في ذكراها.. كيف ناضل الفلسطينيون للاعتراف بيوم النكبة؟
يوم النكبة الفلسطيني
تحتفل العديد من المدن حول العالم بيوم النكبة الفلسطيني، والذي خاض الفلسطينيون فيه العديد من المعارك الناعمة من أجل انتزاع الاعتراف العالمي به.
الاعتراف الأممي
وكشف موقع “كونفرسيشن” الأمريكي، أنه يوم 15 مايو 2023 شهد حدثًا تاريخيًا في الأمم المتحدة، حيث عقدت المنظمة الدولية اجتماعًا خاصًا رفيع المستوى لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة - التهجير الجماعي لحوالي 750 ألف فلسطيني من وطنهم في عام 1948.
تعد هذه المرة الأولى التي تحيي فيها الهيئة الدولية الذكرى، ووصفها المنظمون بأنها بمثابة "تذكير بالظلم التاريخي الذي عانى منه الشعب الفلسطيني".

ومع ذلك، لم يؤيد الجميع قرار الأمم المتحدة بإحياء هذا اليوم، وكانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من بين الدول التي صوتت ضد إحياء الذكرى.
في المقابل، دعت وزارة الخارجية الإسرائيلية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى "عدم المشاركة في الحدث الذي يتبنى الرواية الفلسطينية التي تعارض حق إسرائيل في الوجود".
وترى باحثة في التاريخ الفلسطيني أن قرار الأمم المتحدة هو تتويج لعملية طويلة، فعلى مدى عقود، ناضل الفلسطينيون من أجل الاعتراف الدولي بالنكبة في مواجهة رواية قللت من محنتهم، لكن هذا بدأ يتغير.
المعركة حول رواية النكبة
قدمت الروايات الفلسطينية والإسرائيلية الرسمية لما حدث بطرق مختلفة تمامًا، ومنذ عام 1948، أصر الفلسطينيون على أن لديهم الحق في العودة إلى المنازل والأراضي التي طُردوا منها، واستشهدوا هم وأنصارهم بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي تم تبنيه في ديسمبر 1948، والذي ينص على أن "لكل فرد الحق في مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده، وفي العودة إلى بلده".
وزعم المسؤولون الإسرائيليون أن الفلسطينيين غادروا بناءً على طلب قادتهم ويجب إعادة توطينهم في الدول العربية المجاورة.

كما يجادلون بأنه بما أن إسرائيل استوعبت بالفعل حوالي 900 ألف لاجئ يهودي طردوا من الدول العربية بعد تأسيس إسرائيل، فلا ينبغي عليها أن تستعيد اللاجئين الفلسطينيين أيضًا.
لعقود من الزمان، كان الأمريكيون عمومًا أكثر تعاطفًا مع الموقف الإسرائيلي، وأحد أسباب ذلك هو رواية "الخروج" الأكثر مبيعًا عام 1958 والفيلم الضخم الذي يحمل نفس الاسم عام 1960، واستندت الرواية إلى صور نمطية عنصرية معادية للعرب قائمة منذ فترة طويلة لتبرئة القوات الصهيونية والإسرائيلية من دورها في خلق أزمة اللاجئين الفلسطينيين.

كان “إنكار النكبة”، منتشرًا على نطاق واسع، وقد استند إلى فكرة أن الفلسطينيين كانوا "عربًا" يمكن توطينهم في أي بلد عربي آخر، بدلاً من شعب يرتبط طعامه وملابسه ولهجاته بمواقع محددة في فلسطين، ويختلف عن تلك الموجودة في البلدان العربية المجاورة.
لطالما استندت محاولات إحياء ذكرى النكبة إلى سرد مضاد يربط الثقافة والمجتمع الفلسطينيين بمدنهم وقراهم الأصلية قبل عام 1948.

يوم النكبة بعد حرب يونيو 1967
بعد حرب يونيو 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنذ ذلك الحين، سعى الفلسطينيون في جميع أنحاء العالم إلى استخدام يوم 15 مايو للفت الانتباه ليس فقط إلى محنة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في المنفى، بل أيضًا إلى أولئك الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وحصل الفلسطينيون على دعم من الكثيرين في الجنوب العالمي - وهو مصطلح يصف البلدان ذات الدخل المنخفض بشكل رئيسي في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية - ويرجع ذلك جزئيًا إلى التجارب الاستعمارية المشتركة للعديد من الدول، بينما أيدت بعض الجماعات الأمريكية الأفريقية في الولايات المتحدة القضية الفلسطينية أيضًا، وظلت النكبة غير معروفة إلى حد كبير في معظم أنحاء الغرب.

احتفال في أمريكا بعد 50 عاما من المنفى
في عام 1998، بينما أحيا الفلسطينيون 50 عامًا من المنفى، نظم نشطاء في الولايات المتحدة وحول العالم فعاليات تذكارية، ولأول مرة، ركز المنظمون الفعاليات حول موضوع واحد “تذكر النكبة”.

نضال المؤرخون الجدد
في غضون ذلك، نشرت مجموعة من الباحثين الإسرائيليين المعروفين باسم "المؤرخين الجدد" دراسات موثقة بعناية أكدت الرواية الفلسطينية لما حدث في عام 1948. قوضت تلك الدراسات الإنكار الإسرائيلي الرسمي القائم منذ فترة طويلة لدوره في خلق النكبة. كما فتحت الباب أمام اعتراف عالمي أوسع بتجارب الفلسطينيين.


الأكثر قراءة
-
موعد عرض مسلسل "ورد وشوكولاتة" وطرق المشاهدة
-
باقي ساعات.. إزاي تعمل صورتك بالزي الفرعوني في أقل من دقيقة
-
خفير مزلقان يضحي بحياته لإنقاذ مواطن بالمنيا
-
بعث جديد من قلب مصر.. نحن أولاد الأصول
-
24 ساعة على الهواء، كيف بث التليفزيون حدث نقل تمثال رمسيس قبل استقراره بالمتحف الكبير؟
-
فرحة مصرية بالأقصر، "يا ليلة المتحف انستينا" تتصدر مشهد الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير
-
المستشار طاهر الخولي يعلن برنامجه الانتخابي، التعليم والصحة على رأس الأولويات
-
طرق تصميم صور فرعونية بالذكاء الاصطناعي مجانا
أخبار ذات صلة
من كوماسي إلى الدار البيضاء.. محطات الألم في تاريخ الأهلي الأفريقي
01 نوفمبر 2025 04:00 ص
رئيس معمل البقايا يكشف آخر الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير
31 أكتوبر 2025 09:40 م
أبو لولو السوداني يقتدي بـ"أبو لؤلؤة المجوسي"، خان الدم وقتل العهد
31 أكتوبر 2025 01:09 م
استغرق تنفيذه 16 شهرًا، مسؤول إضاءة معروضات المتحف المصري الكبير يروي تفاصيل المشروع العملاق
30 أكتوبر 2025 08:33 م
12 قاعة على الأهرامات، المتحف المصري الكبير يروي حضارة 7 آلاف عام
30 أكتوبر 2025 05:45 م
"سيفتي"، حقيقة الصورة المتداولة لعمال المتحف المصري الكبير (خاص)
30 أكتوبر 2025 04:33 م
العد التنازلي بدأ.. ماذا قالت الصحف الأجنبية عن المتحف المصري الكبير؟
30 أكتوبر 2025 12:50 م
بعد تخفيض 25% ومهلة 6 أشهر، هل تنجح الحكومة في إنقاذ ملف التصالح؟
29 أكتوبر 2025 08:55 م
أكثر الكلمات انتشاراً