاقة بين ترامب والبابا الراحل فرنسيبس لم تكن على ما يرام، حيث شابها العديد من الخلافات والتوترات بسبب العديد من القضايا على رأسها قضية الهجرة.

مع أن العلاقة بينهما بدأت بشكل إيجابي، حيث عبّر ترامب عن إعجابه بالبابا فور توليه المنصب في عام 2013، أي قبل سنوات من وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

لكن العلاقة توترت وخرجت الخلافات إلى العلن، خصوصًا خلال حملة ترامب الانتخابية عام 2016، عندما انتقد البابا فرنسيس خطته لبناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، معتبرًا أن من يفكر في بناء الجدران "ليس مسيحيا".

جاء رد ترامب حادا، خاصةً أنه كان يسعى لنيل دعم القادة الجمهوريين والناخبين المسيحيين الإنجيليين، حيث وصف تشكيك زعيم ديني في إيمان شخص ما بأنه "أمر مخز"، مضيفًا أنه إذا ما تعرض الفاتيكان لهجوم، فإن البابا سيصلي لكي يصبح ترامب رئيسًا لحماية الفاتيكان.

search