
بالأمس بكيت لوفاة منال نجيب!
خلال متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي على مدار يومين كاملين، صادفت صورة عادية جدًا لسيدة مصرية بسيطة تُدعى منال نجيب، وهي سيدة مسيحية توفيت مؤخرًا.
في البداية، ظننت أن أصدقاءها ينشرون رثاءً عاديًا لسيدة قد رحلت، لكن الغريب في الأمر أنني وجدت من ينعونها من المسلمين والمسيحيين على السواء، فكان لزامًا عليّ أن أعرف ما هي قصتها.
منال نجيب، سيدة مصرية مسيحية، متزوجة وأم ترعى أطفالها. هذا في حد ذاته أمر طبيعي، لكن غير الطبيعي هو أن هذه السيدة كانت تختبئ خلف ستار هائل من الألم والفواجع، والصبر العظيم.
كانت تعمل ليل نهار لتوفّر لقمة العيش لأبنائها، وتدفع مصاريف دروسهم، وتُحضّر وجبة طيبة لزوجها. كانت تعتمد على الله، مؤمنة بقضائه، وتحمل همومًا أثقل من جبل أُحد.
رحلت السيدة منال نجيب، وتركت خلفها نحيب أطفالها وبكاءً عاليًا موجعًا. كنت بلا شك واحدًا من الذين بكوا عليها، حتى ارتاب زملائي في العمل من أمري.
"لماذا يبكي هذا الرجل؟" تساءلوا. "لم نعتد منه سوى القوة، من الذي رحل فجأة؟".
وجدوني أنظر إلى هاتفي، وصورة السيدة منال أمامي، فظنوا أنها من أفراد عائلتي، وبدأوا يقدمون لي التعازي.
لكنني في الحقيقة لا أعرفها، إلا أنها تشبه كل نساء مصر في شيء ما: ربة منزل تقاتل يوميًا من أجل أطفالها، من أجل بيتها، من أجل زوجها.
زوجها... ذلك الرجل الذي تجرد من الإنسانية. هو من فعل ذلك.
بحسب ما تردد في جميع مواقع التواصل، لم تكن المرة الأولى التي يضربها فيها، أو يعذبها، أو يقسو عليها بلا رحمة.
وفي النهاية، قتلها.
قتل الأم، بلا شفقة.
فكيف لرجل أن يتحمل هذا الإثم الذي لن يُمحى أبدًا؟
قتل رفيقته، من آوته ليلًا، من احتملت همومه وأعباء أسرته وأطفاله.
أي إنسان هذا الذي يرتكب مثل هذه الجريمة؟
أما آن لهذا الوطن أن يُقر قوانين رادعة تجرم وتعاقب ضرب الزوجة؟
الزوجة التي أوصت بها الأديان كلها خيرًا.
في الإسلام: "تسريح بإحسان"، وفي المسيحية: "يصير الاثنان جسدًا واحدًا" في سر الزيجة، أحد أسرار الكنيسة السبعة.
لماذا كل سيدة عربية لها قصة مأساوية يجب أن يعرفها العالم؟
لم تكن هذه المرة الأولى التي يعتدي فيها زوجها عليها. أكد أطفالها أن رحلة العذاب استمرت نحو عشرين عامًا من الضرب المبرح، والألم، والإهانة.
ومع ذلك، كانت تملك الأمل بأن تتجاوز تلك المحنة، أن ترى أطفالها سعداء، أن تموت بسلام، لا بهذه الطريقة القاسية.
لماذا صبرتِ، سيدتي؟
أي نوع من النساء أنتِ؟
سيدتي، لماذا جعلتِني أبكي وأنا لا أعرفك، ولست من ديانتك؟
ارقدي بسلام، سيدتي.
ولتُرفرف حولك الملائكة في الملكوت،
وعند الله تجتمع الخصوم.
ليرحمكِ رب السماء،
وليكن خير معين لأطفالك.

الأكثر قراءة
-
حبس عامل متهم بإنهاء حياة نجله بوسائل غير آدمية في سفاجا
-
يقود سيارة معاقين.. فحص أمني بكفر الشيخ يُرشد لضبط رجب هلال حميدة
-
ننشر أسماء 18 مصابا ومتوفيين في حادث طريق مطروح
-
بلاغات بالجملة ضد بدر عياد.. اتهامات بخدش الحياء العام والسب
-
لماذا اشترى البنك المركزي 54.98 ألف أونصة ذهب في 7 أشهر؟
-
ما دلالات رفع القيود على استخدام بطاقات الائتمان بالخارج؟.. خبير يوضح
-
أحمد الباز: الاستثمار العقاري يحتاج رؤية مختلفة.. والالتزام والجودة سر نجاحنا
-
غرفة الجيزة: يجب توفيق أوضاع المصانع المتضررة من تعريفة الحدود الكربونية

مقالات ذات صلة
الشرطة المصرية لا تخاف يا عمورة!
13 أغسطس 2025 10:14 ص
هل يتظاهر نتنياهو من أجل فتح معبر رفح؟!
29 يوليو 2025 11:05 ص
انصروا الله واحلقوا شوارب الدروز!
16 يوليو 2025 01:42 م
رجاء.. لا تذبحوا مها الصغير!
08 يوليو 2025 11:34 ص
أكثر الكلمات انتشاراً