الجمعة، 16 مايو 2025

02:21 ص

ذكرى تهجير وطن لا يزال حاضرًا.. لماذا يحيي الفلسطينيون يوم النكبة؟

النكبة الفلسطينية

النكبة الفلسطينية

سيد محمد

A .A

بينما تتصاعد وتيرة الحرب في غزة وتلوح في الأفق خطط إسرائيلية لتهجير المزيد من الفلسطينيين قسرًا، يستحضر الكثيرون ذكرى النكبة، التي يحييها الفلسطينيون في 15 مايو من كل عام.

ماذا تعني النكبة؟

 تعني كلمة "النكبة" الكارثة أو المصيبة، وفي سياق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يشير مصطلح "النكبة" إلى فقدان الفلسطينيين لوطنهم بين عامي 1947 و1949.

يُعتقد أن حوالي 700 ألف فلسطيني فيما يعرف الآن بإسرائيل فروا أو أُجبروا على ترك منازلهم، ولا يزال العديد من اللاجئين الفلسطينيين عديمي الجنسية حتى يومنا هذا، بحسب “دويتش فيلا” الألمانية.

ما هو يوم النكبة؟

كان يوم 15 مايو 1948 بداية الحرب العربية الإسرائيلية، وأصبح منذ فترة طويلة يومًا يخرج فيه الفلسطينيون إلى الشوارع للاحتجاج على تهجيرهم، ويرفع الكثيرون الأعلام الفلسطينية ويحضرون مفاتيح منازلهم السابقة أو يحملون لافتات تحمل رموز المفاتيح، تجسيدًا لأمل العودة إلى ديارهم وما يعتبره المجتمع حقهم في العودة.

في الماضي، تحولت بعض الاحتجاجات إلى اشتباكات عنيفة، واتهمت إسرائيل حماس ومنظمات أخرى تصنفها دول مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى كمنظمات إرهابية باستغلال هذا اليوم لخدمة أهدافها.

صاغ مصطلح يوم النكبة في عام 1998 الزعيم الفلسطيني آنذاك ياسر عرفات، وحدد هذا التاريخ كيوم رسمي لإحياء ذكرى فقدان الوطن الفلسطيني.

لماذا اضطر الفلسطينيون إلى المغادرة؟

حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، حكمت الإمبراطورية العثمانية فلسطين، ثم خضعت للسيطرة البريطانية وأطلق عليها اسم الانتداب البريطاني على فلسطين. 

بعد الهولوكوست في ألمانيا النازية، حيث قُتل 6 ملايين يهودي، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة تقسيم فلسطين، ورفضت الجامعة العربية الخطة، التي خصصت أقل من 50% من فلسطين الانتدابية للدولة العربية، لكن الوكالة اليهودية لفلسطين قبلتها، وفي 14 مايو 1948، أُعلن عن قيام دولة إسرائيل.

وردًا على ذلك، هاجم تحالف من خمس دول عربية إسرائيل، التي هزمته في عام 1949، وقبل هذه الحرب، كان ما بين 200 ألف و300 ألف فلسطيني قد غادروا أو أُجبروا على الخروج بالفعل، وخلال القتال، نزح ما بين 300 ألف و400 ألف فلسطيني آخرين، ويقدر العدد الإجمالي بحوالي 700 ألف شخص.

مذبحة دير ياسين

قبل الحرب وخلالها، دُمرت أكثر من 400 قرية عربية، وتظل مذبحة دير ياسين - وهي قرية على الطريق بين تل أبيب والقدس - محفورة بشكل خاص في الذاكرة الفلسطينية حتى يومنا هذا، وقُتل ما لا يقل عن 100 شخص، بينهم نساء وأطفال، في الهجوم الذي وقع قبل اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية رسميًا. 

أثار الحدث خوفًا واسع النطاق بين الفلسطينيين ودفع الكثيرين إلى الفرار من ديارهم، ونفذت ميليشيات يهودية والجيش الإسرائيلي أكثر من اثنتي عشرة مذبحة أخرى للفلسطينيين بين عامي 1947 و1949.

بحلول نهاية الحرب، كانت إسرائيل تسيطر على حوالي 40% من المنطقة التي خصصتها خطة تقسيم الأمم المتحدة لعام 1947 للفلسطينيين في البداية.

إلى أين ذهب الفلسطينيون؟

انتهى المطاف بمعظم الفلسطينيين كلاجئين عديمي الجنسية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة والدول العربية المجاورة، ولم ينتقل سوى أقلية منهم إلى أماكن أبعد.

حتى اليوم، لم يتقدم سوى جزء ضئيل من الجيل التالي من الفلسطينيين بطلبات للحصول على جنسيات أخرى وحصلوا عليها، ونتيجة لذلك، ظلت الغالبية العظمى من حوالي 8 ملايين فلسطيني في الشرق الأوسط عديمي الجنسية حتى الجيل الثالث والرابع.

ما هو حق العودة الفلسطيني؟

وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948، وكذلك قرار الأمم المتحدة رقم 3236 لعام 1974، واتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، فإن الفلسطينيين الذين يعتبرون لاجئين فلسطينيين لديهم "حق العودة".

ومع ذلك، رفضت إسرائيل "حق العودة" للفلسطينيين، مشيرة إلى أن هذا سيعني نهاية هوية إسرائيل كدولة يهودية. 

النكبة في الأمم المتحدة

وقال رئيس لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الفلسطينية، خلال فعالية خاصة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك اليوم، إن نكبة عام 1948 ونكبة اليوم في غزة ليسا حدثين منفصلين، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في القطاع وتحقيق الدولة الفلسطينية.

وقال الشيخ نيانج (السنغال)، رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، في افتتاحه حلقة نقاش بعنوان "1948-2024: النكبة الفلسطينية المستمرة": "اليوم، نحيي مرة أخرى ذكرى أحداث عام 1948 والأعوام التي تلتها، والتي أدت إلى تهجير حوالي 750 ألف فلسطيني من أراضيهم الأصلية".

مرصد مراقبة الاتحاد الأوروبي

ويرى مرصد مراقبة الاتحاد الأوروبي، أن التطهير العرقي لفلسطين على يد الميليشيات الصهيونية عام 1948 من أكثر الأحداث التاريخية ثبوتًا، وإن عدم الاعتراف بالنكبة يعني تأييدًا للرواية التي بررت الفظائع المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني.

إن المسألة في غاية الأهمية: فبدون الاعتراف بالنكبة، سيكون من المستحيل معالجة الأسباب الجذرية للوضع في فلسطين، بما في ذلك الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.

search