السبت، 24 مايو 2025

08:46 ص

تتصدى للصواريخ القادمة من الفضاء.. ما هي "القبة الذهبية" الأمريكية؟

ترامب ينظر إلى تصوّر للقبة الذهبية

ترامب ينظر إلى تصوّر للقبة الذهبية

A .A

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اختيار بلاده تصميمًا لنظام الدفاع الصاروخي المستقبلي الذي أطلق عليه اسم "القبة الذهبية" (Golden Dome)، مشيرًا إلى أن النظام سيدخل الخدمة بحلول نهاية ولايته.

ويأتي هذا الإعلان بعد أيام قليلة من عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، حيث كشف عن نواياه لتطوير هذا النظام الذي يهدف إلى مواجهة "الجيل القادم" من التهديدات الجوية للولايات المتحدة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز.

وتم تخصيص مبلغ أولي قدره 25 مليار دولار للمشروع ضمن قانون الميزانية الجديد، على الرغم من أن الحكومة قدّرت أن التكلفة ستتجاوز ذلك بكثير على مدى عقود. ويحذر المسؤولون من أن الأنظمة الحالية لم تواكب تطور الأسلحة التي يمتلكها الخصوم المحتملون.

قيادة المشروع ومشاركة كندية محتملة

أعلن ترامب أن الجنرال مايكل جيتلين، القائد في قوة الفضاء ونائب رئيس عمليات الفضاء حاليًا، سيشرف على هذا المشروع الطموح.

وكان ترامب قد أمر وزارة الدفاع، بعد أسبوع من توليه الرئاسة للمرة الثانية، بتقديم خطط لنظام ردع ودفاع ضد الهجمات الجوية، والتي وصفها البيت الأبيض بأنها لا تظل "التهديد الأكثر كارثية" الذي تواجهه الولايات المتحدة.

وفي حديثه من المكتب البيضاوي، أمس، أوضح ترامب أن النظام سيتألف من تقنيات "الجيل القادم" عبر البر والبحر والفضاء، بما في ذلك أجهزة استشعار وصواريخ اعتراضية فضائية، وأشار إلى أن كندا قد طلبت الانضمام إلى هذا النظام. 

وخلال زيارة لواشنطن في وقت سابق من هذا العام، أقر وزير الدفاع الكندي آنذاك، بيل بلير، باهتمام كندا بالمشاركة في مشروع القبة، معتبرًا أنه "منطقي" ويصب في "المصلحة الوطنية" للبلاد، مضيفًا أنه "على كندا أن تعرف ما يجري في المنطقة" وأن تكون على دراية بالتهديدات القادمة، بما في ذلك القطب الشمالي.

قدرات "القبة الذهبية" وتكلفة المشروع

زصرح الرئيس الأمريكي أن النظام سيكون "قادرًا حتى على اعتراض الصواريخ التي تُطلق من الجانب الآخر من العالم، أو تُطلق من الفضاء". ويُستوحى هذا النظام جزئيًا من نظام القبة الحديدية الإسرائيلية، المستخدم لاعتراض الصواريخ والقذائف منذ عام 2011.

ومع ذلك، ستكون "القبة الذهبية" أكبر بكثير، ومُصممة لمواجهة مجموعة أوسع من التهديدات، بما في ذلك الأسلحة الأسرع من الصوت القادرة على التحرك بسرعة تفوق سرعة الصوت، وأنظمة القصف المداري الجزئي (FOBS) التي تقدر على إطلاق رؤوس حربية من الفضاء. 

وأضاف ترامب: "ستُسقط جميع هذه الصواريخ في الجو قبل أن تصل"، لافتًا إلى أن "نسبة نجاح النظام قريبة جدًا من 100 في المئة".

وكان مسؤولون أمريكيون قد صرحوا سابقًا بأن "القبة الذهبية" تهدف إلى تمكين الولايات المتحدة من إيقاف الصواريخ في مراحل مختلفة من إطلاقها، بما في ذلك قبل إطلاقها وأثناء وجودها في الجو. وأكد مسؤولو دفاع أمريكيون أن الجوانب المتعددة للنظام ستكون تحت قيادة مركزية واحدة.

وصرح ترامب بأن البرنامج سيتطلب استثمارًا أوليًا يقدر بـ 25 مليار دولار، بتكلفة إجمالية تبلغ 175 مليار دولار على المدى الطويل. وحُدد المبلغ الأولي البالغ 25 مليار دولار ضمن مشروع قانونه الضريبي، الذي لم يُقرّ بعد. ومع ذلك، قدّر مكتب الميزانية في الكونجرس أن الحكومة قد تنفق في نهاية المطاف مبلغًا أكبر، يصل إلى 542 مليار دولار على مدى 20 عامًا، على الأجزاء الفضائية من النظام وحده.

مواجهة الفجوات الدفاعية

لطالما حذّر مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من أن الأنظمة الحالية لا تواكب تكنولوجيا الصواريخ الجديدة التي تُصممها روسيا والصين. وقال ترامب في المكتب البيضاوي، أمس، "في الواقع، لا يوجد نظام حالي. لدينا مجالات مُحددة للصواريخ وأنظمة دفاع صاروخي مُحددة، لكن لا يوجد نظام. لم يسبق أن وُجد شيء كهذا".

وأشارت وثيقة إحاطية أصدرتها وكالة استخبارات الدفاع مؤخرًا إلى أن التهديدات الصاروخية "ستتوسع في نطاقها وتعقيدها"، إذ تصمم الصين وروسيا بشكل نشط أنظمةً "لاستغلال الثغرات" في الدفاعات الأمريكية.

search