الجمعة، 23 مايو 2025

05:21 م

توتر علاقة ترامب ونتنياهو.. لغة مصالح أم استفاقة أمريكية؟

نتنياهو وترامب- أرشيفية

نتنياهو وترامب- أرشيفية

سيد محمد

A .A

رصد الكاتب والمحلل الأمريكي جون ماك جليون الاختلاف في علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشددًا على أن ترامب قد أدرك أخيرًا أن نتنياهو ليس حليفًا حقيقيًا للولايات المتحدة.

تحول في نهج ترامب

يلفت الكاتب الأمريكي في تحليله بصحية “ذا هيل” الأمريكية،  الانتباه إلى جولة ترامب الأخيرة في الشرق الأوسط، حيث اختار مصافحة الأيدي في الرياض والدوحة متجاهلًا تل أبيب تمامًا. 

ويفسر جليون هذا التصرف بأنه ليس كراهية أو خيانة، بل "مسافة، براجماتية، وتذكير بأن الولايات المتحدة هي القوة العظمى – وليست دولة تابعة، ولا مانحة، ولا خادمة"، ويضيف أن ترامب لم يكن بحاجة للتوقف في تل أبيب ليؤكد هذه النقطة.

ويرى غليون أن هذه المسافة تبعث برسالة طالما خشيتها الطبقة السياسية الأمريكية، وهي أن بنيامين نتنياهو ليس صديقًا للولايات المتحدة، فبالرغم من ادعاء نتنياهو التحالف والتحدث أمام الكونجرس عن القيم المشتركة والحضارة الغربية، يرى جليون أن ما يتبقى هو "رجل يتشبث بالسلطة بيأس، ومستعد لتعريض الاستقرار العالمي للخطر، وتأجيج نيران الحرب، وهدم الجسور مع الدولة التي يتظاهر بتبجيلها – إذا كان ذلك يعني إبقاء نفسه بعيداً عن زنزانة السجن".

ويُشيد الكاتب بترامب لكونه "يبدو أنه يرى ذلك أخيراً"، وبخلاف الرؤساء السابقين الذين "تحدثوا بلطف بينما كانوا يمنحون إسرائيل شيكات على بياض"، يرى ترامب أن "أمريكا تملك الأوراق".

اتهامات لنتنياهو بتقويض السياسة الأمريكية

ينفي جليون أن يكون ترامب هو من خان، بل يرى أن نتنياهو هو من يقوم بالخيانة منذ سنوات، ويستعرض الكاتب سجل نتنياهو في تقويض السياسة الخارجية الأمريكية، مشيراً إلى معارضته الصريحة لاتفاق إدارة أوباما النووي مع إيران، وحملته ضد الاتفاق على الأراضي الأمريكية بمخاطبة الكونجرس دون موافقة البيت الأبيض.

 كما يدعي أن إدارة نتنياهو باعت تكنولوجيا عسكرية وسيبرانية للصين خلف ظهر أمريكا، وتجاهلت رغبات الرؤساء الأمريكيين بينما كانت تحصل على مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية دون مساءلة.

حرب غزة واللعبة الخطرة

يُشير الكاتب إلى أن نتنياهو، مع بقائه السياسي على المحك، "يلعب لعبة أخطر بكثير"، ويتهم نتنياهو بـ "إطالة أمد الحرب الوحشية في غزة – ليس من باب المبدأ أو الضرورة، بل من باب اليأس السياسي". 

ويوضح  أن كل قنبلة تُسقط وكل مستشفى يُضرب يمنح نتنياهو "دورة إخبارية أخرى حيث يكون 'رئيس الوزراء في زمن الحرب بدلًا من الرجل الذي يواجه مجموعة من تهم الفساد في بلاده".

ويُحذر جليون من أن نتنياهو "يتودد بشكل متزايد إلى الحرب ضد إيران"، ليس لأسباب استراتيجية أو لخدمة المصالح الأمريكية، بل لأنه "يعلم أن الحرب هي إلهاء الأقصى، والدرع الأقصى، وإذا تمكن من جر الولايات المتحدة إليها بجانبه؟ أفضل". 

ويصف الكاتب هذا السلوك بأنه "تلاعب"، وأن "رجلاً يحاول استخدام القوة الأمريكية للهروب من الحكم المحلي".

كسر حاجز الصمت: المصالح الأمريكية أولاً

ويختتم جليون مقاله بالقول إن "الخيانة حدثت بالفعل"، وأن نتنياهو "استخدم حسن النوايا الأمريكية وحولها إلى سلاح لسنوات"، واتهمه باستغلال الولاء الإنجيلي، والاعتماد على جماعة الضغط "إيباك" لإسكات المنتقدين، والاختباء خلف اتهامات معاداة السامية كلما تجرأ أحدهم على التشكيك في دوافعه.

search