الأحد، 01 يونيو 2025

01:07 م

"التلعثم".. الضرر النفسى المصاحب للتهتهة

الدكتورة أمنية عباس، مدرس أمراض التخاطب بكلية طب قصر العيني

الدكتورة أمنية عباس، مدرس أمراض التخاطب بكلية طب قصر العيني

يُعد تطور اللغة والكلام من أهم مؤشرات النمو العقلي والاجتماعي للطفل، وتُعد مراقبة هذا التطور خطوة حاسمة في الكشف المبكر عن أي تأخر قد يستدعي التدخل العلاجي. 

يؤكد خبراء التخاطب أن السن المثالي لملاحظة تطور اللغة يبدأ من عمر سنتين، وأن أي تأخر ملحوظ في القدرة على نطق الكلمات أو تكوين الجمل يتطلب استشارة مختص دون تأجيل.

يشدد الخبراء على أن غياب الكلمات تمامًا بحلول العامين، أو عدم قدرة الطفل على تكوين جمل واضحة عند بلوغه عامين ونصف، يمثل مؤشراً يستدعي القلق، لاسيما إذا صاحبه عدم إصدار أصوات منذ الولادة، وهو ما يستوجب إجراء فحص سمع فوري.

جبل الجليد

قالت الدكتورة أمنية عباس، مدرس أمراض التخاطب بكلية طب قصر العيني، إن التلعثم عند الأطفال يشبه "جبل الجليد"، حيث لا يظهر منه إلا الجزء الصغير فوق السطح، بينما تكمن المشكلة الأكبر تحت هذا السطح.

أوضحت في تصريح خاص لـ"تليجراف مصر"، أن الجزء الظاهر من التلعثم يتمثل في التهتهة، والتي تظهر على شكل تكرار الحروف أو إطالتها، أو إضافة كلمات غير لازمة، وغالبًا ما تصاحبها حركات لا إرادية في العين أو الجسم، ورعشة في اليدين.

جوانب نفسية خفية

أشارت إلى أن هذا الجانب الظاهر لا يُعد إلا مؤشرًا بسيطًا على حجم المعاناة الحقيقية، مضيفة أن الجزء الأكبر من المشكلة يتعلق بجوانب نفسية خفية، تشمل القلق والتوتر، وضعف الثقة بالنفس، والمواقف الصعبة التي مر بها الطفل، إلى جانب أفكار سلبية تسيطر عليه.

لفتت إلى أن التلعثم يُدخل الطفل في دوامة نفسية مغلقة، حيث تؤدي تعليقات المحيطين إلى تفاقم حالته النفسية، مما يدفعه لتجنب الحديث أو التعامل مع الآخرين.

بقيت بسكت

أشارت الدكتورة أمنية عباس، مدرس واستشاري أمراض التخاطب بكلية طب قصر العيني إلى أن بعض الأطفال يقولون صراحة: "أنا بقيت بسكت". 

شددت استشاري أمراض التخاطب بكلية طب قصر العيني، على أهمية التدخل المبكر والعلاج من خلال طبيب متخصص في أمراض التخاطب، مشيرة إلى أن العلاج لا يقتصر فقط على تأهيل الطفل لتحسين طريقة النطق، بل يتضمن أيضًا دعمًا نفسيًا مكثفًا للطفل وذويه، وتحويل أسلوب الحديث إلى طريقة سلسة ومفهومة دون عناء.

أكدت عباس أن مجال التخاطب لا يقتصر على التلعثم فقط، بل يشمل أيضًا تأخر الكلام، صعوبات التعلم، اضطرابات التوحد، ضعف السمع، وفرط الحركة وتشتت الانتباه.

دور الأسرة في المتابعة

لفتت المدرس بالقصر العيني، إلى أن دور الأسرة في المتابعة والدعم يمثل حجر الأساس في أي خطة علاجية ناجحة.

search