جثث تحت البلاط.. من "ريا وسكنية" لسفاح المعمورة جرائم هزت الإسكندرية

ريا وسكينة
أعاد تزايد انتشار معدلات الجريمة والتي كُشفت مؤخرًا في الإسكندرية، ولعل أبرزها الحادثة المعروفة إعلاميًا بـ"سفاح المعمورة"، فتح ملف معاناة أهالي المدينة الساحلية على مدار سنوات ماضية، ويمكن على مدار عقود طويلة من ظهور عصابات أو أفراد يقدومن على تنفيذ جرائم منظمة أحدثت دويًا داخل المدينة.
ولعل من أشهر جرائم القتل التاريخية التي شهدتها الإسكندرية منذ سنوات كثيرة، وظلت عالقة في الأذهان ولن ينساها الأجيال ويتناولون روايتها إلى الآن، تلك التي ارتكبتها عصابة “ريا وسكينة”، وخلال الأشهر الماضية عاد شبح الجريمة مجددًا للظهور بشكل فج في عروس البحر المتوسط، لكن هذه المرة بأشكال أبشع وأغرب.
وفي التقرير التالي تستعرض “تليجراف مصر” أبرز سفاحين شهدتهم محافظة الإسكندرية على مدار العصور.
حكاية ريا وسكينة
في بداية القرن العشرين، وقعت واحدة من أشهر الجرائم في تاريخ مصر، والتي هزت المجتمع المصري وقتها.
بطلتا القصة سيدتان تدعيان "ريا" و"سكينة"، ونفذتا جرائهما بشكل مدبر ومحكم، حيث كانت البداية بحرصهما على الاختلاط داخل المجتمع من خلف ستار توظيف الفتيات الصغيرات للعمل في المنازل.
الأمر بعد ذلك يسير، فكانتا تُقدمان على استدراج الضحايا في أوقات كثيرة إلى منزلهما في الإسكندرية، ثم قتلهن بطرق وحشية وباستخدام أساليب مختلفة، مثل الخنق، ثم دفن جثثهن تحت الأرض في منزلهما أو في الأماكن القريبة من المنزل، وكأن شيئًا لم يحدث.

تم القبض على "ريا وسكينة" في عام 1921، بعد اكتشاف الجثث المدفونة، وكانت محاكمتهما من أشهر محاكمات تلك الفترة.
اعترفت السيدتان بجرائمهما، وحكم عليهما بالإعدام، ليتم تنفيذ الحكم في 1921، ورغم مرور السنوات، تظل قصة "ريا وسكينة" واحدة من أبرز وأبشع الجرائم في تاريخ مصر، وما زالت تُذكر حتى اليوم كرمز للشر.
سفاح التجمع الإسكندراني
في 24 مايو 2024، وقعت جريمة مروعة شغلت الرأي العام، حيث تم العثور على جثث ثلاث فتيات، تتراوح أعمارهن بين 18 و25 عامًا، ملقاة في مكان ناءٍ على الطريق الصحراوي بين القاهرة والإسماعيلية، بالقرب من أحد محطات البنزين.
كانت الجثث في حالة متقدمة من التحلل، مع وجود علامات تعذيب واضحة على أجسادهن، ما زاد من تعقيد التحقيقات في البداية، لكن الشرطة باشرت تحقيقاتها للوصول إلى القاتل.

ولم تكن الجثث قد تعرضت للسرقة، ما أشار إلى أن الجريمة قد تكون مدبرة بدوافع أخرى غير السرقة، خاصة بعد العثور على هواتف الضحايا المحمولة في مكان الحادث.
بعد ساعات من التحقيقات، توصلت الأجهزة الأمنية إلى خيط يربط المتهم "كريم. س"، وهو شاب في العقد الثالث من عمره، ينحدر من مدينة الإسكندرية.
وعلى الرغم من أنه كان يملك سجلًا نظيفًا في الماضي، إلا أن التحقيقات كشفت تفاصيل مروعة تؤكد تورطه في الجريمة.
وفقًا لما كشفته التحقيقات، استدرج المتهم الضحايا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت ستار العمل، حيث استدرجهن في البداية للقاء في أماكن محددة، قبل أن يقتلهن بشكل وحشي داخل منزله.
ووفقًا للأدلة، تبين أنه كان يخطط للجريمة منذ أسابيع عدة، حيث اشترى أدوات القتل من أماكن مختلفة ومواد مخدرة قاتلة.
رحلة التحقيقات حتى حكم الإعدام
عقب إلقاء القبض على "كريم. س."، بدأت التحقيقات تكشف المزيد من التفاصيل المروعة، حيث اعترف المتهم بالجريمة في بداية التحقيقات، موضحًا أنه ارتكبها بسبب دوافع شخصية مع طليقته، وأشار إلى أنه كان يخطط للجريمة منذ فترة طويلة، حيث أعد خطة محكمة لخداع الضحايا وتنفيذ جريمته.
في 25 ديسمبر 2024، وبعد رحلة طويلة من التحقيقات والاستجوابات، أصدرت محكمة الجنايات حكمًا بالإعدام على المتهم "كريم. س" بعد أن ثبتت التهم ضده بشكل قاطع.
واستند الحكم إلى الأدلة الكثيرة التي تم جمعها، بما في ذلك اعترافاته التفصيلية أمام المحكمة، بالإضافة إلى الأدلة الجنائية التي تم العثور عليها في مسرح الجريمة.
قاتل العامرية وكشري مسموم
في جريمة أخرى، أقدم تاجر خضار من الإسكندرية على وضع السم في علبة كشري وقدمها لصديقه بهدف قتله وسرقة "تروسيكل" خاص به.
بعد أن فقد الضحية وعيه، أقدم على خنقه بحبل ودفنه في أرض مليئة بالحشائش، وقررت المحكمة تأجيل الجلسة لحين عقد جلسة المرافعة للنيابة العامة.

سفاح المعمورة.. “قاتل متسلسل”
تحول محام يُدعى "ن. م"، إلى قاتل متسلسل دفن ضحاياه داخل شقق سكنية تابعة له، في وقائع صادمة أثارت الرأي العام.
البداية كانت مع استئجار المتهم شقة بالطابق الأرضي في منطقة المعمورة البلد، ادّعى أنها مقر لمقابلة موكليه، لكنه في الحقيقة استغلها لإقامة علاقات نسائية. خلال تلك الفترة، تعرف على سيدة وتزوجها عرفيًا، قبل أن تنشب بينهما خلافات حادة قرر على إثرها التخلص منها.

المتهم أقدم على قتل زوجتها العرفية ووضع جثمانها داخل أكياس مشمع، ثم لفّها بمادة لاصقة بإحكام حتى لا تنبعث الروائح، وتركها داخل صندوق مغلق لأشهر عدة داخل الشقة.
دفن بجوار الضحية الأولى
بعد مرور فترة، أقدم المتهم على جريمة قتل أخرى، حيث أنهى حياة إحدى موكلاته إثر خلاف مالي. لم يتردد في التخلص من جثتها بدفنها بجوار الضحية الأولى، إذ حفر حفرة في منتصف إحدى غرف الشقة ودفنهما معًا، واستمر في ممارسة حياته الطبيعية دون أن يثير الشكوك.
ضحية في العصافرة
ولم تتوقف سلسلة جرائمه عند هذا الحد، إذ عثرت الأجهزة الأمنية لاحقًا على جثمان رجل متغيب منذ 3 سنوات داخل شقة بمنطقة العصافرة – شارع 45 شرق الإسكندرية.
وأشارت التحريات إلى أن الرجل هو على الأرجح الضحية الثالثة للمتهم، الذي بات يُعرف إعلاميًا بـ"سفاح المعمورة".
جريمة مدفونة تحت السيراميك لثماني سنوات
من أبشع الجرائم التي ظهرت فجأة، كانت جريمة “السر المدفون تحت السيراميك”، فبعد مرور ثمانية أعوام، قررت ابنة أن تكشف سر موت والدها الذي قتلته والدتها وأخواتها.
تقدمت فتاة عشرينية، يوم 9 مايو الجاري، ببلاغ، تتهم والدتها وأخويها من والدتها بقتل والدها قبل 8 سنوات، في جريمة صادمة لم تكشف تفاصيلها إلا مؤخرًا.
بحسب ما ذكرته الفتاة في بلاغها، فإن الحادثة وقعت في عام 2017، عندما نشب خلاف عائلي حاد بين والدها وزوجته، داخل الشقة التي كانت تسكن فيها الأسرة بمنطقة محرم بك.
الخلاف تطور سريعًا إلى مشادة عنيفة، انتهت - وفقًا لأقوال الفتاة - بطعن والدتها للزوج بسكين، بمساعدة أخويها من والدتها الذين شاركوا في الاعتداء عليه حتى فارق الحياة.
الفتاة التي قدمت البلاغ، وكانت شاهدة على الجريمة، أفادت أنها لم تتمكن من الإفصاح عن الحقيقة طوال تلك الفترة بسبب الخوف والتهديد من أفراد أسرتها، حتى قررت مؤخرًا التقدم ببلاغ للشرطة وكشف ما وصفته بـ"السر المدفون تحت السيراميك".
دفن الجثة تحت الأرض
بعد ارتكاب الجريمة، أخفى الجناة جثة والدها بطريقة احترافية، حيث دفنوا الجثمان داخل أرضية الشقة، ثم أعادوا تركيب السيراميك بشكل محكم لإخفاء أي أثر للجريمة، واستمروا في حياتهم اليومية كما لو أن شيئًا لم يحدث.
كسر الأرضية واستخراج الجثة
على الفور، انتقل فريق من النيابة العامة إلى مكان الواقعة، بصحبة رجال الأدلة الجنائية، لبدء إجراءات التحقيق، وتم كسر أجزاء من أرضية الشقة المشتبه بها، ليتم استخراج بقايا عظام يُعتقد أنها تخص المجني عليه.
وتم إرسال هذه العظام إلى مصلحة الطب الشرعي لتحليلها ومطابقتها، حيث يُنتظر أن تكشف نتائج التحليل المزيد من التفاصيل حول هوية الجثة.

أخبار ذات صلة
منهم ميكانيكي ورئيس مخابرات.. تعرف على 3 أمراء للحرب في طرابلس
14 مايو 2025 03:10 م
3 لقاءات حاسمة لأبوقير وكهرباء الإسماعيلية للتأهل للممتاز
14 مايو 2025 11:34 ص
الهداف التاريخي لمواجهات ميلان وبولونيا قبل نهائي كأس إيطاليا
14 مايو 2025 11:08 ص
"مدمن وبيعتدي عليها".. ميادة تستغيث من جبروت زوجها بالبساتين (فيديو)
14 مايو 2025 11:01 ص
أكثر الكلمات انتشاراً