الأربعاء، 30 يوليو 2025

01:03 م

هل يتظاهر نتنياهو من أجل فتح معبر رفح؟!

وأنا أتابع تصريحات المسؤولين الإسرائيليين وجدت مفارقة في قمة العجب العجاب، تصريح لـ إيدى كوهين يحمّل مصر مسؤولية غلق معبر رفح ويطالب بفك الحصار.

للحقيقة أنا لم أندهش من هذا السلوك، خصيصا بعدما رأيناه من صهاينة يتحدثون العربية يهاجمون مصر جيشا وشعبا ورئيسا من أمام السفارات المصرية والقنصليات، وهذا سلوك ليس له توصيف إلا أنه عدواني وشرير، ربما مارسه البعض بجهالة وربما انفعالا مؤقتا بسبب ضغط الأحداث ولكن 
البعض دبر وخطط وتم تمويله وإعداده جيدا من قبل الصهاينة ليتم الزج باسم مصر في أحداث كراهية ضدها وإحراجها دوليا وتحميلها المسؤولية عن حصار وتجويع الشعب الفلسطينى الشقيق، الذي يعرف جيدا كم حربا خضناها لأجل كرامة وعزة وسلام فلسطين.
كنت أظن في البداية أن سلوك بعض المطالبين بفتح معبر رفح عبر سفارات مصر بالخارج هو سلوك فردي وعفوي وغير مدبر حتى جاء الخبر اليقين.
محتجون يقفون أمام سفارة مصر بـ"تل أبيب" نفسها ليطالبوا بفتح المعابر، كانت نكتة مضحكة مبكية وهنا تأكدت أنها حملة ممنهجة بأوامر مباشرة ربما من نتنياهو نفسه، وذلك لإحراج مصر وإخراجها بمظهر الظالم المعتدي المحاصر الذي جوّع الشعب الفلسطيني ليقلبوا الطاولة رأسا على عقب وليخففوا ضغط المجتمع الدولي عن إسرائيل وإدارة اتجاهات ومؤشرات الغضب العالمي للقاهرة بدلا عن "تل أبيب"، وهي سياسة إسرائيل القفز إلى الأمام دائما وتحميل الغير مسؤولية مؤامراتها ولتكبيل وتقويض دور مصر وحدها وهي التي تخشاها إسرائيل.

 لم تستطع حكومة إسرائيل تدجين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في حظيرتها ولم تستطع تركيعه أو على الأقل لم تعرف كيف تسكت لسانه في المحافل الدولية، وهو الذي لم يقبل ولم يرضخ لقبول طلباتهم في إخلاء غزة نحو الأراضي السيناوية وتفريغ القضية الفلسطينية وتصفيتها من الأساس، وهذا هو أسلوب إسرائيل حيث تحارب بأساليب منحطة وعلى مسارح حرب تبعد عن مكانها آلاف الأميال، ونحن ندرك ذلك جيدا، فمثلا نسفت إسرائيل محطات كهرباء على أرضنا.
حاولت إسرائيل نسف قنصلية بريطانيا على أرضنا وذلك لكونها لا تريد جلاء الإنجليز عن مصر، 
أيضا حاولت تفجير سينمات مصرية حتى وقع من حاول ذلك في يد المصريين وعرفنا عبر مخابراتنا أن هؤلاء مدعومون من الموساد نفسه، كانت إسرائيل دائما تتظاهر أنها الحمل الوديع والعرب أجمعون مجموعة من الأوغاد، وهي ما تريد أن تفعله الآن مع مصر لتبين للعالم أن مصر ورئيسها سبب رئيسي في تجويع إخوانهم. 
إسرائيل لم تنتصر على مصر رغم أنها حاربتنا بـ ميراچ وفانتوم وسكاى هوك وإف ١٦ وقنابل عنقودية وفسفورية ومدافع ودبابات فرنسية وألمانية وأمريكية، والآن تريد أن تنتصر عبر ترويج الوقيعة بيننا وتشويه صورتنا كمصريين شعبا وجيشا ورئيسا. 
إن ما يتم الترويج له الآن بتبجح منقطع النظير، إنما هو محاولة بائسة من جيش الاحتلال الإسرائيلي لكسب مزيد من الوقت أو مزيد من التقدم للأمام، وتخفيف الضغط وكراهية الشعوب لها، خصوصا بعد نجاح السياسة الخارجية المصرية وبعض الدول العربية في نزع اعترافات للرئيس الفرنسي ماكرون بدولة فلسطين.
إن العالم الغربي النائم بدأ يستيقظ على المستوى الشعبي ليحمّل إسرائيل المسؤولية وليصفها البعض بشيطان الشرق الأوسط، إن تلك المؤامرة الخبيثة لا يجب الانسياق خلفها من بعض الطيبين في مصر، وليعرف الجميع أن مصر لم ولن تألُ جهدا من أجل قضيتي وقضيتك وقضية كل العرب، ليعرف الجميع أن حائط الصدّ المنيع والحائل دون تصفية القضية من الأساس هم المصريون الذين باتوا بين ليلة وضحاها وكأنهم المذنبون، إني أتساءل أين عقول هؤلاء الذين يعيشون بتل أبيب نفسها ليطالبوا مصر بكل تبجح بفتح المعابر، أليس من الأولى مطالبة إسرائيل بفك حصارها وإنهاء الحرب والقبول بحل الدولتين طبقا للاتفاقات الدولية؟

search