السبت، 10 مايو 2025

05:35 ص

اتفاق غامض بالبحر الأحمر.. حماية لإسرائيل أم تهدئة مع إيران؟

الهدنة في اليمن

الهدنة في اليمن

أسامة حماد _ محمد أبو عقيل

A .A

بينما تتشابك خيوط السياسة الإقليمية وتُعاد صياغة خرائط النفوذ في الشرق الأوسط، برز اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي بوساطة عمانية كعلامة فارقة في الصراع الدائر بالمنطقة.

الهدوء في البحر الأحمر

الهدوء المفاجئ في مياه البحر الأحمر ليس مجرد تهدئة عسكرية، بل مؤشر على تحولات عميقة في موازين الصراع، تقودها واشنطن وطهران من خلف الكواليس.

الاتفاق لا يُقرأ إلا في سياق معادلة أوسع، ترتبط بالملف النووي الإيراني، وتعقيدات الملف الفلسطيني، وأدوار الفاعلين الإقليميين في لحظة دقيقة من إعادة تشكيل النظام الأمني للمنطقة.

تسوية دائمة

ومع قرب زيارة ترامب للمنطقة، وتباين الروايات بين قادة الحوثيين والإدارة الأمريكية، يتضح أن ما يجري ليس مجرد تسوية مؤقتة، بل اختبار حقيقي لحدود النفوذ الإيراني، ومصالح واشنطن، ومآلات الصراع المفتوح في غزة واليمن.

إيجابيات في الملف الإيراني

قال اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات المصرية الأسبق، إن وقف إطلاق النار بين أمريكا والحوثيين يرتبط بملف الأمن مع الملف النووي الإيراني، لافتاً إلى أنه في القريب العاجل من الممكن أن تكون هناك إيجابيات بالنسبة لهذا الملف.

اللواء محمد رشاد


وأضاف رشاد، في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أن الملف النووي الإيراني سيشهد انفراجة كبيرة جدا في المستقبل القريب، ومن المرجح أنه سيشجع على عودة الأمن في المنطقة، مؤكدا أن الحوثيين لم ينهوا الضرابات على الأهداف الإسرائيلية حتى وقف إطلاق النار بغزة وإدخال المساعدات للقطاع.

ليس مرتبطًا بوقف إطلاق النار في غزة 

وتابع: “يجب أن نربط بين أمرين الأول أن وقف إطلاق النار من الجانب الأمريكي مرتب بالملف النووي الإيراني، لكنه ليس مرتبطًا بوقف إطلاق النار في غزة حيث سيستمر هجوم الحوثيين علي سفن السفن الإسرائيلية الموجودة في البحر الأحمر”.

وواصل أن وقف إطلاق النار من الحوثيين هو موقف إيراني لإثبات حسن النية لتشجيع أمريكا لتمضي في إنهاء الملف النووي، موضحا أن الحوثيين ورقة ضغط إيرانية ولن تتنازل إلا إذا حققت نتائج إيجابية في ملفها النووي.

وواصل: “نتمنى أن تكون زيارة ترامب للشرق الأوسط إيجابية لتخفيف الحصار المفروض علي قطاع غزة”، موضحًا أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لن يتنازل عن استمرار الحرب لأنها مرتبطة بوجوده واستقراره كرئيس لوزراء الاحتلال إضافة إلى تهربه من المسألة الجنائية.

وأوضح أن الدعم الأمريكي لإسرائيل الآن ليس مثلما سبق نوعا ما، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار متوقف على النتائج الإيجابية فيه زيارة ترامب للشرق الأوسط، وسيبدأ في تفضيل المصالح الأمريكية في المنطقة عن علاقته بإسرائيل وطموحاتها وأطماعها.

من جانبه قال خبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور سعيد عكاشة، إن أمريكا تتفاوض في ملفات كثيرة تمس إسرائيل، مثل ملف غزة وملف الحوثيين وإيران، فبالتالي هناك ترابط ما بين الملفات الثلاثة.

الدكتور سعيد عكاشة

وأضاف عكاشة، في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أن الاتفاق بين أمريكا والحوثيين يبدو غامضا جدًا، حيث تحدث ترامب عن وقف الهجمات المتبادلة ما بين أمريكا والحوثيين، ولم يشمل إيقاف الاضطرابات التي تخص إسرائيل التي تعد جزءا مهما بالنسبة للسياسة الأمريكية وليس موجودًا في الاتفاق.

حسابات خاصة

وتابع أن قادة الحوثيين يقولون إن الاتفاق لا يشمل إسرائيل وبالتالي الاتفاق غامض جدا، حيث يقول ترامب إن الحوثيين هُزموا وهم من طلبوا الاتفاق، متابعا أن الحوثيين، لهم حساباتهم الخاصة ومن الممكن ألا يستجيبوا حتى لإيران، حيث يجب أن يكون لهم مكسب من الاتفاق، والذي من الممكن أن يتمحور حول تصفية قضية الحكم في اليمن ومنحهم حق الحكم في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.

وواصل: “أي وقف لإطلاق النار في منطقة البحر الأحمر سيفيد مصر، حيث إن الحرب خفضت عوائد قناة السويس بشكل كبير"، موضحا أنه لا توجد اتفاقات يمكن بالقول إنها جيدة أو سيئة إلا بعد اختباراها، مثلًا اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله من نوفمبر الماضي إلى اليوم الاتفاق مازال ساريًا رغم أن إسرائيل مستمرة في هجماتها.

وقف إطلاق النار بين أمريكا والحوثيين 

كانت أعلنت سلطنة عُمان رسميًا، الثلاثاء الماضي، نجاح وساطتها بين الولايات المتحدة ومليشيات الحوثي، ما أسفر عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار غير معلن مباشرة.

ويحمل الاتفاق في طيّاته تعهدًا بعدم استهداف أي من الطرفين للآخر، بما يشمل السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب، في خطوة تهدف إلى "خفض التصعيد وضمان حرية الملاحة الدولية"، وفق بيان وزارة الخارجية العُمانية.

search