الأحد، 17 أغسطس 2025

06:19 ص

الشرطة المصرية لا تخاف يا عمورة!

الممثل "عمرو واكد" وعلى حسابه الشخصي يتوعد الشرطة المصرية في يوم قريب، ويؤكد أنها لن تكون آمنة في الفترة المقبلة، هذا الكلام هو محض تخريف وهلاوس ربما من آثار الكحول أو مخدر قوي لا أعرف نوعه بالضبط. 
عمرو واكد هل سألت نفسك من هي الشرطة المصرية؟؟
دعني أخبرك من هي الشرطة المصرية، لكن أولا دعني أخبرك شيئا ربما لا تعرفه، الشرطة المصرية ليست كائنات فضائية هبطت علينا من كوكب المشتري مدججة بالسلاح، تسير في شوارع المعمورة بمركبات فضائية أيضا، بل هم إخوتنا وأبناؤنا وأبناء عمومتنا وجيراننا لا يسكنون في جزر منعزلة أو أبراج من العاج.

نجدهم في أحزاننا قبل أفراحنا ونجدهم قبل الجميع في مصابنا، ونجدهم وقت المرض ووقت الخوف ووقت الغرق ووقت الحاجة ووقت الحريق ونجدهم في الطريق يحموننا ويقومون بتيسير حياتنا ونلجأ إليهم عند الخوف وعند الرعب ووقت الحاجة ووقت الفاقة. 
دعني أخبرك يا "عمورة" أنه لا يوجد بيت في مصر إلا ويحلم أن يلتحق أبناؤه وبناته بمؤسسة الشرطة المصرية الوطنية، أيضا لا تخلو عائلة أو منزل في مصر من عضو من أعضاء الشرطة المصرية، قريب أو خال أو عم أو جد أو ابن. 
لذلك نسأل مجددا: من هي الشرطة المصرية؟ 
هي كل بيت في مصر، كل عائلة مسلمين ومسيحيين، أيضا لن أحدثك عن كم التضحيات التي قامت بها الشرطة المصرية على مدار السنين الماضية بداية من كفاحها ضد المحتل وعدم إلقائها السلاح، حتى آخر جندي استشهد بالأمس وهو يحاول إنقاذ سيدة مسنة التهم الحريق محتويات غرفتها، حيث نجت هي، ودفع هو حياته حفاظا على حياتها. 
دعنى أخبرك يا "عمورة"، أن الشرطة المصرية الوطنية حين تدفع، لا تدفع نقودا بل ما هو أغلى 
تدفع من دمائها ومن أرواحها بنية خالصة لربها. 
الشرطة المصرية الوطنية يا عمرو واجهت تحديات مثل الجبال، فلقد ابتلانا الله في السنين الماضية بقوم لا يعقلون، قلوبهم أقسى من الحجر لا يعرفون الله ولكن للأسف على الدوام يتحدثون باسم الله وكأنهم وكلاء الله في أرضه، يأمرون الناس بالفوضى والتخريب تحت ستار الدين وهم الذين لا يعرفون شيئا عن الدين إلا مسألة الخلافة والنكاح والجهاد ضد أي رجل يتولى الحكم وهو ليس منهم، لقد خربوا الديار وحرقوا وقتلوا وسحلوا كل من خالفهم، لقد روعوا الآمنين والدين منهم براء. 

في هذا كله أرادوا تقسيم وطننا الغالي إلى جماعات ودويلات وفرق وملل ونحل حيث لا يعترفون بحدود أو أوطان وهذا تجلى في مقولة المرشد الأسبق محمد مهدي عاكف، حين سأله الصحفي سعيد شعيب هل تمانع أن يحكم مصر أجنبي طالما كان مسلما، فأجابه عاكف قائلا: “طز في مصر وأبو مصر” ، إلا أن مؤسسة الشرطة المصرية الوطنية وجيش مصر الوطني، أخذ على عاتقه تطهير البلاد وفك قيد العباد من هؤلاء القتلة الأوغاد الحمقى. 
وفي ذلك، ظل يتساقط الشهيد تلو الشهيد، وترتوي أرض مصر بدماء هؤلاء في ملحمة خالدة ترويها الأجيال القادمة جيلا بعد جيل. 
هل تعلم أن كل الشهداء الذين سقطوا لم يتركوا سلاحهم بل كانوا متمسكين بالإيمان كما تمسكهم بسلاحهم.
هل تعرف يا عمرو الشهيد "عمر منازع " هو جاري وقريب لي سقط بيد الغدر والخسة والندالة،  سقط على يد أمثالك، نعم أنت شريك في الجريمة، ألم تقرأ أن الفتنة أشد من القتل، سقط بسلاح رجل جاهل ، حرضه رجل يدعى الثقافة ويدعى التدين من أمثالك وأمثال كل أبواق الخارج الذين يتنعمون بدولارات مشبوهة، ويبيعون حلم الجنة للعامة والدهماء، هل نظرت في وجه أبناء الشهيد “عمر منازع”؟ 
نحن نظرنا في وجوههم كانوا ينتظرون والدهم حتى يعود من خدمتة حاملا معه الحلوى والتفاح، هل تدرك ما تفعله أو تقوله يا "عمورة"، لقد حرمت أنت وأمثالك عائلة بأكملها من والدهم الذي لن يعود لأطفاله مجددا لكن حتما سيلتقون بالجنة. 
جارنا الشهيد عمر منازع من قرية شمال سوهاج تعدادها يزيد عن مئة ألف نسمة هي قرية شطورة 
جميعنا لنا ثأر عندك يا عمرو وعند جماعتك وعند من تدعمهم.
مؤسسة الشرطة المصرية الوطنية لا تحتاج من يدافع عنها لأنها شرطة الشعب، وهي حامي الشعب وهذا دورها التي تؤديه دون منة أو إحسان. 
هؤلاء رجال عاهدوا الله على حماية الوطن تحت أي ظرف من الظروف، وقد أثبتت الأيام الماضية والسنين الماضية أن هؤلاء رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

دمتم بخير..

search